|
حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل إسرائيل والولايات المتحدة - د. خليل اندراوس
انتهاكات حقوق الانسان التي حدثت وتحدث في عصرنا الحالي، يعمل الغرب الامبريالي وخاصة الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، على ابعادها عن التركيز الإعلامي، لا بل يعمل مسوقي سياسة واشنطن وتل ابيب على تبريرها، لا بل وتحوز على الدعم من وراء الكواليس، وفي بعض الأحداث يجري تجريم الضحية والشعوب المضطهدة، وهذا ما يجري على ساحة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. حيث أصبح من يعاني من الاحتلال والاستيطان والحصار والحروب المتكررة على غزة المحاصرة، وقتل مئات من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، هو الإرهابي ومن يمارس الإرهاب الرسمي قبل نكبة فلسطين وبعد النكبة، والآن هو النبيل والمدافع عن نفسه وعن الديمقراطية والحرية. وهذا قمة الكذب والرياء وتشويه للتاريخ.
وتعمل الولايات المتحدة والغرب الامبريالي وقاعدته الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، على التقليل من شأن أفعال حلفاء الثالوث الدنس (أمريكا إسرائيل وأنظمة الاستبداد الرجعي العربي) الشنيعة أو الالتفاف حولها. وهذا ما فعله رئيس المانيا شولتس خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، والتي ما زالت تنسق أمنيا مع إسرائيل رغم كل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، عندما سأل رئيس السلطة عن موقفه من احداث ميونخ، دون ان يتطرق الى عدالة القضية الفلسطينية ودون ان يتطرق الى جرائم الحروب الإسرائيلية الميسرة والمدعومة من وراء الكواليس من قبل البنتاغون ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظروف إنسانية صعبة ويعاني من ممارسات الاحتلال العنصري الشوفيني الذي حول الضفة والقطاع الى سجن كبير. وتأتي الولايات المتحدة وكذلك دول الناتو وعلى رأس هذه الدول ألمانيا والآن شولتس ويحمل الضحية- الشعب الفلسطيني – مسؤولية ما يجري على أرض فلسطين. ولكن القضية الفلسطينية العادلة تحولت الى قضية كونية إنسانية، ومع كل ممارسات إسرائيل العدوانية، الحق الفلسطيني سيبقى أما الزبد الصهيوني فسيذهب جفاء وأما ما ينفع الانسان الفلسطيني سيمكث على أرض فلسطين. وبالنسبة لما جرى خلال زيارة الرئيس عباس الى المانيا ليت بقي شولتس صامتا. لأن كل الغرب الامبريالي دائما يتفهم ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني العنصري، ويعملون بكل الوسائل على تشويه التاريخ. كاتب هذه السطور يعترف بالهولوكوست – الكارثة التي حلت باليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية ونقر بأنها جريمة إنسانية، ولكن هل هذا الحدث التاريخي، مبرر يسمح لإسرائيل بأن تقوم بجرائم النكبة عام 1948، وأن تقوم بجرائم الاحتلال والاستيطان والحصار وقتل الأبرياء من أطفال ونساء ورجال. خلال كل عقود وجودها. الغرب الامبريالي وقاعدته الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، يعانون من الانفصال بين لغتهم المثالية عن حقوق الانسان وأعمالهم الاجرامية الفعلية الأكثر حدة وخاصة في العقود الأخيرة. والتقارير السنوية لمنظمة حقوق الانسان تظهر ان القوة العظمى الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، يعيثوا في الأرض فسادا، وخاصة انغماسهم "في الحرب على الإرهاب" التي أدت في الواقع الى تشجيع الكثير من الأنظمة على الانخراط في انتهاكات مريعة لحقوق الانسان، وان "ما كان مرفوضا قبل العاشر من أيلول عام 2001 يكاد الآن يصبح القاعدة" مع ترويج، وخاصة مع