ذكريات لا تُنسى - حسن أيوب

قبل حوالي عشرين عاما جاءت " خالتي " رتيبة قيصر سمعان اللاجئة في مخيم " ضبية " قي لبنان لزيارتنا في صيدا , وحلت عند والدتي مريم أيوب . كانت تزور هذه " الخالة " فلسطين أحيانا, وأخذت تحكي لنا عن قريتنا سحماتا. أخرجت من جزدانها صورة لسحماتا - وكانت نادرة في ذلك الوقت - يظهر فيها على باب الكنيسة صليبا محفورا في الحجر, وبعدها أرتنا صورة أخرى للكنيسة وقد اختفى الصليب عن بابها.

توالت الأسئلة مني عن سحماتا وعن أهلها الباقين مهجرين في الوطن, وكنت أستمع إليها بشوق ما بعده شوق. وفي نهاية السهرة دخلت مع أمي للنوم , وبدوري ذهبت أنا للنوم . وكيف يتمّ لي ذلك , وهما ساعة تضحكان وساعة تبكيان وساعة تغنيان أغاني الأعراس في سحماتا , وبقيتا على هذه الحال حتى الصباح , ثم نامتا لمدة ساعتين تقريبا .. قالت لي أمي : اليوم بدنا نعمل مفتول وكبّة .. وقلت لزوجتي : اتركيهم يعملوا أكل على طريقتهم القديمة ..وكان أجمل وأسعد يوم ..

أتذكر كل هذا , وقد انتقلتا إلى رحمة الله تعالى , ..أشياء كثيرة افتقدناها بغياب هذا الجيل الذي علّمنا المحبّة والألفة و حب الوطن , ونذكره بالعرفان والمحبة .

حسن أيوب
صيدا - ابن سحماتا
5 - 8 - 2013









® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com