![]() |
|
متطرفون يهود يحرقون كنيسة «الخبز والسمك» في طبريا - وديع عواودة
![]()
الناصرة ـ «القدس العربي»: تزامنا مع التحريض الرسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية جددت عصابة «تدفيع الثمن» اعتداءاتها بإحراق كنيسة الخبز والسمك العريقة في منطقة الطابغة على ساحل بحيرة طبريا، مما أثار موجة غضب واستنكار واسعة داخل أراضي 48.
وكان بعض القيمين على الكنيسة التاريخية قد تنبهوا فجر الليلة قبل الأخيرة إلى حريق أتى بسرعة على الكثير من محتوياتها وكاد أن يتسبب بضحايا أيضا. ولاحقا تبين أن المتورطين بجريمة إحراق الكنيسة كانوا من اليهود المتطرفين إذ تركوا وراءهم اقتباسات توراتية تبرر تدمير الوثنيين كتبت على بعض جدرانها. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 16 قاصرا من المستوطنين يدرسون في المعهد الديني داخل مستوطنة «يتسهار» قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية للاشتباه بتورطهم بجريمة الكراهية هذه، فيما قال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان إنه دعا الشرطة لبذل مساع كبيرة للكشف عن الجناة ومقاضاتهم بسرعة. كما استنكرت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوطوفيلي واعتبرته عملا تخريبا دبلوماسيا . وقالت في بيانها إن الشرطة ستلاحق المعتدين حتى لا تتكرر لاحقا الاعتداءات. لكن ذلك لم يخفف من غضب فعاليات فلسطينية مسيحية وإسلامية إزاء تكرار جرائم الكراهية ضد مقدساتهم واكتفاء الحكومة بالأقوال حتى بلغ عدد هذه الجرائم حتى الآن نحو 700 جريمة دون الكشف عن المجرمين إلا بحالات نادرة. وأدان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الديار المقدسة الاعتداء مجددا على كنيسة معجزة « تكثير الخبز والسمك « المرتبطة بواحدة من عجائب السيد المسيح. وأشار المجلس في بيانه إلى أن هذا الاعتداء يأتي بعد اعتداءات عديدة ومتكررة على مقدسات مسيحية وغير مسيحية وهي تقدر بالعشرات خلال السنوات القليلة الماضية في حين نكاد لا نسمع عن تقديم الجناة للعدالة في الغالبية العظمى من هذه الاعتداءات. وتابع متسائلا «أصبحنا وأصبحت مقدساتنا المسيحية في خطر. ونحن نتساءل: أين الحكومة وأين الأمن لنا ولمقدساتنا؟. وقال المجلس إن المسؤولين والغالبية العظمى من المواطنين في إسرائيل يستنكرون هذه الاعتداءات، مؤكدا سماعه مثل هذه التصريحات والاستنكارات مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة، لكن الاعتداءات ما زالت تتوإلى دون سماع أي خبر عن إجراءات جدية لا باتجاه البحث عن الجناة وجلبهم للعدالة ولا باتجاه تربية الجميع لاحترام الآخر ومقدساته. وعبّر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة عن تضامنه الكامل مع الآباء البندكتان الذين يخدمون هذا المزار في الطابغة. وتابع «القضية قضيتنا وقضية كل المسيحيين هنا وفي العالم، وليست قضية الرهبان البندكتان وحدهم». وتابع « إننا نرفع الدعاء إلى العلي القدير لكي يدرك المسؤولون خطورة هذه الاعتداءات علينا وعلى إسرائيل نفسها. نسأل الله أن يستفيق المسؤولون لخطر التطرف الديني اليهودي الذي يداهمنا ويداهمهم فيتخذوا الاجراءات اللازمة لوقف كل اعتداء يهدد إسرائيل نفسها وليس فقط نحن ومقدساتنا فيها.» وأضاف «المطلوب وقف هذا الانفلات السافل على أماكننا المقدسة «. وفي الناصرة استنكرت كنيسة البشارة وفعاليات اجتماعية ودينية الاعتداء واعتبرته استمراراً للانحطاط الأخلاقي والانفلات العنصري المستمر الذي تم خلاله الاعتداء على الكثير من الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في البلاد. وأكدت البشارة أن هذه الإعمال تتنافى مع أبسط قواعد الحضارة والإنسانية وفيها إهانة وإساءة لمشاعر المسيحيين وكل المؤمنين وتشكل خرقاً صارخاً لالتزام الدولة في الحفاظ على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية. وطالبت «البشارة» والفعاليات المسيحية في الناصرة الشرطة وقوات الأمن بعدم التهاون مع العنصريين المتطرفين والمحافظة على الأماكن المقدسة قاطبة وإنزال اشد العقوبات بمن تسول له نفسه المس بحرمة هذه الأماكن. من جهته أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس أن إحراق الكنيسة عمل إجرامي عنصري، والشعارات التي كتبها الفعلة على جدران الكنيسة والدير تدل على هويتهم وأفكارهم الإقصائية العنصرية الهمجية. وتابع في بيانه «اذا ما كان هدف اولئك المتطرفين المستوطنين هو ايصال رسالة الينا بأننا يجب أن نرحل عن هذه الديار فنحن نقول لهم ولمن يمولهم ويشجعهم على أفعالهم القبيحة إننا سنبقى في بلادنا وسنبقى ندافع عن مقدساتنا، وهذه الممارسات العنصرية لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بانتمائنا لهذه الأرض ودفاعنا عن مقدساتها وتراثها وهويتها وأصالتها». واستنكرت مؤسسة ميزان لحقوق الانسان في الناصرة، الاعتداء العنصري وتراه اعتداء على كل الفلسطينيين في الداخل، وعلى حرياتهم الدينية، وعلى دور العبادة، واستمراراً لحملة اعتداءات سبقت على مساجد وكنائس وممتلكات عامة وخاصة. وأكدت المؤسسة الحقوقية أنه بات واضحا أن تهاون اذرع الأجهزة الأمنية والشرطية والجهاز القضائي في مواجهة هذه الظاهرة هو السبب الأبرز في تفشيها وانتشارها، ونحمل الأجهزة الرسمية مسؤولية تبعات هذه الاعتداءات. واعتبر عضو الكنيست احمد الطيبي الاعتداء دلالة على أن العنصرية والكراهية ما زالت تعيث فساداً وهدماً وحرقاً في هذه البلاد في ظل أكثر الحكومات عنصرية. وأشار في صفحته على الفيسبوك انه لا غرابة ان تحرق اليوم كنيسة في طبريا لأن تطرف الوزراء والقيادة يغذي زعران (بلطجية) الشوارع. وتابع القول» واذا كان ربُّ البيت للدف ضارباً فشيمة اهل البيت كلهم الرقص». وشدد على أن المجرم الكبير أخطر من المجرم الصغير. ويؤكد المحامي نضال عثمان مدير مركز مكافحة العنصرية في إسرائيل لـ «القدس العربي» أن استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية ليس مفاجئا في ظل استمرار هيمنة خطاب العنصرية والكراهية بشكل عام. وحذر من أن استمرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يستدرج ردود فعل خطيرة» ودعا سلطات تطبيق القانون للكشف عن المجرمين ومحاكمتهم. وكانت مجموعة قد وصلت إلى الكنيسة المعتدى عليها واستنكرت الاعتداء ودعت هي الأخرى الشرطة لاعتقال المجرمين ومقاضاتهم. 18/6/2015 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |