![]() |
|
حبي لها يفوق الحد.. لقائي الواعي الأول بها كان بعد عام 1956 .. تمرّغت على صدرها مثلما يتمرّغ طفل على نهد أمّه .. أمسكت
بجدائلها فسرت في عروقي قوّة عاتية ..أرادت أن تقذف بي رياح السّموم حينها خارج الحدود , لكنها شدتني إلى الوطن وأرضعتني حليب الصّمود .. فضربت جذوري عميقا عميقا في الأرض تتحدّى الطواغيت, تماما كما زيتون بلادي يتحدّى أوباش القرون ..لا تفو على إحناء هامتي رياح .. ولا يفلّ عزمي حديد.. استغلوا مأساتي , مأساة شعبي وأمسكوا بسيف دمقليس فوق الرّقاب.. قلعوا الشجر .. هدموا الحجر ..حبسوا المطر.. شتموا القمرعلّ ذكري من هذه الدنيا يموت.. أرادوا أن يعيدوا مأساة الهنود الحمر في أرض الجدود.. لكن "الغد " والأخت " الجديد " والأم " الإتحاد " , مع بقية أفراد العائلة الخوالد أشبكت الزّنود بالزّنود , فارتفعت الهامات تحت الرّقاب .. وسيف دمقليس أضحى سرابا في سراب.. غنى المطر .. ضحك القمر رقص الشجر .. هتف الحجر: اني متجدد رغم عمق الجرح رغم جرح العمق رغم طول الليل رغم الساعات , رغم الثواني رغم الرعد , رغم البرق , رغم كل شيئ , اني متجدد وأغاني تزداد أغاني وأزرع دربي نجيمات وأطمع في عبير الاقحوان .. اذن , مع الغادة مشواري جميل .. مع الزّمن في سباق.. ومع الشعب في عناق.. أضمّها إلى صدري في حنان , كأني أضم الوطن ..يفوح منها عبير الكفاح من بين السّطور , وتغرس في النفوس حبات الأمل .. فيا غادتي , يا غدي يا قابلة الشباب يا شامة فوق الخدود يا متيمة في أرض الجدود يا شاهرة سلاح الكفاح يا مناضلة في كل ساح وساح ويا غصنا من أغصان زيتون الجليل لك من جيلي , ومن كل جيل في عيدك الفضي .. هتفة سنونو حبّات القلوب .. باقات الورود .. -------------------- * اشارة : خلال مدّة عشر سنوات حتى سنة 1976 شغل الرفيق وجيه سمعان مسؤولية رئيس إدارة مجلة " الغد " ** ملاحظة: الشاعر سالم جبران كان رئيس تحرير مجلة (الغد) في هذه الفترة. include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |