مهرجان حاشد تضامنا مع الأسرى في سخنين بدعوة من الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي



* قاعة البتراء لم تتسع بشقيها للحشود، التي انتشرت جموع منها في الساحة الخارجية الرحبة

* استقبال حار لعائلة العيساوي المناضلة

* يوم المهرجان صادف الذكرى الـ 19 لاستشهاد شقيق سامر العيساوي

* بركة: لا أكثر نذالة من مقولة "اتركونا من قضية فلسطين ولنكن بحالنا"

* أم رأفت تلقي كلمتها وسط هتافات: "يا ام الأسير ويا أم الشهيد تمردي"

* هاني العيساوي: تعلمنا الصمود من ثقافة وأدب الشيوعيين العظام توما وحبيبي وزياد وغيرهم

* 95 حزبا شيوعيا يطالبون مجلس الأمن الدولي بالتدخل في قضية الاسرى الفلسطينيين

سخنين – لمراسلنا البرلماني - شاركت الحشود الكبيرة في المهرجان التضامني مع الأسرى الفلسطينيين، الذي بادرت إليه الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية، مساء أمس الاول الثلاثاء، وعقد في قاعة البتراء في سخنين، التي لم تتسع بشقيها للحشود الكبيرة، التي انتشرت جموع منها في الساحة الخارجية الرحبة.

واستقبل الجمهور بحفاوة وحرارة كبيرة عائلة الاسير البطل سامر العيساوي، والديه أبو رأفت وام رأفت، وشقيقته وعمه الأسير المحرر هاني العيساوي، وشارك في المهرجان، السكرتير العام للحزب الشيوعي، الكاتب محمد نفاع، ونواب كتلة الجبهة محمد بركة ود. حنا سويد ود. عفو اغبارية، ورؤساء سلطات محلية جبهوية، وقيادات في الحزب والجبهة.

وتولى ادارة المهرجان المربِّي والكاتب يوسف فرح، الذي دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت اجلالا لشهيد فلسطين عرفات جرادات الذي استشهد في سجون الاحتلال في نهاية الأسبوع الماضي، كما تخلل الحفل مقطوعات غنائية وطنية ملتزمة، من الفنان لبيب بدارنة وفرقته.

وقال فرح في كلمته، إن أكثر "ما يفاجئ" اسرائيل في هذه الأيام، هو أن تنشب انتفاضة فلسطينية، ففي رأي الاحتلال، لا يوجد ما يبرر حتى الاحتجاج الفلسطيني، على جرائم الاحتلال اليومية، إلا إذا أرادت السلطة الفلسطينية انتفاضة كهذه، وكأن الشعوب المظلومة تحتاج من يقرر لها أن تنتفض ضد الظلم والطغيان.

وتابع فرح قائلا، أي أمل أبقاه الاحتلال لشعبنا العظيم؟، حتى يرتاح من الظلم والذل والهوان، إن دوام الاحتلال لهو من المحال، ونحن من هنا نقول للأسرى البواسل، نحن معكم حتى نيل حريتكم والاستقلال لشعبنا وقيام الدولة الفلسطينية.



يا أم الاسير ويا أم الشهيد

واستقبل الحشد الكبير وقوفا، أم رأفت، والدة الشهيد ووالدة الأسرى الثلاثة، وسط هتافات لها من الشبيبة الشيوعية والجبهوية: "يا ام الشهيد تمردي كل الشباب اولادك" و"يا أم الأسير تمردي كل الشباب اولادك".

وافتتحت ام رأفت كلمتها، لتعبر عن سرورها بوجودها في هذا المهرجان الضخم، رغم ما في قلبها من ألم، فعين على سامر الذي جسده يذوب، وشقيقيه اللذين يمضيان سنوات طويلة في الاسر، وعين على ابنها الشهيد فادي، الذي صادف يوم المهرجان الذكرى الـ 19 لاستشهاده بنيران الاحتلال، خلال مظاهرات الاحتجاج على مجزرة الحرم الابراهيمي، وبيّنت أنها المرّة الأولى التي تدخل فيها الى داخل الخط الأخضر، منذ سنوات السبعين، وقررت أن تشذ عما التزمت به، منذ أربعة عقود، من أجل المشاركة في هذا المهرجان، الذي يعقد في بلد مناضل أصيل، بلد يوم الارض سخنين.

والقت أم رأفت، خطاب الأم الحنون، الأم المناضلة، التي ما سمحت للعواطف الانسانية أن تكسر الصمود البطولي في وجه المحتل، في عائلة فلسطينية نموذجية، فالأم ذاقت مرارة سجون الاحتلال في بداياته، والابنة كذلك على درب أمها، وابن سقط شهيدا على مذبح الاحتلال، وشقيقان يمضيان سنوات طويلة في الاسر، وثالث، سامر، جسده يذوب خلف قضبان الاحتلال، دفاعا عن شعبه وحريته.

وقالت ام رأفت، إن سامر "مش غاوي جوع"، بل هو مضرب عن الطعام دفاعا عن كرامته وكرامة شعبه، فأنا فخورة بسامر وشقيقيه وفادي الشهيد، الذي استشهد قبل 19 عاما، في مثل هذا اليوم بالضبط.

دفاعا عن الاسرى

وذكر الرفيق نيف ميخائيلي من تل أبيب، تجربته في معالجة شؤون الأسرى، خلال عمله في منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان، وكيف رافق معاناة اسير شاب صغير من الجهاد الاسلامي من منطقة قلقيلية، تعرض للتعذيب في سجون الاحتلال.

وقال نيف، إنه لا يمكن لشعب أن يسكت على حكومته التي تمارس الاحتلال والقمع لشعب بأكمله، لأن هذا كله سيرتد عليه في يوم ما، مشددا على الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والاستقلال والدولة.

تعلمنا النضال من الشيوعيين

كما استقبل الحشد بحرارة، المناضل الأسير المحرر، هاني العيساوي، عم الأسير سامر، وهو من قيادات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فافتتح كلمته بتحية الى الشهيد عرفات جرادات، وقال، إنه شرف كبير أن يقف الواحد منا أمام مهرجان تضامني كهذا مع الاسرى في بلد يوم الارض سخنين.

وقال العيساوي، إننا هنا في مهرجان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، ونحن تعلمنا الصمود في وجه الاحتلال ممن سبقونا في مواجهة اسرائيل، قادة الحزب الشيوعي العظام، فكنا في المعتقل نتعلم أصول الوطنية، وحقائق القضية، من الثقافة والأدب الملتزم لإميل توما وإميل حبيبي وتوفيق زياد وغيرهم من القادة الذين رسّخوا في الشعب مفاهيم النضال الوحدوية، ونحن ما زلنا نسير على خطاهم.

وتابع العيساوي، إن ما يجري في العام الأخير بين الاسرى في سجون الاحتلال، تغيير مفهوم الاضراب عن الطعام، ففي ما مضى، كان الاضراب لتحقيق مطالب، أما اليوم فإنه من أجل الحرية، ومن أجل رفع مكانة قضية فلسطين، فسامر العيساوي وأيمن الشراونة، يضربان عن الطعام، لكونهما من الأسرى الذين تحرروا في صفقة تبادل الاسرى قبل عام ونصف العام، وأعيد اعتقالهما، بينما يخوض طارق قعدان وجعفر عزالدين الاضراب عن الطعام، رفضا للاعتقالات الاداري.



أمام عائلة مناضلة

وكانت الكلمة لرئيس الجبهة لديمقراطية النائب محمد بركة، الذي افتتح كلمته قائلا، إن الكلام قليل ومساحة الانشاء الكلامي قليلة، ولا يمكن التعبير عن الشعور لحظة الوقوف أمام عائلة مناضلة دفعت وما تزال تدفع التضحيات، وتقف هذا الموقف الصمودي الاسطوري، فنحن اليوم أمام والد ووالدة شهيد وأسرى، وعم أسير وهو بحد ذاته أسير محرر، وقال، إننا هنا ننتمي الى القضية الأكثر عدالة، والشعب الشجاع الذي يواجه الاحتلال بصدور مفتوحة وأيد خالية، مصر على الحرية والعودة والاستقلال.

وتكلم بركة عن زيارته للأسير العيساوي، وقال، لقد تحادثت معه زهاء ساعتين، وخلال اللقاء، رفع سترته لأجد أمامي جلدا على عظم ليس الا، واستغرب من أين يأتي هذا الجسد الضعيف بهذه القوة والعنفوان، وقال لي، لقد قررت إما الحرية أو الشهادة، فقلت له يا اخي يا حبيبي إما الحرية وإما الحرية، وأبلغني أنه حينما سمع عن المواجهات واستشهاد عرفات جرادات اعلن عن امتناعه عن تناول الماء. وطلب مني أن أوجه رسالة للشعب الفلسطيني والعالم ألا يقزم القضية لأن القضية ليست قضية سامر ولكنها قضية فلسطين وشعب فلسطين.

شعب واحد

وقال بركة، إننا نقف اليوم هنا ليعود سامر وأيمن وطارق وجعفر، وكل الأسرى الى امهاتهم، واذا سكتنا على الابقاء على سامر واخوانه الأسرى داخل الأسر انما نكون خونة لقضيتهم وخونة لضميرنا ودمنا ولقضية شعبنا، فمن حقهم أن يعيشوا بين اهاليهم وفي احضان امهاتهم وبين شعبهم".

وتابع بركة قائلا، نسمع وخاصة في فترة الانتخابات، نغمة أنتم تهتمون بالقضية الفلسطينية، دعوا القضية بحالها ونحن بحالنا"، وهذا أنذل كلام يمكن أن يقال لابناء الشعب الفلسطيني، وأنذل ما يقال أمام هذه القامات الشامخة، فحال شعبنا هو حالنا نحن، وحالنا هو حالهم فنحن شعب واحد، فمثل هذه المقولات هي كلام الوسواس الخناس الذي يروجه الاحتلال والسلطة الغاشمة في اسرائيل من أجل تمزيق الشعب الفلسطيني وبث روح الاحباط وإبعاده عن صفوف النضال.

95 حزبا شيوعيا

وقال بركة، إنه بعد خروجه من لقاء الأسير سامر العيساوي توجه الى السفارة المصرية، واطلعها على وضعية سامر، لأن لمصر شأنا في هذه القضية كونها الراعية لاتفاق تبادل الاسرى، وانه أوصل رسائل الى الجهات المختصة في اسرائيل، وأجرى اتصالات مع أعضاء في البرلمان الأوروبي، ليبادروا الى تحرك ضاغط على اسرائيل في قضية الاسرى.

ونقل بركة على لسان الدكتور شكري عواودة، الذي مثل الحزب الشيوعي في مؤتمر الحزب الشيوعي الروسي في الايام الأخيرة، بأن 95 حزبا شيوعيا شاركوا في المؤتمر، وقعوا على طلب للتدخل الدولي في مسألة الأسرى الفلسطينيين، وبعثوا برسالتهم المشتركة الى مجلس الأمن الدولي.

























عن موقع الجبهة
28/2/2013






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com