لقاء أثينا للأحزاب الشيوعية والعمالية في منطقة شرق المتوسط:
تشديد النضال للتصدي للعدوانية الامبريالية في المنطقة ولإسقاط المؤامرة على سوريا!



* مخول : حيث تكون مصالح ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية لا تستطيع القوى التقدمية والوطنية والديمقراطية الحقيقية أن تكون !

اثينا- خاص بالاتحاد- اختتم، نهاية الاسبوع الماضي، لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط، المنعقد في العاصمة اليونانية، أثينا، بمبادرة الحزب الشيوعي اليوناني، وبمشاركة كل من : الحزب الشيوعي اليوناني، والحزب الشيوعي الإسرائيلي، وحزب تودة الإيراني، والحزب الشيوعي السوري، والحزب الشيوعي الأردني، وحزب الشعب الفلسطيني، وحزب أكيل القبرصي، والحزب الشيوعي اللبناني، والحزب الشيوعي التركي، والحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والاشتراكية.

دعا الاجتماع الطبقة العاملة وشعوب المنطقة إلى النضال المكثف المشترك والمنسّق والخروج الى الشوارع في جميع بلدان المنطقة ، للتصدي للتدخل الامبريالي الارهابي ضد سوريا وضد حقوقها السيادية ، والذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وأعوانهم في المنطقة . واعتبر اللقاء أن المصلحة الحقيقية لشعوب المنطقة وطبقتها العاملة، والدفاع عن مصالحها يتطلب تطوير النضال المنظّم والمنسّق من أجل الحقوق العمالية الشعبية، ونضالا مشتركا ضد الاحتكارات وضد النظام الرأسمالي الاستغلالي وضد المشروع الامبريالي في المنطقة . ودعا لقاء أثينا، الطبقة العاملة وشعوب المنطقة إلى الدفاع عن حق الشعب السوري والشعب الإيراني وجميع شعوب المنطقة، في اختيار مسار تطورها السياسي والاجتماعي الخاص الذي يتوافق مع مصالحها الخاصة . كما دعا اللقاء إلى تطوير مختلف أشكال النضال والمبادرات الشعبية لسد الطريق أمام شن حرب إمبريالية جديدة ضد شعبي سوريا وإيران . كما دعا اللقاء القوى الشعبية والعمالية في المنطقة، إلى منع استخدام أراضي بلدانها ومجالها الجوي ومجالها البحري قاعدة لانطلاق العدوان الإمبريالي ، وخاصة على سوريا .

كما دعا اللقاء في بيانه الختامي المشترك إلى تشديد المقاومة لكافة أشكال التدخل الامبريالي الخارجي ضد إيران ، بما فيها العقوبات الاقتصادية القاسية ، المفروضة على الشعب الايراني. وعبر المشاركون في اللقاء عن مساندتهم نضال الشعب الايراني من أجل نيل حقوقه العمالية والشعبية والديمقراطية ، وطالبوا بقوننة نشاط حزب تودة الشيوعي وتمكينه من العمل العلني في البلاد .

وركز المشاركون في اللقاء الانتباه إلى الطابع العدواني الشرس للمشروع الامبريالي في المنطقة، بفعل المنافسة الشديدة حول السيطرة على احتياطي مصادر الطاقة ، وطرق نقلها وحصص الاسواق منها . وأشار المجتمعون إلى أن الامبرياليين يسعون ، كل منهم على حدة لامتلاك دور مسيطر في المنطقة ، مستخدمين في سبيل ذلك كل الوسائل بما فيها التهديدات والتدخل التخريبي والحروب ضد شعوب المنطقة . حيث تلعب على وجه الخصوص ، كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة حلف شمال الاطلسي وإسرائيل والطبقات البرجوازية الحاكمة في تركيا ، وممالك وإمارات ومشايخ الخليج ، دورا سلبيا مدمرا في التطورات . فقد سببت هذه السياسات والحروب الامبريالية الناتجة عنها ، في العراق وأفغانستان وليبيا ، وقوع مئات ألوف القتلى والمصابين ، تاركة وراءها الكثير من المآسي والمعاناة ، تئن من تحتها الشعوب . وتترافق هذه السياسات مع حملة قمع جارية بحق النضالات العمالية الشعبية في تركيا ، واليونان وإيران ومصر وغيرها من البلدان . وأدان اللقاء حظر نشاط الاحزاب الشيوعية والعمالية والتضييق على الحريات الديمقراطية والنقابية وتقييدها. ودعا الى رفض ذرائع الامبرياليين للتدخل في شؤون بلدان المنطقة ، ودعا إلى تعزيز نضال الاحزاب الشيوعية والعمالية ضد الطبقة البرجوازية في بلدانها ، التصدي للحروب الامبريالية .

وأعربت الأحزاب الشيوعية والعمالية في شرقي المتوسط ، عن تضامنها مع كافة أشكال النضال التي يختارها الشعب الفلسطيني ، وطالبت بانسحاب الجيش الاسرائيلي من كافة الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، وتفكيك كامل المستوطنات المبنية ما وراء حدود حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة . وعبّر المشاركون عن معارضتهم لما بات يعرف بتبادل الاراضي نيابة عن الشعب الفلسطيني وعلى حساب حقوقه الوطنية .

وطالب المشاركون في اللقاء بحل مسألة اللاجئين حلا عادلا، بعودة اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 للجمعية العامة للامم المتحدة والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن . كما طالب اللقاء بقيام إسرائيل بالافراج الفوري عن سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين .

وأعربت الأحزاب الشيوعية والعمالية عن تضامنها مع نضال الشعب اليوناني ضد هجمة رأس المال الهادفة إلى إلقاء عبء الازمة الرأسمالية على عاتق الطبقة العاملة والشرائح الشعبية .

وعبر اللقاء عن تضامن الاحزاب المشاركة مع الشعب القبرصي الذي اكتوى بنار الازمة الراسمالية ، والمذكرة المعادية لحقوق الشعب، وعن دعم نضاله من أجل إيجاد حل عادل وقابل للحياة للمشكلة القبرصية ، يقود الى انهاء الاحتلال وإعادة توحيد قبرص، ضمن إطار فدرالية بين منطقتين لمجتمعين يحتفظان بجنسية وشخصية دولية واحدة ، خالية من القواعد العسكرية والحماة الاجانب .

وأعلن اللقاء عن تضامنه الكامل مع القوى العمالية والشعبية المناضلة في تركيا من أجل حقوقها ، وفي تصديها وجها لوجه لعنف دولة تركيا البرجوازية وقمع حكومة أردوغان .

كوتسوباس : احذروا الانتهازيين في اليسار الذين يبررون العدوانية الامبريالية .

واعتبر الامين العام للحزب الشيوعي اليوناني الذي افتتح اللقاء ، أن من الضروري اتخاذ خطوات لتوعية الطبقة العاملة والشرائح الشعبية والشباب ، وذلك نظرا إلى أن الامبرياليين يتسترون على نواياهم خلف ذرائع واهية ، حيث يلجأون الى ذرائع مختلقة وألاعيب دعائية لتمرير مشاريعهم العدوانية ، لا تعيب ديماغوغية النازي غيبلز . منها ذرائع ومفاهيم "مكافحة الارهاب" المزعومة ، وما يزعم بصدد "استخدام أسلحة الدمار الشامل" ، ودموع التماسيح التي يذرفونها على "حماية الاقليات "، وقلقهم المزعوم على "نشر الديمقراطية" .

وأضاف : ويمتلك الامبرياليون "جوقة يسارية" تتألف من القوى الانتهازية داخل الحركات الشعبية ، التي لا تتورع عن محاولة اقناع الجماهير العمالية بضرورة القيام بتدخل أجنبي ، وتبرير الحرب الامبريالية العدوانية ، بحجج طبيعة النظام الحاكم . وهي بذلك تقوم باجترار حجج المراكز الامبريالية ، كما فعلت بعض القوى في حزب اليسار الاوروبي مثلا ، بدعمها غزوة حلف شمال الاطلسي لليبيا. أو محاولتهم غسل أيديهم من دم هذا الصديق ، كما في حالة سوريا وقيامهم بتبرير العدوان الامبريالي وتفهمه .

مخول : الحسم في سوريا – ليس من خلال المشروع الامبريالي بل من خلال مقاومته!

واعتبر عصام مخول، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي في مداخلته، أن العدوان الارهابي العالمي على سوريا، لا يهدف الى نشر الديمقراطية ولا الدفاع عن حريات الشعب السوري. إنه لا يهدف الى اسقاط النظام فقط، وانما إلى إسقاط سوريا بكل ما هو وطني فيها، وتغيير ملامح المنطقة . إن المطلوب هو رأس سوريا، ورأس شعوب المنطقة، وتحويل المنطقة وخيراتها بشكل نهائي الى تابع ذليل للامبريالية الامريكية. إن ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، جميعها معا وكل منها على حدة، لم يتوقف يوما ولا يتوقف اليوم عن التآمر على المنطقة وشعوبها . هذه هي المشكلة وهذا هو التحدي المطروح أمام الشعوب. وحيث يكون هذا التحالف الثلاثي الدنس، وحيث تكون مصالحه، لا تستطيع القوى التقدمية والثورية والديمقراطية أن تكون . . مهما كانت حجتها وأيا كانت ذرائعها وتبريراتها .

إن السؤال الحاسم، الذي يشكل خط توزيع المياه السياسي التقدمي والثوري : هو هل يتم الحل في سوريا، من خلال خدمة مشروع الهيمنة الامبريالية والتبعية في المنطقة ؟! أو من خلال مقاومته ؟! . هل يكون في إطار الموقف الوطني التحرري الذي يحافظ على سوريا ووحدتها ، ويعمّق التزامها بسياسة معادية للمشاريع الامبريالية؟! أو يتم في الاطار الامبريالي التآمري في المنطقة وعليها ؟! .. هذه هي الخيارات وعلى هذا يدور الصراع في سوريا وخارجها، ومن حوله سيتم الفرز، ليس على الساحة السورية والإقليمية والدولية فقط، بل على ساحة الشعب السوري والمعارضة السورية نفسها أيضا .

26/06/2013








® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com