مؤسسة الأقصى تحذر من اقتحام جماعي يهودي كبير للحرم القدسي في عيد المشاعل العبريّ - زهير أندراوس


الناصرة ـ ‘القدس العربي’ أصدرت مؤسسة الأقصى بيانًا أمس الاثنين جاء فيه أنّه خلال الأيام القادمة وعشية ما يطلقون عليه (عيد الحانوكا) لدى اليهود، وفي ظلّ الأنباء عن توفير الأجواء الاحتلالية والحماية من قوات الاحتلال لشخصيات يهودية معروفة لاقتحام وشيك للأقصى، وأفادت المؤسسة أنّ عشرات المستوطنين بقيادة ما يسمى برئيس صندوق ارث الهيكل المزعوم يهودا غليك اقتحموا صباح أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.

وأَضاف بيان المؤسسة أن أكثر من 130 مستوطنًا من بينهم عناصر مخابرات وطلاب يهود اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، حيث قاد الحاخام غليك مجموعة تضم 30 مستوطنًا بحماية من قوات الاحتلال.

وأشارت إلى أنّ غليك اقتحم الأقصى بشكل استفزازي، وهو يحمل كتاب يتحدث عن الهيكل المزعوم، وقد تجول في أنحاء متفرقة من المسجد. وتابع البيان قائلاً إنّ المستوطنين نظّموا عدة جولات في باحات الأقصى، محاولين تأدية طقوس تلمودية، مؤكدة أن حراس المسجد تصدوا لهم ومنعوهم من أداء أي طقوس في باحاته. وأوضح البيان أيضًا أنّ المسجد الأقصى يشهد حالة من التوتر الشديد في ظل إجراءات احتلالية مشددة على طلاب مصاطب العلم ومدارس القدس الذين يتواجدون بالمئات داخل باحات المسجد، حيث تتعالى أصوات تكبيراتهم رفضاً لتلك الاقتحامات.

وذكرت المؤسسة أن قوات الاحتلال تقوم بحملة تفتيش لحقائب الطلاب والمعلمات، ويتم استجواب كل معلمة وتهديدها بالملاحقة أو الاعتقال أو الإبعاد في حال التكبير داخل باحات الأقصى. وبيّن البيان أن هناك عناصر من المخابرات الإسرائيلية تقوم بالاتصال المباشر مع طالبات العلم وتهديدهن بعدم الاستمرار في المشروع وترهيبهم، ولكن رغم هذه التهديدات ثمة إصرار كبير على التواجد في الأقصى وإكمال مسيرة التعليم.

وأشار بيان مؤسسة الأقصى إلى أنّ هذا الاقتحام وما رافقه من أحداث في الأيام الأخيرة، يشير إلى أنّ هناك حملة جديدة لاقتحامات الأقصى خاصة مع اقتراب عيد (الحانوكاه) العبري.

وحذّر البيان من أن هناك معلومات تفيد بأن الحاخام يسرائيل ارئيل، رئيس معهد الهيكل، سيقتحم الأقصى قريبًا، وكذلك هناك معلومات عن اقتحام وشيك من قبل موشيه فيغلين، نائب رئيس الكنيست، للأقصى في الأيام القريبة، ولكن بشكل شبه سري- كما سربت بعض وسائل الإعلام الإسرائيليّة باللغة العبريّة. وأشارت المؤسسة إلى أنّ منظمات الهيكل المزعوم دعت لاقتحام المسجد الأقصى في الـ28 من الشهر الجاري والموافق لعيد المشاعل- الحانوكا العبري، لافتةً إلى أنّ عضو الكنيست ميري ريغيف، رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، ومن صقور حزب الليكود الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، تعهدت بعقد جلسة خاصة وقريبة في الكنيست مع شرطة الاحتلال في القدس، لتهيئة الأجواء لاقتحامات المستوطنين للأقصى وتوفير الحماية لهم خلال تأدية طقوس تلمودية، على حدّ تعبيرها. في السياق ذاته، أصدرت الحكومة الإسرائيليّة ووزارة الداخلية، تعليمات بتعجيل بناء ما يُطلق عليها إسرائيليًا بالحديقة الوطنية، على منحدرات جبل الكرمل في القدس وتنفيذ مخططات مشاريع استيطانية جديدة في مستوطنات القدس، بعد مصادقة اللجنة القطرية للتخطيط والبناء عليها.

وأثارت المصادقة على مشروع (الحديقة الوطنية)، نقاشات واحتجاجات واسعة. وعلى الرغم من الضغوطات الخارجية واستنكار هذا المخطط، إلا أنّ بلدية الاحتلال تواصل اتخاذ إجراءات تعسفية بحق الفلسطينيين، الذين ستقام الحديقة على أراضيهم، وترفض منح تراخيص بناء للعشرات منهم. وكانت لجنة التنظيم قد أودعت خريطة الحديقة الوطنية للمصادقة عليها، منذ عام 2011 إلا أنّ الالتماسات التي قدمت عرقلت المصادقة، فيما يواصل الفلسطينيون معارضتهم لهذا المشروع الاستيطاني الخطير الذي سيلتهم مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية وسيمنع التوسع الطبيعي للسكان.

وحذّرت جهات إسرائيليّة داعمة للسلام من تنفيذ مشروع الحديقة، مشيرة إلى أنّ التعليمات الجديدة للحكومة ووزارة الداخلية تؤكد الأهداف الحقيقية لهذه الخطة وهي ضمان التعويض لأحزاب اليمين الداعية إلى مواصلة البناء في مناطق الضفة الغربية والقدس، خاصة بعد إطلاق سراح الفوج الأخير من الأسرى الفلسطينيين.

وذكرت مصادر إعلاميّة إسرائيليّة أنّه تمّ تسجيل محادثة لموظفة في ما تسمى (سلطة الطبيعة والحدائق) وهي تقر بأنّ الهدف المركزي من هذا المخطط هو وقف البناء الفلسطيني في المنطقة، وليس حماية الطبيعة. يشار إلى أنّ مشروع (الحديقة الوطنية)، سيؤدي إلى مصادرة 740 دونما من أراضي فلسطينيي الطور والعيساوية ومخطط بناؤها على مساحة 650 دونما، الأمر الذي سيؤدي إلى فصل بين الأحياء العربية في المنطقة وستمنع إقامة الحديقة التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية. في سياق ذي صلة، نددت المؤسسة قيام مجموعات يهودية بما يعرف بمنظمة (جباية الثمن) بالاعتداء على مقبرة مأمن الله في القدس، وكتابة شعارات عنصرية على نحو 13 قبر من قبور مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، بالإضافة إلى خط شعارات مماثلة على مقام الكبكبي الموجود داخل حدود المقبرة، وقالت المؤسسة في بيانها إنّ أيدي آثمة قامت باعتداء آثم على مقبرة مأمن الله، وهي ليست المرة الأولى التي يتم بها الاعتداء على المقبرة وانتهاك حرمتها، وهي المقبرة الأكبر والأعرق في البلاد، إننّا إذ نندد بشدة هذه الجريمة النكراء، فإننّا نحمل الحكومة الإسرائيليّة مسؤولية الاعتداء على مقبرة مأمن الله، وكذلك الاعتداءات المتكررة، وانتهاك حرمة الأموات بشكل منهجيّ من المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية، ونطالب في الوقت نفسه ملاحقة المعتدين.

وأشارت المؤسسة إلى أنّ مجموعات (جباية الثمن) بخط العبارات العنصرية التي تقول: الانتقام والموت للعرب، ورسمت إشارة نجمة داود وشعار (جباية الثمن)، حيث بلغ عدد القبور التي خطت عليها شعارات 13 قبرًا. كما شوهد مخلفات وأدوات للتعاطي المخدرات بجانب بعض القبور، بالإضافة إلى تحطيم وتهشيم عدد من القبور.


18/11/2013








® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com