لا أنام ........ - حميد ذيب محمود

وكيف أنام .. يا وطني !!؟
وأنا أراك على تلك الأرصفة
عاريًا كشجر الخريف
تنوح كشبحٍ غريب..
وعيناك مليئتان بالدموع
كم تمنّيت الموت لذاتي..
حيث تنام أمي
ويرقد أبي
لأعانق ثراك هادئًا...

كفاني.. يا وطني
ما ألمّ بي من حزن
منذ أن اغتالوا طفولتي
وسلبوا أحلامي
ومزّقوا كتبي
وأغلقوا مدرستي ....
أظنًك تفهمني
ومن مثلك يعرفني !!

ولكن اعذرني
فلم أعد أتعطر
كما عهدتني
فقد كرهت كل العطور الفرنسيه
وغدوت عاشقًا
لعطورك الورديه
لرائحة الزيتون
لملمس الليالي المخمليّه

كيف أنام .. يا وطني !!
وجبهتي ترتجف
وأجراس الكنائس تدقّ
وصوت المآذن يصرخ....

كيف أنام ؟
والشوارع القديمه تندثر
والذكريات تلوح بيديها وتختنق .....
وأنا أقف بعيدا .. مودعًا
أزقّة القريه ... صارخًا :
وداعًا ... داليتي الحبيبه
وداعًا ساحة بيتي ومرقدي
وداعًا حارتي وأترابي
وداعًا أمي وأبي ........

سأرحل بعد قليل
صامتًا .... جريحًا !!!
لينزف قلمي آخر قطرة دمٍ
على أوراقي الحزينه

ليكن وجهك آخر ما أرى
قبل رحيلي ..................................


19/9/2007 شفاعمرو (سحماتا)











® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com