ترويج واشنطن "عقيدة جديدة من حقوق الانسان". فالأفعال التي مورست تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" هي جزء من جدول سياسات العدوان والإرهاب الأمريكي على شعوب العالم وخاصة شعوب الشرق الأوسط. وهذه الرؤية المفلسة والمجردة من المبادئ والقيم الإنسانية تمارسها الآن الولايات المتحدة في أوكرانيا حيث تدعم النازية الجديدة في أوكرانيا بمئات ملايين الدولارات وبالسلاح خدمة لمصالح شركات صناعة السلاح في أمريكا، التجار بدم الشعوب، وبهدف إطالة الحرب ضد روسيا بهدف اضعاف روسيا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وهذه تجارة بدم الشعب الروسي والأوكراني خدمة لمصالح طبقة رأس المال العالمي والامريكي خاصة. فالولايات المتحدة من خلال ممارساتها التي أعلن عن اكتشافها في أوكرانيا في الفترة الأخيرة تُخالف التزاماتها أمام المجتمع الدولي في مجال الأسلحة البيولوجية والكيميائية. فمعاهدة حظر الأسلحة البيولوجية الموقعة عام 1975، لم تمنع الولايات المتحدة، وابن الرئيس الأمريكي بايدن من إقامة عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وهذا دليل على ان الولايات المتحدة لا تلتزم بالمعاهدات الدولية، ولا تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 الخاص بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وهنا لا بد وأن نذكر بأن الولايات المتحدة تحتفظ في قانونها على بنود تسمح لها بمواصلة العمل في مجال تطوير الأسلحة البيولوجية، على الرغم من أن ذلك يخالف مسؤولياتها الدولية في هذا المجال. الرأسمالية المعاصرة أدت إلى نظام عالمي لاضطهاد الأكثرية الكبرى من سكان الأرض استعماريًا، وخنقها ماليًا من قبل حفنة من البلدان "المتقدمة". ويجري اقتسام هذه "الغنائم" بين ضوار أقوياء في النطاق العالمي مسلحين من الرأس حتى أخمص القدمين. الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يجرون العالم وكل الأرض إلى حروبهم من أجل اقتسام غنيمتهم، وهذا النظام العالمي الرأسمالي مارس كل أساليب الاقتصار والسياسة والإعلام من أجل تحويل أوكرانيا إلى غنيمة يجري اقتسامها، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشعب الأوكراني. فالولايات المتحدة التي تدعي حرصها على حقوق الانسان عملت وتعمل من أجل تكريس نظام دولي يصب في صالحها وصالح الصهيونية العالمية وقاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، على حساب ارتكاب الجرائم من خلال عدوانيتها ضد شعوب العالم قاطبة. وما تقوم به الولايات المتحدة من دعم مطلق والبعيد بشكل مطلق عن "مبادئ حقوق الانسان" لسياسات إسرائيل في المنطقة الرافضة للحل العادل للقضية الفلسطينية هي أيضا مثل إضافي للرؤية المفلسة والمجردة من القيم الإنسانية التي تمارسها الولايات المتحدة مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ونمط التغطية الإعلامية الامريكية يساعد على استمرار سياسات العديد من دول الاستبداد الرجعي عامة وفي العالم العربي خاصة، وأكبر مثل على ذلك الآن دعم الاعلام الأمريكي الرسمي لحرب التحالف الاماراتي السعودي على الشعب اليمني ودعم نظام النازية الجديدة في أوكرانيا. وإسرائيل تستعمل القوة المفرطة المجرمة في غزة بهدف فرض الاستسلام على الشعب العربي الفلسطيني وهذه سياسة إسرائيل منذ قيامها ولكن الشعب العربي الفلسطيني سيبقى شامخا صامدا رافع الرأس كجبل الجرمق الى ان يفرض على قوى العدوان حقه في تقرير مصيره. ففي النهاية سلام الشعوب بحرية الشعوب. عن الاتحاد 2/9/2022 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |