ضحية الإرهاب التكفيري الفاشي


جسدت جنازة شهيدة فلسطين ليان زاهر ناصر، أمس الثلاثاء في الطيرة، موقفا إنسانيا، سياسيا، اجتماعيا وحضاريا حازمًا وشجاعًا. إنه موقف يعلن الدعم الأخوي الدافئ الكامل لأسرة وعموم أهل الفقيدة الشابة، في مصابهم هذا الذي هو مصاب شعبنا كله؛ وفي الوقت نفسه وبنفس القوة، هو موقف يجاهر بالرفض والإدانة الواضحين للإرهاب التكفيري المجرم، والمعادي أولا وقبل كل شيء لشعوبنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا نحن جميعًا.

لقد جاء موقف الطيرة، بلدة ليان العزيزة الصابرة، ومعها كل بلداتنا وحضور قيادات قطرية ومحلية تمثل الغالبية الساحقة من جماهيرنا، لتؤكد على أن هذا هو الصوت المركزي والعالي والنقي لمجتمعنا، وليس تلك الأصوات الناعقة بشكل متبلد وجاهل ومتعصب حين حاولت التطاول على ضحايا الجريمة، ومعظمهم من العرب. فهذه الأصوات النشاز رشحت عن عقليات مسمّمة نفسها بالتكفير والتعصب الأعمى البعيد عن أية قيم يفترض أن يحرص عليها المتدين وغير المتدين على حد السواء. فلا يوجد أي شيء يمكنه التخفيف من خطورة جريمة قتل جماعي عشوائي لغايات ظالمة ومظلمة بل وعبثية. وكل مَن يُقدم على التخفيف من هكذا فعلة دموية مجرمة وجبانة، مهما كانت ذريعته، فهو يضع نفسه في خانة المجرمين، وبالتالي فهو يعادينا جميعًا ويضع نفسه في مواجهة مجتمعنا برمّته!

ونؤكد هنا على موقف لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كما عبّر عنه أمس رئيسها محمد بركة بمفردات قاطعة: "نحن هنا نقف موحدين كأبناء شعب واحد، وكأبناء جرح واحد، وكآباء لابنة واحدة مُسجّاة أمامنا (…) إن أول ما نتفق عليه هو أن نحترم اختلافاتنا، نحترم توجهاتنا، خارج مفاهيم التكفير والتخوين البذيئة، التي نراها تطفو على سطح شبكات التواصل، بشكل مقيت بذيء غير محترم”.

لتبقَ ذكرى الفقيدة العزيزة ليان زاهر ناصر عطرة وخالدة.

عن موقع الجبهة
4/1/2017





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com