شهادة تفتح ملفا مؤلما


ان استشهاد الأسير حسن الترابي ، في زنازين الاحتلال وصمة عار جديدة في جبين حكومة الاحتلال والاستيطان الاسرائيلية وجريمة قتل واضحة المعالم تتحمل وزرها سلطة سجون الاحتلال والقيادة السياسية والامنية الاسرائيلية.

وتفتح شهادة الاسير الترابي ملف الاسرى الفلسطينيين من جانبه المؤلم حتى النخاع، في الاسبوع الماضي تناولت وسائل الاعلام هذا الملف لدى اطلاق سراح قدامى اسرى الحرية، تناولا فيه الفرح والغبطة في عودتهم الى كنف عائلاتهم وشعبهم، ويعود الترابي باستشهاده الدرامي ليذكر بأن قضية الالاف الاسرى تطغى بجوانبها القمعية والوحشية على مفردات ومشاعر اطلاق سراح القدامى من الاسرى .

ظروف وملابسات اعتقال الترابي، ابن الثانية وعشرين عاما، واصرار سلطات الاحتلال على اعتقاله رغم المعرفة بمعاناته من مرض سرطان الدم وحرمانه من العلاج اللازم الى درجة تدهور وضعه الصحي الى حد انفجار أوعيته الدموية مواز لاصدار حكم بالاعدام دون محاكمة ودون منحه فرصة الدفاع عن نفسه ، جرم يتراكم فوق جرم عدم تقديم العلاج اللازم والمناسب لوضعه الصحي السيء ، وهي ليست المرة الاولى فلقد شهد هذا العام استشهاد الاسرى عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية .

الحل الحقيقي لقضية الاسرى مرتبط بالحل السياسي للقضية الفلسطينية وبأنهاء الاحتلال الاسرائيلي واطلاق سراح جميعهم دون قيد أو شرط ، ولكن الصمت على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وسيرتكبها بحق الحركة الاسيرة، الاهمال الطبي ، والمعاناة اليومية ، والاعتقالات الادارية واعتقال الاطفال ، جريمة موازية تكاد تساويها في خطورتها .

لقد حذرت الحركة الاسيرة مرارا وتكرارا من الخطر المحلق فوق رؤوس مجموعة من الاسرى المرضى بحالات صعبة والتقصير الواضح في حقهم في العلاج كما تنص عليه القوانين والمعاهدات الدولية.

آن الأوان لاطلاق حملة شعبية دولية واسعة النطاق من أجل التحرير الفوري لاسرى الحرية المرضى في حالات صعبة وتوفير الرعاية الطبية لهم ، قبل أن تحل كارثة جديدة بأحدهم واطلاق سراح جميع الاطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال فهل من مستجيب ّ!!

الاتحاد
6/11/2013








® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com