ومات أبي ..... !! - آمال حميد محمود علي الصالح


1943 - 11/2/2009

تباعدت خطانا
وما ظننْت نفترقْ
إذ يمضي الوقتُ
وكأن لم يكنْ .. ينطبقْ
وها أنا أبكيك وأبكيك وأحترقْ
أعودُ
أحملُ الذكرياتِ، وبقايا حديثٍ ينبثقْ
وعبراتٍ تزاحمُ الكلماتِ وتستبقْ
أيها الصديق
ايها الرفيق
ماذا أقول عنك ؟
وما أصعب أن أكتب إليك !!

أبي .....
ها أنا أمدّ لك يدي
فخذْ من دفءِ قلبي
ونمْ قريرَ العينِ
ولا تحزنْ !!
ليتني غبتُ في أفقٍ بعيد
وبقيتَ أنتْ
ليتني بقايا رعشاتٍ
وبقي فيك نبضْ
أبي ..
أبي ..
أبي ...
أفتقدك كثيرًا.. كثيرا
لم تعدِ الساعاتُ كما كانتْ
لكلّ دقيقة معنى
وذكرى
ومنفى
رحيلٌ ثمّ رحيلْ
طال الطريقُ بيننا فبكيت
تنهّدت .....
أرى الشّوقَ يقتحمُ حياتي
يحاصرُني
يأبى أن يفارقَني
نعمْ
قد رحلتَ وفي القلبِ بقايا حديث .... !
سامحني أبي
واعذرني
وانت في ظلمات القبور
ها هو الربيع يدقُّ بابي
ولستَ معي
أتسمع غناءَ العصافيرِ على تلكَ الغصونِ !!
وجدولا رقراقا يهمسُ بألحانٍ شجية ؟
كمْ تمنيت أنْ يأتيَ الربيعُ
وانت معي
لنهتفَ معا لفجرٍ جديدْ
يعبقُ منه اريجُ الحياة
ولكنْ !
هي الأقدار المستبدّة
يطيبُ لها
أن تسرقَ الروحَ مني
لأمضي وأقطع الليلَ وحيدة
أرنو إلى الأفقِ حزينة
والدّربُ طويلٌ ... طويلْ
أبي
ذهبتَ ولمْ تنظرْ إلى الوراء
غبتَ كحلمٍ وراءَ التلال
وقلت : " هذا هو اليوم الأخير " !!!
وعاشتْ فلسطين ....
أبي
أقسمُ بثراك الطّيب
بآلامك شهورًا طوال
ألا أساوم على بلدي وارضي
إنها في انتظاري
شمس تلك المراعي
لنخترقَ معًا أسوار المدينة
لنكسر معًا كلّ القيود ....
ألستَ أنتَ الذي بها حلمت !!
واستبدّ فيك الحنينُ
وانهالتْ على وجنتيك عبراتُ الشّوقْ !
ألستَ أنتَ الذي قلت :
" هي ما أريد من الحياة "؟! ....
وكم تمنّيت أن يكونَ وجهُها آخرَ ما ترى قبل رحيلك !!!
فكان كما شئت ....
أما أنا فأعيش في ذلك الصمت المميت
في ظلمة الليل العميق
على ذكراك أبقى
وأظلّ وحدي في الطّريق ...................

* ( سحماتا )
1/5/2009









® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com