|
وانتصر العيساوي !
الارادة الفولاذية التي يتميز بها سامر العيساوي اعادت من جديد ترتيب وصياغة ابجدية الصمود والنضال وسطرّت انتصارا تاريخيا على الاحتلال وآليته القمعية وانتزع العيساوي من خلال اطول اضراب عن الطعام عرفته البشرية حتى يومنا هذا قرارا بعودته الى بلدته العيساوية واحضان عائلته المناضلة .
اثبت العيساوي ان الكف قادر أن يلاطم المخرز، حين يتسلح بالايمان المطلق بعدالة قضيته الفردية وقضية شعبه الفلسطيني، وفرض باباء وعزة نفس ورباطة جأش املاءاته على الاحتلال وقوانينه الجائرة. ان النصر الذي حققه سامر العيساوي يتجاوز تحقيق حريته الشخصية وتراجع الاجهزة القضائية العسكرية واقرارها بحقه في البقاء في الوطن، على أهمية ذلك، ليشكل نقطة تحول تاريخية في معركة اسرى الحرية الفلسطينيين ضد صنوف القهر والسجن والأسر. هذا الانتصار، الذي صنعه سامر بامعاء خاوية وارادة لا تقهر، اعاد تشكيل علاقات القوة في معادلات الاحتلال الاسرائيلي وشكل نموذجا وضوءا باهرا في عتمة الزنازين، واعاد للالاف من الاسرى الأمل في انقلاب موازين العدل المقلوبة في طل احتلال شرس . تبقى القضية المركزية في هذا النصر، العبر الاساسية التي أسس لها، أن الحق في البقاء في الوطن حق انساني اساسي، وأن قوانين الاحتلال الجائرة قابلة للنقض بالنضال المثابر، وأن للأسرى على شعبهم حق بالتضامن والنضال الشعبي الذي يدعم معاركهم البطولية ، وان ليل الاحتلال زائل بالمقاومة. العيساوي، قاد معركة بحنكة الجنرالات وحوّل الانظار من جديد الى قضية محورية تمس الضمائر والعقول، قضية الالاف من الاسرى المناضلين من أجل حرية الشعب الفلسطيني، وبرهن أن الحق ينتزع انتزاعا من خلال المقاومة البطلة، وأحيى أملا قد شابه بعض الوهن من انسداد الافق السياسي واصرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالمضي في مشاريعها الاستيطانية وفي تعنتها في رفض التقدم نحو تسوية سلمية لانهاء الاحتلال وجميع مجروراته . الانتصار الكبير الذي حققه العيساوي يجب أن يتحول الى نقطة انطلاق لحملة شعبية ورسمية فلسطينية تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للمواثيق والاعراف الدولية ضد الاسرى الفلسطينيين، تحيي التضامن الدولي معهم من أجل الاعتراف بهم اسرى حرب واطلاق سراحهم . الاتحاد 24/04/2013 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |