Wajih Seman Website

تحية للشعب اليوناني وإنجازه

إن فوز حزب سيريزا اليساري اليوناني، والانجاز الانتخابي الذي حققه الحزب الشيوعي اليوناني، ومجمل النتيجة السياسية للانتخابات التشريعية، تمثّل ما من شأنه أن يشكل رافعة ونقطة تحوّل، ليس على مستوى اليونان فقط، بل على مستوى القارة الأوروبية كلها وأوسع.

فالشعب اليوناني الذي عانى من فرض سياسات التقشف عليه، وابتزازه وإذلاله بحجة الديون المتراكمة بفعل سياسات اليمين، قرر أن يقلب الأمور رأسًا على عقب، ويرفض الخنوع لسياسات القوى المهيمنة في الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو، فاختار اليسار والأمل والكرامة بديلا.

وفور اعلان النتائج اعلن رئيس الحكومة الجديد قائد سيريزا ألكسيس تسيبراس، عن التغيير الذي ينشده في أوروبا وقال: لقد ودعت اليونان التقشف المدمر، وكذلك الاستبداد والخوف والتسلط، لقد تركت وراءها خمس سنوات من الإهانة والمعاناة، وهي تقبل الآن على المستقبل بتفاؤل وأمل وكرامة وخطوات ثابتة في أوروبا متغيرة. لقد قرر الشعب اليوناني أنه لا يريد مزيدا من مذكرات التقشف والتدمير.

العديد من المراقبين قدّروا أن هذا الحدث سيترك أثرا على المجرى السياسي الاوروبي باتجاه استعادة قوى اليسار للثقة والعزم نحو التحرك الى الوصول للسلطة، وطرح بدائل حقيقية عادلة ومنصفة في وجه المصاعب الاقتصادية، مما يعني كسر مربع السياسات الرجعية اليمينية وتلك القريبة منها، التي تكرس الوضع القائم، فيتواصل ثراء الاثرياء وافقار الفقراء ومعاناة بل غرق الطبقات الوسطى، والشابّة منها خصوصا.

إن القوى المهيمنة في اوروبا تسير على سكة حديد يتألف خطها الأول من سياسات الخصخصة وتقليص الضمانات الاجتماعية لمواطنيها حفاظًا على مجموعات القوة الرأسمالية الاخطبوطية وسياسة السوق التي تتعارض مع سياسة الناس!، وخطها الثاني عبارة عن الانسياق في السياسة الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة، من حيث مواصلة سياسات الاستغلال والجشع واقامة العلاقات مع أكثر الانظمة فسادَا، وخصوصا في الشرق الاوسط.

إن إنجاز الشعب اليوناني واعتماد سياسات يسارية تحرر الدولة والمواطنين من الاملاءات والهيمنة الخارجية، ووضع مصالح الناس وحقوقهم الاجتماعية الاقتصادية في المركز، هو نموذج سيكون له ما بعده، لأن اليسار بمضامينه وقيمه ودربه، هو البديل الحقيقي للاستغلال بمختلف مستوياته.

عن موقع الجبهة
27/1/2015

عودة الى منوعات