كارثة أشدّ تهدد غزة


...وكأنّ ما يجري في قطاع غزة يقع في مكان وزمان آخرين، فيتواصل التدهور الحاصل هناك بسبب الحصار/الاحتلال الاسرائيلي أولا، والانقسام الفلسطيني ثانيًا والتواطؤ العربي بعار الصمت – أو بالإذعان لواشنطن المنحازة 100% للاحتلال - ثالثًا. آخر المدلهمّات القاتمة المدمرة المأساوية، اقتراب نفاد الوقود الطارئ المخصص للمنشآت الحيوية في غزة، ما يهدد بـ"كارثة إنسانية بسبب أزمة الطاقة" كما يقول تقرير للأمم المتحدة، امس.

نفاد الوقود يمس جميع القطاعات والاحتياجات الضرورية الحيوية التي لا يمكن لأيّ مجتمع بشري في أيامنا العيش بدونها: الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي لحوالي مليوني مواطن فلسطيني في غزة، أكثر من نصفهم من الأطفال؛ وهم الذين يعيشون اليوم أصلا على ما لا يزيد عن ثماني ساعات يوميًا من الكهرباء.. الوضع في المستشفيات شديد الخطورة خصوصًا، كما يؤكد التقرير، ويشمل خدمات الطوارئ والتشخيص، كالتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والأشعة السينية ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات في 13 مستشفى حكومي.

وفقا للأمم المتحدة هناك حاجة إلى 6,5 مليون دولار أمريكي خلال سنة 2018 لتوفير 7,7 مليون لتر من الوقود الطارئ، كحد الأدنى لتجنب انهيار الخدمات، وإلى حوالي 10 ملايين دولار سنوياً لتشغيل المنشآت الحيوية بالكامل... هذه أموال تعتبر "مصروفات خاصة ثانوية" بالنسبة الى "أمراء" و "ملوك" و "مشايخ" في أنظمة النفط.. ناهيك أننا نتحدث بالذات عن الوقود.. عن النفط.. هل نقول يا للعار، أم إلى الجحيم على هذا التبلّد.. أم أينك يا شعوب العرب؟!

إن أعلى المستويات في جيش الاحتلال الاسرائيلي (ما عدا الوزير الفاشي المسؤول عنه..) تعترف أيضًا بأن الوضع في قطاع غزة المحاصَر يقترب من الكارثة الإنسانية.. وتخيّلوا لو أن مركز إسرائيل كان يعيش وضعًا من الفقر والبطالة والاكتظاظ والخنق في بضعة كيلومترات مربعة مسوّرة بالجدران وبالآليات العسكرية.. فكيف كان جهابذة المؤسسة الاسرائيلية سيعرّفونه؟!.. إن هذا من نوع المسائل التي يجب أن تُطرح فورًا ويوميًا بشكل مقارِن مباشر: ما يحق للإسرائيلي يجب أن يحق للفلسطيني بأكمله، ليس غدًا، حين "يتحقق الحل" بدولة او بدولتين.. بل هنا والآن ومنذ الآن!

عن موقع الجبهة
7/2/2018





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com