تقاطع والتقاء سعودي-اسرائيلي!


تتواصل، كالمتوقع، تداعيات جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر، إبن الجزيرة العربية المناضل المناهض لاستبداد نظام آل سعود، وذلك ضمن عملية قتل جماعية شملت العشرات وتم تنفيذها بالسيف، على النمط الداعشي.. فهذا النظام الفاسد وداعش يقتلان بالوسيلة ذاتها- بالذبح! مثلما يلتقيان في الدور العميل المعادي لمصالح شعوب المنطقة الحقيقية – بمن فيه شعب الجزيرة العربية العزيز.

أما التهمة التي وجهها نظام القتل والجهل والتبذير والنهب والتبعية، فهي تهمة "العصيان للملك" أو "إعلان عدم السّمع والطاعة لوليّ أمر المسلمين في المملكة، وعدم مبايعته له".

والسؤال: كيف كانت ستردّ حصون الديمقراطية الغربية الشهيرة جدًا جدًا لو تم اعتقال (وليس إعدام) معارض ما، في غير دول محورها، بتهمة الحلم والطموح والعمل السلمي لتغيير السلطة؟ أي وعظ صاخب كان سيصبه منافقو عواصم الغرب حينذاك.. لكنهم يصمتون الآن لأن معاييرهم مزدوجة وبوصلتهم لا تميل الا نحو مصالحهم. وكل جعجعاتهم عن الحرية والديمقراطية تتبخّر في ثنايا سكوتهم المنهجي على جرائم نظام آل سعود المتخلف الهمجي.

لقد كان الشيخ النمر يرفض أي عنف في الاحتجاجات شرق شبه الجزيرة، وظلّ يصرّ حتى بعد اعتقاله على الشكل السلمي فقط للاحتجاج. ويؤكد معارضو النظام أنه طالب دومًا بالحقوق للجميع وليس لطائفة ومذهب دون آخر. وعن اتهامه بالمذهبية يؤكد شقيقه: إننا نتحدى أي شخص في العالم بأن يأتي بخطاب أو تصريح طائفي أو مذهبي واحد للشيخ النمر.

إن الخطوة الوحشية السعودية جاءت بهدف التعكير والتوتير والتصعيد المذهبي. ومن يخدم هذا التصعيد للجهل والقتل والعداء المذهبي؟ هل يخدم الشعوب العربية والاسلامية؟ بالطبع لا. ويكفي إصاخة السمع لتصريحات سياسيين واعلاميين اسرائيليين (نقصد أبواق السلطات منهم) وهي تبثّ البلاغات القائلة: هذا التوتر الحاصل دليلٌ على أن الصراع الحقيقي في المنطقة هو سني-شيعي.. أي أن سياسات الاحتلال والاستيطان والتوسع والغطرسة الاسرائيلية ليست المشكلة.. وهو ما يناقض ضمير الشعوب العربية والإسلامية بأن لب الصراع هو القضية الفلسطينية.

من هنا نجزم: هذه السياسة الدموية لنظام السعودية المتخلف تتلاقى وتتقاطع تمامًا مع سياسات ومصالح حكّام إسرائيل!

عن صحيفة الأتحاد
5/1/2016





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com