في يوم الأسير الفلسطيني: صرخة من وراء الزنازين



في يوم الأسير الفلسطيني، جرت تظاهرات وفعاليات تضامنية خارج المعتقلات، وإضرابات عن الطعام داخلها شارك فيها 3 آلاف أسير. هكذا أحيا الفلسطينيون الذكرى الـ39 ليوم الأسير أمس، في وقت غاب فيه الأسرى وحقوقهم عن الاهتمام العربي، وفي وقت سجّل فيه سامر العيساوي رقماً قياسياً في معركة «الأمعاء الخاوية». ولأن وحدة الأسرى أقوى من الانقسامات الفلسطينية، أعلن تسعة أسرى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى الإفراج عن العيساوي.

أما على صعيد المفاوضات، فقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يجب التوصل إلى تسوية في العملية السلمية خلال سنتين من اليوم وإلا ستغلق نافذة الفرص. وأوضح، خلال شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، أنه شعر بالجدية خلال اجتماعاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أنه لن ينشر خطة مفصلة للعملية السلمية.

في مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، تظاهر 1500 شخص، حملوا صور الأسرى، ورفعوا الشعارات، وهتفوا من أجلهم. كذلك، تجمع المئات في مدينة الخليل جنوباً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي. وأمام سجن عوفر بالقرب من رام الله، اندلعت اشتباكات بين الشباب الفلسطيني وجنود الاحتلال، بعدما استطاع الفلسطينيون فتح ثغرات في السياج المصنوع من الأسلاك الشائكة حول المعتقل. وامتدت الفعاليات إلى سلفيت، وقلقيلية، وطولكرم، وطوباس والأغوار الشمالية. كذلك، شارك مئات الفلسطينيين في غزة في تظاهرة انطلقت من وسط المدينة باتجاه مكتب الصليب الأحمر الدولي. ورفعت في التظاهرات شعارات من بينها «أمعاؤكم الخاوية تسطر أروع حكاية عن الكرامة»، و«إضراب حتى نيل الحرية»، و«الأسرى وجه الوطن». وكان للقدس المحتلة أيضاً دورها في إحياء يوم الأسير، حيث اعتصم العشرات بالقرب من باب دمشق في القدس العتيقة.

وفي المعتقلات الإسرائيلية، رفض حوالي ثلاثة آلاف أسير فلسطيني الطعام إحياء لذكرى من المفترض أن هدفها هو الوفاء لهم، وإن بأبسط الطرق. وبحسب المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان فإن الأسرى رفضوا كل وجباتهم من الطعام أمس.

ويأتي ذلك كله، في وقت استطاع فيه العيساوي المضرب عن الطعام منذ 263 يوماً، أن يدفع الاحتلال بطرح العروض تلو الأخرى عليه ليوقف إضرابه، ومن بينها الإفراج إلى غزة أو أوروبا. إلا أن الأسير لا يريد سوى الذهاب إلى العيساوية في القدس المحتلة. أما الجديد، فهو عرض الاحتلال بتقليل مدة السجن إلى سنة واحدة.

وبحسب رئيس «نادي الأسير الفلسطيني» قدورة فارس فإن سلطات الاحتلال طلبت من العيساوي وقف إضرابه مقابل تخفيف مدة سجنه من 20 عاماً إلى سنة واحدة، مشيراً إلى أن الأسير قال إنه سيقبل بشرط أن يبدأ عام السجن بأثر رجعي من وقت اعتقاله في تموز العام 2012.

يُذكر أن العيساوي كان محكوماً بالسجن 30 عاماً، قضى منها عشر سنوات قبل الإفراج عنه في إطار صفقة «شاليت». إلا أن الاحتلال اعتقله ثانية في تموز الماضي، بحجة أنه أخلّ بشروط الإفراج حين زار ضاحية الرام في القدس المحتلة.

ولتعزيز معركة رفيقهم، أعلن تسعة أسرى من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، التي ينتمي إليها العيساوي، دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام إلى أن يطلق سراحه.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، اب)
18/04/2013






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com