|
عن سحماتا
سحماتا - اعداد وجيه سمعان نقطة تحديدها على الخارطة (268 - 179) سحماتا: قبل النكبة --- اراضيها --- سكانها --- اثارها التاريخية سحماتا قبل النكبة: تقع سحماتا في قلب الجليل الاعلى وتنهض على قمتي تلّتين، ترنو بعزّة وشموخ الى مرجها في الجنوب، وعلى ينابيع القواطيع (وادي الخرب) في الغرب... تطل على كروم التين والزيتون وصبرها المشهور، وتسلم على الوهاد والتلال والجبال، وعلى الغابات التي تتهادى بها اشجار البطم والغوردة المحيطة بها. يمر بمحاذاتها طريق عام يربطها بمدينة صفد، وبمدينتي نهاريا وعكا وبعض القرى الاخرى.. ترتفع عن سطح البحر 575م، وتبعد عن عكا للشمال الشرقي 30كم، وعن نهاريا للشرق 18كم. تحدها قرى ترشيحا غرباً، كفر سميع والبقيعة جنوباً، بيت جن جنوب شرق، حرفيش وسبلان شرقاً، ودير القاسي وفسوطة شمالاً.. بلغت مساحتها 135 دونما.. وكانت تتكون من حارتين اساسيتين تفصل بينهما البرك وساحة القرية (الرحبة) التي كانت تشهد ليالي الاعراس. الحارة الغربية (التحتا) يتوسطها المسجد والكنيسة المتجاوران المتحابان.. وكانت تضم المدرسة الابتدائية التي اسسها العثمانيون عام 1886، والدراسة فيها كانت حتى الصف الرابع, وافتتح الصف الخامس والسادس في عامي 1945 و 1946. وتضم ايضا المنزول (الديوان). والحارة الشرقية (الفوقا) التي تقع في اعاليها القلعة التي بناها الصليبيون، وفي القرب منها جنوبا كانت المدرسة الزراعية التي تأسست ايام الانتداب البريطاني تحيطها حديقة مساحتها عشرة دونمات لتدريب الطلاب على طرق الزراعة العملية، تربية الدواجن (الدجاج والحمام)، وتربية النحل بالاسلوب الحديث. وفي شرق جنوب الحارة الشرقية تقع المقبرة الاسلامية للقرية التي تبلغ مساحتها 30 دونما، لم يبق منها الا حوالي 8 دونمات تحوي بقايا قبور اسلافنا المبعثرة هنا وهناك، واما اكثر من ثلثيها فقد غرسته دائرة اراضي اسرائيل بالصنوبر لتغيير معالمها، تماما كما هي في دأبٍ دائم من اجل تغيير معالم القرية خدمة للمصالح والاهداف الصهيونية. في الحارتين كانت عدة طرقات، الرئيسة منها كان يكسوها البلاط.. كانت قرية سحماتا تستمد المياه للري ولسقي المواشي من تجمع مياه الامطار في بركتين كبيرتين: الاولى الرئيسية، وتقع داخل القرية على كتف "ساحة الرّحبة" ومساحتها خمسة دونمات سعتها 5000 متر مكعب، وبها ثلاثة عمدان مختلفة العلو تساعد على معرفة كمية هطول الامطار كما كان يروي الفلاحون القدامى. وكانت مياه هذه البركة كما اسلفنا تستعمل للري (المشاتل والمزروعات البيتية) وسقي المواشي، كما ان الاطفال كانوا يسبحون بها ايام الصيف والشباب في الليالي المقمرات... سطحها من جهتها الشرقية مرصوف بالفسيفساء، وكان معبرا للمارة من الناس والحيوانات مما يدل على قدم هذه البركة ودقة الرّصف فيها.. وما زالت هذه الفسيفساء بالرغم من تدمير القرية عن بكرة ابيها بادية للعيان.. والثانية، البركة الجنوبية (الجوانية): وتقع على ثغور البيادر ومساحتها نصف مساحة اختها.. واما مياه الشرب فكانت تستمدها من خمسة ينابيع قريبة منها هي العين، والقواطيع، والمغارة الشمالية، وبرزة، والبياضة.. هذا، الى جانب مياه وادي الحبيس الذي يجري شرقي القرية، ومياه الامطار التي تجمعها معظم البيوت في آبار خاصة داخلها.. كانت سحماتا ابّان الحكم العثماني تتبع لقضاء صفد، وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، اعادت حكومة الانتداب البريطاني تقسيم الالوية والاقضية، والحقتها بقضاء عكا - لواء الجليل.. الرجوع الى اعلى الصفحة اراضي القرية، وديانها، ينابيعها، وآبارها... ملكية الارض واستخدامها قبل الاحتلال
أسماء ارض سحماتا التي ورثها الآباء عن الاجداد ويتمسك بها الابناء والاحفاد ويتوقون للعودة اليها من الشمال: الوعر الشمالي (الحرج). منها احراج ومنها مفتلح. تمتد لحدود برزا - جزيرة النقرة - كرم ابن احمد - جزيرة الغرابة - مسطحات الخربة وما حولها. الموركه - بقبوش - زيتون وارض محمد الجشي - خلة اللوز - شكارة سرهيد - جبال الشقفة - ارحاتا - جبل سعد - خلة فيليه - الجرن الاجرد - الزعترة - عريض الحجارية - توت الوادي, برزيق, الخلّة. من الشرق: احراش لحدود بيت جن ومفتلح. المرانة - خلة الدوالي - خلة البطمة - خلة سبع - الموبرة - جورة اللقيش - الدورة - النجاصة - المرح - خلة دراج - خلة القوصان - البلانة - تين حمودي. من الجنوب: برنان (برانين)- كروم العين - الكرم الاحمر - فرحاتا - السلطانة - نبعة العين - ابو منتقر (المناصر) - جورة الدحلة - ابو شكر - باب الزيتون - رويسات العين - حلالين الدورة - خلة ضو - تين سركيس - الشكاير - الملاحة - الجريات - الصنباط - بلوع - الشقارة - عرضان البطم - ارض البكري - أبّوس - حلالين زقلط - المرج - بياضة طه - الحراذين - قواطيع رباح - القواطيع - النمصة - السليخ - الظهور - خلة الذياب. من الغرب: العقبة - خلة المرين - طريق داربلشة - الشتورة - عين البازل - الشعب - الردة - الحوزة - وادي الخرب - الصفا - حلان البلان - الزنار - شلول الصيفي - انطراسه - خلال القسيس - البريكات - الجنينة. حول البلد: حواكير للدخان - العبي - التوت - الشكرية - حواكير العريشة - حواكير المزبلة - حواكير الحارة - الباط - تين عزيز - البيادر - المقبرة - حكورة المزار - تين الحوز. وبكون سحماتا قرية جبلية تكثر الاحراج فيها في المناطق التالية: جبال الشقفة، خلة فيليه، جبل سعد، خلة اللوز، الكرم الشمالي، الغباير، خلة حوفية، برزا، الزعترة، الشياشيب، وادي الخرب، خلال القسيس، الحوزة، الصفا، طريق دار بلشة، انطراسا، القصبة، الشعب، الحراذين، خلة اللقيش، خلة الدوالي، خلة دراج، برنان، السلطانة، كرم الظهير، خلة النجاص، الشقارة، رأس العزاز. وكان يكسو معظم المناطق الصخرية والغير مزروعة الشجر المعمر.. بعضه غير مثمر كالسنديان، الغوردة، الملول، البطم، الشبرق، اللبنى، العبهر، السريس.. والسويد. وبعض هذه الاشجار البرية كان مثمرا كالزعرور، والاجاص، والخروب.. ولهذه الاشجار فوائد عدة، فهي تمنع التربة من الانجراف اثناء السيول في الشتاء، وتكون مراع للحيوانات التي كان يمتلكها اهل القرية، وكانت تستعمل للوقود او سقف البيوت قبل انتشار الاسمنت في القرى.. هذا عدا عن صناعة بعض ادوات الفلاحة: كعود الحراثة، النير، المنساس، المذراة، وغيره.. وكان اهل القرية يهتمون بغرس شجرة الزنزرخت غير المثمرة امام منازلهم يتفيأون في ظلها في فصل الصيف. اما الاراضي الزراعية فكان يزرع فيها القمح (كان في سحماتا مطحنة "بابور طحين")، والشعير والكرسنة والذرة الصفراء وشتى انواع الخضار والفواكه.. واشتهرت سحماتا بزيتونها الذي كان يغطي مساحة 2100 دونم، منه ما يزيد عمره عن الف سنة مغروس على انقاض التل الشمالي، كان بها ثلاث معاصر زيت، وفي السنوات الاخيرة قبل النكبة اصبح في القرية معصرة آلية حديثة.. كما واشتهرت بزراعة التبغ الذي كان مشهورا برائحته كالبخور، تزينها "مساطيح الدخان" في الصيف.. هذا اضافة الى التين والصبار.. وعرفت سحماتا بالسمّاق، والطيّون، ونبتة السوس فيها.. الوديان والينابيع والآبار: اولا: الوديان يحيط بالقرية واديان: الاول: وادي الحبيس الثاني: وادي القواطيع (وادي الخرب) يلتقيان معا ويكونان رافدا يلتقي مع وادي القرن الذي يصب في البحر المتوسط قرب قرية الزيب الساحلية. ثانيا: الينابيع الينابيع حول القرية متعددة، وهي المصدر الرئيسي لمياه الشرب وأبرزها: 1. العين 2. القواطيع 3. عين تلما 4. عين برزة 5. نبعة ابو هاني 6. عين البازل 7. نبعة المويصة 8. عين الرعيش 9. عين الدرّة.. ثالثا: الآبار آبار القرية نوعان: آبار تاريخية قديمة وآبار حديثة. 1.الآبار التاريخية: أ. بئر القلعة ب. البئر الشمالي ج. بئر برزيق د. بئر السعران 2. الآبار الحديثة: نظرا لحاجة اهل القرية الى مياه الشرب والاستعمال المنزلي، فقد كان كل من يستطيع ان يحفر بئرا قرب بيته لا يتأخر عن ذلك، بحيث تتجمع فيه مياه الامطار. وفي السنوات الاخيرة كان كل مواطن يجدد بناء بيته ويسقفه بالاسمنت، يحفر بئرا واسعة وقليلة العمق لتجميع مياه الامطار ويسمى هذا النوع من الآبار "السيح". (المادة الاساسية والمعلومات المذكورة حول اراضي سحماتا، اعتمدناها في الاساس من كتاب "سحماتا زهرة من رياض الجليل الأعلى" ) الرجوع الى اعلى الصفحة سكان القرية: بلغ عدد سكان القرية في اواخر القرن التاسع عشر حوالي 400 نسمة.. وفي اول احصاء قامت به سلطات الانتداب البريطاني عام 1922 بلغ عددهم 632. وفي الاحصاء الثاني الذي اجري عام 1931 اصبح العدد 796 مواطنا موزعين كالتالي: كما جاء في كتاب "سحماتا زهرة من رياض الجليل الاعلى" ص - 27.
وفي عام 1945 بلغ عدد سكان سحماتا 1130، ويقدر عددهم في عام النكبة 1948 بحوالي 1200 مواطن، منهم 65 مسيحيا. ان اهالي سحماتا كوّنوا جزءا من النسيج الفلسطيني، عاشوا عبر القرون في قريتهم التي احبوا.. فلحوا الارض واكلوا من عرق جبينهم.. تناسلوا وتكاثروا وعرفوا معنى الوطن.. أسهم بعضهم في المعارك الوطنية اثناء ثورة 1936 - 1939، وكذلك عشية النكبة عام 1948.. وكانوا يفخرون ويعتزون بأن قريتهم كانت ملجأ للثوار إبّان الثورة.. مخاتير القرية: يمكن حصر اسماء المخاتير الذين تناوبوا خلال عهد الانتداب البريطاني من مطلع العشرينيات، وحتى نهاية الانتداب عام 1948 على النحو التالي: 1. الحاج أسعد بلشه 2. احمد نعمان 3. قيصر سمعان 4. احمد عيسى 5. محمد عبد الرحمن 6. محمود صالح قدورة 7. سعيد العبد موسى 8. جريس قيصر سمعان 9. علي صالح قدورة كان اهالي سحماتا متآخين ومتحابين ومثالا يحتذى في التسامح والترفّع عن الطائفية، ولا زال يضرب بهم المثل حتى اليوم.. فقيصر جريس سمعان الذي كان مختارا للقرية في فترة من الفترات ابّان الانتداب البريطاني تمتع بثقة جميع اهالي سحماتا مع ان الاكثرية كانت مسلمة.. وتمتع بنفس الثقة لاحقا ابنه جريس الذي كان احد المخاتير الثلاثة مع اخويه سعيد العبد موسى وعلي صالح قدورة... وهكذا اسهم المخاتير مع بقية وجهاء القرية، مع سائر ابنائها في نسج تاريخ سحماتا الحديث في حب قريتهم في جو من الود والوئام.. عائلات القرية: عائلات المسيحيين: سمعان، عيد، سلوم، جبران عائلات المسلمين: قدورة، موسى، حسين، الجشي، عزام، سلمون، حسون، عامر، عثمان، بلشة، سليمان، زيدان، مرة، حمادة، خشان، الشبلي، شاهين، ايوب، فايز، الحجار، عسقول، مصطفى، الدوخي، الذياب، اليفاوي، عيسى، يعقوب، عبد الرزاق، الحجارية، فاعور، الحاج ابراهيم، محمود، احمد, اسعد، الصالح.. منازل القرية: وكما اثبتها "كتاب سحماتا"، كانت اغلبية منازل القرية من الطراز القديم، تمتاز بسعة مساحاتها، جدرانها من حجر الصوان، اما اسطحتها فمن خشب السنديان، تعلوها طبقة من الطين، يجري تطيينها كل عام قبل حلول فصل الشتاء... في البيت اسطبل للماشية، وتبان (مخزن للتبن) وموقد نار، ومدخنة، وقن (بيت الدجاج).. وخلايا لحفظ الغلال (القمح، الطحين، العدس، الشعير والكرسنة) وخوابي الزيت... وكان يوجد امام بعض البيوت آبار لجمع مياه الشتاء للاستعمال المنزلي. وكانت تحيط في العديد من منازل القرية، قطع ارض صغيرة، يستفاد منها لزراعة بعض انواع الخضار: (بندورة، كوسا، باذنجان، بطاطا، لوبية، نعنع، بقدونس، بصل، الخ..) الى جانب بعض الاشجار المثمرة: تين، مشمش، لوز، عنب، تفاح ورمان... وامام بعض المنازل كانت توجد اشجار الزرنزخت، غير المثمرة، يستظل اهل المنزل بظلها.. وكانت ربات البيوت يحتفظن بصفائح التنك لزراعة الفلفل الحار، وبعض انواع الزهور (الحبق، القرنفل العطرة، الخ..) ولتربية الحمام.. كان عدد المنازل (1931): 175 منزلا... اما في عام 1948 فقد اصبح عددها 224 منزلا.. وفي هذا الجو وهذا المحيط عاش اهالي سحماتا سعداء في قريتهم الى ان داهمتهم رياح النكبة التي اجتاحت فلسطين، وقامت الطائرات بقصفها من الجو في 28 تشرين اول 1948، وكانت نتيجة هذه الغارة ثلاثة شهداء واربعة جرحى وتهديم بعض البيوت، ثم دخلتها قوات الاحتلال في الـ 29 منه بإشراف القائد الصهيوني يتسحاق رامون.. وكان لا زال في القرية العديد من العائلات محاولة البقاء فيها، الا ان هذه القوات اختارت اسلوب الارهاب والقتل، وصلبت الشاب محمد عبد الرحمن حسين قدورة امام والده والاهالي ورموه بالرصاص... وقد بلغ عدد شهداء سحماتا ابان الاحتلال ونتيجة له 16 شهيدا نذكر منهم: 1. محمد عبد الرحمن حسين قدورة رموه بالرصاص امام والده.. 2. مصطفى علي اطلق الجنود عليه النار، وهو عائد الى القرية يسوق بقراته. 3. حسن موسى قتل امام منزله في الحارة الشرقية.. 4 - عبد الوهاب سلمون..شيخ طاعن في السن قتلوه في بيته 5 - خليل سلوم .. قتلوه في بيته وكان مريضا 6 - عطا الله موسى .. أصيب برصاصة وهو سائر في الطريق 7 - أحمد حمودة .. أصيب بشظية 8 - خليل عبود .. أحد أبناء قرية البقيعة وكان يزور خليل سلوم 9 - موزه موسى .. زوجة أسعد نمر أصيبت بشظية من الطائرة في منزلها 10 - سمية عامر.. زوجة توفيق العبد علي قدورة قتلت في بيتها بالرغم من ذلك، وتشبثا بالبقاء في القرية، حاول من تبقى من الاهالي العودة الى بيوتهم، فالتجأوا تحت الاشجار، وفي الكهوف او في القرى المجاورة.. الا ان الجيش منعهم من ذلك.. وبقوا على هذه الحال حتى اوائل عام 1949... ثم دمرت القرية لاحقا تدميرا كاملا حتى يفقد الاهالي الامل في العودة اليها.. اقيم على اراضيها مستوطنتان هما حوسن وتسورئيئل، والجناح الشرقي من مستوطنة معلوت، وكذلك البحيرة الاصطناعية.. ولقد صوّر ابن سحماتا وجيه سمعان عام 1995 من القرن الماضي حال القرية كما يلي: "اين بيوت العز، اين بيوت الاقارب والجيران، واين بيوت كل اهلك يا سحماتا وهي تسلم على الشمس في النهار، وعلى القمر والنجوم في الليل، انها اكوام على هذه الرابية او تلك , لم يبق فيها الا بقايا كنيسة ورميم جامع ... المدرسة " التحتا" والتوتة التي في حضنها، والمدرسة "الفوقا" التي تكتسي عنبرآ ويمنطقها حزام من السرو، لم يبق لهما اثر. القلعه التاريخية المبنية على تل مرتفع شرقا، والتي عمل على ترميمها الشيخ ظاهر العمر الزيداني، جاءت يد الغدر ودمرتها تدميرا. حجارة قريتنا الباقية حزينة، وبلاطها صابر، حاراتها مهدمة ومهجورة، وبركها جافة، حواكيرها ملتاعة وبيادرها التي كانت على طول المدى، وكانت تطفح بالخير وتفتح ذراعيها للعرسان في تطوافهم اصبحت جريحة، يلفها الاسى. اما "مساطيح" الدخان و"العرزال" فيها. وذلك "الصرصار" الذي يسهر طوال الليل يغني على ليلاه، اصبحت في خبر كان. عروق الزيتون التي كانت كعد النجوم، وتجمل الفصول، اتوا على اغلبيتها. الصبار والسماق والتين لم يبق منها الا القليل القليل... وأهالي البلد، الذين كانوا في حالة اتفاق ووئام، ويعملون بجد واجتهاد في عرس الوجود، تفرقوا في كل زاوية من زوايا العالم وشفاههم عطشى لتقبيل تراب الوطن". أهالي سحماتا في الشتات: حوّلت النكبة التي طالت الشعب الفلسطيني معظم اهالي سحماتا الى لاجئين في المنافي والشتات، هاموا على وجوههم وحطّت بهم الرحال في ديار الغربة والتشريد. قسم منهم وصل الى سوريا، وتوزع بعد فترة على مواقع في ضواحي دمشق.. وهذه المواقع هي: مخيم اليرموك، كفر سوسة، جوبر، الطبالة، الزاهرية... واما الغالبية العظمى منهم فقد حطّت بهم الرحال في لبنان وتوزعوا على مخيمات برج البراجنة، تل الزعتر، ضبيّة، عين الحلوة، النبطية، البص، الرشيدية.. وهناك عدة عائلات استقرّت في بعض مدن وقرى لبنان.. هذا، ويضم العديد من الدول العربية والاوروبية وبقاع عدة من العالم اعدادا غير قليلة من لاجئي سحماتا كبقية لاجئي فلسطين. ومن بين لاجئي سحماتا في الشتات احمد اليماني (ابو ماهر) الذي كان وجها بارزا في قريته قبل النكبة يتيه حبّا بها.. ويعمل جاهدا في خدماتها.. كان في حينه شابا يافعا يتدفق وطنية ويساهم في النضالات الطبقية والقومية والسياسية التي سادت فلسطين.. وكما قال ابو عفيف، سمعان قيصر سمعان ان احمد "بذل جهودا كبيرة من اجل ابقاء اهالي سحماتا في بلدهم مما دفع الجيش "الاسرائيلي" الى ربطه بزيتونة تمهيدا لقتله". وقد لمع اسمه وهو في ديار الغربة، واصبح رمزا نضاليا من الرموز الفلسطينية، وأحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كرّس جلّ حياته ولا زال من اجل قضية فلسطين العادلة، وفي اللب منها عودة اللاجئين الى بيوتهم وديارهم التي اخرجوا بالقوة منها. ان لاجئي سحماتا في الشتات لا زالوا على موعد مع "العودة" التي انتظروها طويلا.. مهجرون في الوطن: بقي حوالي 7% من اهالي سحماتا مهجرون في الوطن، ينتمون الى عائلات سمعان، موسى، قدورة، سليمان، عبد الوهاب، الجشّي، محمود، واحمد.. يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 600 نسمة ويكوّنون 140 عائلة، يقيمون في قرى فسوطة، ترشيحا، البقيعة، كفر سميع، الرامة، المكر، شعب، المزرعة، وفي مدن حيفا، وعكا، وشفاعمرو... عاشوا كبقية شعبهم ليل الحكم العسكري حتى عام1966 اذ حرموا من العودة الى قريتهم، حتى ومن زيارة الاطلال فيها.. ولا زالوا يتعرضون لسياسة القهر والتمييز العنصري التي تلم بشعبهم. وبالرغم من الحالة التي مروا بها وضيق ذات اليد، فقد نجح مهجرو سحماتا ان يتخرج من بينهم العشرات من ذوي الكفاءات العلمية العالية في شتى المواضيع... ان اهالي سحماتا في الوطن يتشبثون برموشهم بحقهم في العودة الى قريتهم والى لقاء اهليهم في الشتات على ارض قريتهم الغالية... وهم يخوضون معركتهم العادلة في ظل جمعية ابناء سحماتا بالتعاون الكامل مع جمعية المهجرين القطرية.. الرجوع الى اعلى الصفحة تاريخ سحماتا القديم: سحماتا بلدة كنعانية وقد يكون اسمها حرّف من السريانية وتعني النور والاشراق.. آثارها التاريخية تشهد على انه حتى الغزوة الفارسية 612 - 627 م كانت عامرة. دمرتها هذه الغزوة وتركتها خرابا، وانتقل موقعها من التل الشمالي (المعروف باسم الدوير) الى التل الجنوبي.. فتحها العرب المسلمون سنة 636 م وأقام فيها عدد منهم.. وهكذا اصبح سكانها من العرب، من المسيحيين والمسلمين. احتلها الصليبيون وتركوا فيها بعض آثارهم: القلعة في اعالي الحارة الشرقية للقرية (وهناك كان برج قائم في شرقها)، وبأسفلها خزان ماء كبير لحاجة سكان القلعة في الحرب والسلم، وآثارها لا زالت موجودة بعد ان عملت فيها اسرائيل تدميرا.. والثاني السور الذي كان يطوّق جزءا كبيرا من الحارة الغربية والذي كانت حجارته في بعض المواقع ترتفع الى عدة امتار، وأضحى اليوم بعد احتلال القرية جزءا من الدمار او تحت انقاضه.. وكانت هناك قطعة ارض تعرف باسم "برنان" وهي تحريف على ما يبدو من كلمة "برناند" الصليبي الذي كان يتصرّف بها... وفي ايام ظاهر العمر الزيداني الذي احتل مدينة عكا عام 1744 وتحول الى الحاكم الفعلي لفترة قصيرة لفلسطين الشمالية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتوليه لمدينة صفد واستيلائه على الاقاليم الجبلية التابعة لها، اصبحت قرية سحماتا تحت حكمه.. وقد قام بترميم ما أصاب القلعة من دمار في الحروب الصليبية.. وكما اسلفنا، فقد دمر الفرس سحماتا القديمة وتركوا التل الشمالي خرابا.. ولم ينسَ المواطنون الذين انتقلوا الى التل الجنوبي من ان يرووا قصة نكبتهم عبر الاجيال.. واكثر ما كانوا يذكرون ديرهم هناك الذي اصبح انقاضاً.. وفي عهد الانتداب البريطاني تشرّف اهالي سحماتا بزيارة سيادة المطران غريغورس حجار، فذكر له المعمّرون منهم مكان الدير وما كان يتناقله الآباء عن الاجداد. فما كان منه الا ان طلب بعد ذلك من دائرة الآثار الحفر والتنقيب عن هذا المكان.. واثناء عمليات الحفر التي تمت وجدت ارض الدير المرصوفة بالفسيفساء وعثر على ثلاثة قبور كتب على احداها باللغة اليونانية: "هنا يرقد المطران ثيوفيلوس اليوناني - مطران قرحاتا المتوفي سنة 592 م". ان الكنيسة البيزنطية في منطقة "الدوير" على التل الشمالي يعود تاريخها الى حوالي عام 550 م، وتظهر فيها جليّة صور اكواز الرمان وعناقيد العنب والعصافير والكؤوس المزخرفة المرصوفة بالفسيفساء.. "وكان اهل القرية حتى عام 1948 يشاهدون الكثير من المغاور وبرك الماء، وبعض اساسات البيوت وزواياها لا يزال قائما، وعلى علو اكثر من متر في بعض الحالات... البركة الشمالية التي يعرفها الآباء تزيد مساحتها عن 200 متر مربع وعلوها يزيد عن اربعة امتار.. والنزول اليها بدرج من الجهة الشمالية... وهي خالية من المياه، لأن العوامل الطبيعية اتلفتها.. كما يذكر اهل القرية الذين عاشوا فيها حتى عام 1948 انه على بعد مسافة لا تزيد عن ثلاثماية متر شرقي البركة توجد أنقاض بناء.. جدران، معالم ابواب منقورة في الصخر.. (كل هذه الآثار مذكورة في الوقائع الفلسطينية ص 167) كما كان المواطنون يجدون بين الحين والآخر قطع نقود نحاسية محفور عليها صورة الاسكندر المقدوني... والارض في هذه المنطقة ملك لكنيسة سحماتا الكاثوليكية... (الاخوة المسيحيون في سحماتا ينتمون الى الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1880 م). (من كتاب سحماتا ص - 150) ومن الملفت للانتباه، ان المقبرة المسيحية كانت ولا زالت تقع على تلة في منطقة "الدوير" على بعد حوالي نصف كيلومتر شمالي القرية الواقعة على التل الجنوبي.. المواقع التاريخية (الخرب) في ارض سحماتا 1. خربة قرحتا (قرحاتا) تقع شمالي غربي سحماتا وتبعد عن منازلها ثلاثة كيلومترات.. 2. خربة برزة تقع شرقي "خربة قرحتا" وتبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات.. 3. خربة رخصون تقع بين سحماتا وقرية سبلان.. 4. راس عباد تقع خربة راس عباد على تل بين قريتي سحماتا والبقيعة.. كانون ثاني 2005 عن موقع جمعية ابناء سحماتا الرجوع الى اعلى الصفحة |
الحارة الغربية من القرية هكذا اضحت بعد الإحتلال تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان الحارة الشرقية من القرية هكذا اضحت بعد الإحتلال تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان جانب من قبور أسلافنا المبعثرة هنا و هناك تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان سحماتا بعد الإحتلال 1/49 سحماتا بعد الإحتلال 2/49 مبنى قناطر بالقرب من مدخل القرية ويكاد يختفي بين الحشائش والنباتات تصوير مقبولة نصار مبنى كنيسة القرية (احد البابين المتبقيين) من الجهة الغربية تصوير مقبولة نصار مكان المسجد الذي دمره الغزاة الصهاينه تصوير فوزي موسى شارع صفد كما يرى من موقع القرية من الجهة الشمالية تصوير مقبولة نصار مدخل الطريق المؤدي الى القرية من الجهة الشمالية, على شارع حرفيش الذي يصل الى صفد تصوير مقبولة نصار أراضي القرية من الجهة الشمالية, تظهر مستوطنة معلوت في الخلفية الى الغرب تصوير مقبولة نصار تصوير: عادل اسعد كامل سمعان تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان الصبار والزيتون في مدخل القرية الشمالي تصوير مقبولة نصار سحماتا لأهلها بترابها واثارها وبكل مقوماتها تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان هنا عاش اهالي سحماتا عام 1946 عبد الرحمن حسين قدورة - والد الشهيد محمد أسعد خليل سمعان يهم لتقبيل الحجر, والسيدتان خزنة سمعان ونجيه سليمان تتذكران أيام سحماتا أحمد سعيد العبد موسى, زار قريته الحبيبه عام 1993... كان مسؤولا في مخيم الرشيدية بلبنان من قبل وكالة الغوث (الانوروا) جريس قيصر سمعان أحد مخاتير سحماتا الثلاثة: لجأ الى لبنان.. تسنت له العودة لكنه رفضها قائلا: "لجأت مع أبناء بلدي ولن أعود الا مع أبناء بلدي". أحمد حسين اليماني من أبرز القيادات الفلسطينية - بذل عمره ولا زال في خدمة القضية الوطنية صالح محمود قدورة, لاجئ في الشتات..زار قريته عام 1998 وكحّل عينيه برؤيتها بعد طول غياب.. سمعان قيصر سمعان قال: لو أتيحت لي العودة الى سحماتا لما بتّ ليلة واحدة خارجها.. حجارة معصرة زيت, سرقت من سحماتا ووضعت في باحة احدى المستوطنات المجاورة تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان خالد مصطفى محمود محمد
عاش لاجئا في لبنان، وكان يحلم دوما بالعودة الى سحماتا الكنيسة البيزنطية في منطقة "الدوير" اسعد خليل سمعان ( ابو جمال ) يشير الى احد القبور في المقبرة المسيحية تصوير: هيلانة اسعد كامل سمعان |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |