|
رسالة من الأسير المناضل امير مخول بمناسبة ذكرى نكبة قرية سحماتا
5/10/2011
عزيزي وجيه سمعان،
أحرُّ التحيات ابعثها لك والى جمعية أبناء سحماتا والى كل أبناء وبنات سحماتا المهجّرين في الوطن واللاجئين في الشتات، تحياتي الى هؤلاء جميعا والذين سيُحيون ومعهم جماهير شعبنا، اليوم السنوي الثالث والستين لاحتلال سحماتا واقتلاع وتهجير أهلها، وقصفها بالطائرات وتدمير بيوتها ومسجدها وكنيستها. وتبقى نكبة سحماتا كما كل نكبة شعبنا تعيش فينا جيلاً بعد جيل، ونعيش فيها مصممين على عودة لاجئيها ومهجّريها الى بلدتهم وبيوتهم واستعادة ممتلكاتهم. ولا يوجد حقّ في الدنيا أكثر أخلاقية من هذا الحق الذي لن يضمن إحقاقه إلا مشروع العودة والتحرر الوطني. في أواخر تشرين أول 2008 كنت معكم - أهل البلد على ارض سحماتا. وفي العام 2010 كان اعتقالي الظالم والمستبد وكنت في سجنهم، ومع ذلك كنت معكم مع أهل سحماتا في الثامن والعشرين من تشرين أول يوم سقوطها. وهكذا في كل عام، فإن مشروع العودة هو مسؤولية كل شعبنا ولا يقتصر على اللاجئين والمهجرين. لفت نظري أن تاريخ المدن والقرى يحسب حسب ولادتها كما الإنسان، لكن نحن الفلسطينيين ومنذ العام 1948 نحسب تواريخ بلداتنا حسب يوم نكبتها. ونحسب تاريخ الوطن حسب نكبته. لكن مشروعنا والذي ستحققه الإرادة الحرة هو أن يأتي يوم ونحدّد تاريخ بلدتنا حسب يوم عودة أهلها وإعادة بنائها. تربطني بسحماتا علاقة خاصة ورثتها من أهلي وجيلهم، إنها علاقة قربى - قربى المكان وقربى الأهل وقربى الأرض وصورة الوطن. علاقة وُلِدتُ فيها وكبرت معي. وأصبحت سحماتا بالنسبة لي "بلد الحكايات المبنية على المجد والألفة". وكانت سحماتا ايضا بصبرها وتينها وزيتونها وسُمّاقها وحتى بتربتها "الصفراء" المتميزة لبناء الأفران العربية الطينية.. كانت هذه القرية دائماً رمزاً لبقاء أهلها وعودتهم ولتفاعل الناس معها. وحيث أقام المجرم الكبير ثلاث مستعمرات ليتقاسموا أرضها وحجارة بيوتها وشواهد قبورها وليتسابقوا في اقتلاع زيتونها المعمِّر واستباحة كل متر منها لقطعان البقر خاصتهم كي يأكلوا الأخضر واليابس، ظناً منهم بأنهم هكذا يمحون أثر الجريمة كي يستكينوا، لكنكم في كل عام تجعلون المجرم يشعر بالخوف والقلق أكثر لأنكم كما كل شعبنا لا ننسى ولا ندعهم ينسون أنهم مجرمين. لن ندعهم يمحون آثار الجريمة التي قامت دولتهم عليها. فما دام طفل فلسطيني يولد فالنكبة المتواصلة تحوّلها إرادتنا الى مشروع عودة- عودة الوطن وعودة سحماتا لأهلها وعودة أهلها لها. تحياتي لكم والى مشروعكم العظيم في إبقاء الشعلة محمولة حتى تضيء بيوت سحماتا بأهلها. تحياتي لكم وتحيات أسرى الحرية لكم والى كل مهجري شعبنا ولاجئيه، والى كل شعبنا. وكل عام والعودة اقرب والحرية أقرب. أمير مخول include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |