توثيق المرئي والمسموع في أعمال المخرجة الفلسطينية رنين جريس - يوسف شرقاوي

فكرة جدية عميقة المعنى لتصوير المعاناة، ولتأكيد الذات وترسيخ الهوية الوطنية بهذا العمل الفني الراقي، بل صرخة مدوية في وجه من يعتقد أن بمقدوره أن يزور التاريخ ويتركنا في حفرة النسيان، ونقل شهادات شفوية حيّة، عن القتل الجماعي والتطهير العرقي والملاحقة، وتوثيق النكبة، لتحميل العصابات الصهيونية وجيل المؤسسين المغتصبين الصهاينة المسؤولية التاريخية عن ماحلّ بالفلسطينيين، أصحاب الارض الحقيقيين، من معاناة ممتدة منذ 60 عاما، وتسليط الضوء على ما الحقته تلك العصابات من جرائم حرب بحق الانسانية، جرائم ممنهجة خطّطت ونفّذت بدقة، وقد يكون هذا العمل من عوامل تدعيم لحق العودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات الذين طردوا عنوة وبقوة السلاح، وترسيخ حق العودة في الوعي والذاكرة الفلسطينية بأنه حق فردي وجماعي لايمكن اسقاطه بالتقادم.

رنين جريس تروي هنا جزءا من الحكاية، حيث يتميز عملها بعمق الفكرة، ورصانة التجرية، وتوقد ذهني، علّها توقظ ضمير المحافظين الجدد من الفلسطينيين، حوّلوا أهم حركة تحرر في العالم، لاتزال تحظى باحترام وتقدير احرار العالم، الى حركة باهتة وغير مقنعة، تآكلت حتى وصلت الى ردح وعربدة في وسائل الاعلام والفضائيات حيث سوء الحال من سوء الأدوات.

رنين نجحت حيث اخفق كثيرون يمتلكون امكانيات هائلة، ومؤسسات مدعومة وممولة من جهات محلّية ودولية، وحركات ومنظمات واحزاب، أخفقوا في التأسيس الفكري، وورطوا انفسهم في البحث عن عن حلول للدولة الصهيونية، بخديعة من (بطل)التطهير العرقي اسحاق رابين، وقد يشكل عملها هذا دعما للذاكرة والوعي لجيل ما بعد النكبة، شهادات تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل، واذا ما دعمت تلك الشهادات بشهادات مؤرخين يهود انتابهم صحوة ضمير ولو متأخرة، لأن هذا العمل المتقن، من تصوير، واخراج وكتابة سيناريو حبك ببراعة الدمج مابين التسجيل والرواية، في هذا العمل الممنهج والنضالي الهام أنجز بإتقان، يجب تطويرة وعرضه على اوسع نطاق في الاوساط الفلسطينية والعربية والدولية، تمكن المتلقي من مشاهدة وسماع المأساة، وسماع شهادات حيّة عن مقاومة الاحتلال والتهجير بصلابة نادرة، وهنا تبرز أهمية المشهد والشهادة الشفوية، والتأريخ الشفوي الموثّق، ونقل الواقعي الى سينمائي بفن بصري وصوتي رائع، يعبّر عن بلاغة الفعل لجمع عناصر الحقيقة، بسلسلة من الأفلام التسجيلية مهما كانت قصيرة مدة عرضها وابراز الفكرة من وراء هذا العمل الفني بأن الواقع لم يتغيّر، واقع القتل، و التمييز العنصري، والتطهير العرقي، والتهجير، والتهويد ومصادرة الأرض الحقوق إنه توثيق مرئي ومسموع يفضح ثقافة الكيان العنصري الصهيوني،

ومن أبرز افلامها وأعمالها التوثيقية:

المالحة، مسيرة العودة، ذكريات نساء فلسطين، حكاية نساء الريف الفلسطيني حول النكبة والتهجير، جولة في الكفرين، أجراس العودة عن فيلم نساء فلسطينيات، شهادات من سحماتا رنين جريس متيقنة بأننا سنرجع يوما الى حيّنا.

عن منتدى نور الأدب
17/4/2014









® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com