|
للقدس والمقدسيين سلامًا وتحية - مليح الكوكاني
يا من تصديتم وواجهتم بصدوركم العارية وهاماتكم الغالية العالية، لعنجهيه المحتل الغاصب لإرادتكم وحقوقكم اليومية والوطنية، ولقنتم عساكره وسوائبه الداشرين الفاجرين، من المستوطنين الفاشيين العنصريين، درسًا في النضال والمواجهة والصمود الأسطوري، وانتصرتم على المارد المحتل، الذي غدا قزمًا أمام إرادتكم، ليتراجع إلى الوراء في معركة باب العمود وفي زوايا القدس العتيقة الشامخة، تمامًا مثلما تراجع وفكك البوابات الالكترونية من أمام مداخل الاقصى عام 2017.
هذه المرة كانت ساحات باب العمود ليس كسابقاتها، فقد أفشلتم وكشفتم نوايا المؤسسة الحاكمة في رمضان الكريم وما تخطط له حكومة الفاسد والمجرم نتنياهو تجاه القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني عامة، وأظهرتم بوحدتكم الجبارة وبسالتكم النادرة، في هذا الزمن المعطوب بروائح الفساد والتطبيع المخزي، والعهد الجديد لبعض الحركات السياسية -الدينية و"القادة الجدد" بين جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، أن صفقه القرن لن تمر إلا إلى مزبلة التاريخ ، وأن القدس قدسيين، والشرقية منها لا تنطبق عليها قوانين الاحتلال الجائر، لا القمعية ولا الاستيطانية، مهما عربدت وفدعرت قوى اليمين والاستيطان المنفلتة، ونتنياهو لن يحل مشاكله السياسية وأزمة حكمه الحالية وملفاته القضائية، من خلال افتعال الأزمات وتوسيع رقعة المواجهات مع اهالي القدس وغزة والفلسطينيين عمومًا، أو رفع حدة ولهجة التهديد والاتهام إلى إيران وسوريا وحزب الله وغيرهم. إن ما حققتموه يا أهلنا في القدس، هي اولى خيوط الفشل والنجاح في قبر صفقه العار التي حاكها كوشنر صهر ترامب المنقلع إلى غير رجعة، مع نتنياهو الغارق في بحر الفساد، والذي على ما يبدو أصبح يعيش مراحل الجزء الأخير من حياته السياسية المثيرة والعاصفة بالأحداث الجهنمية والارتباك حتى في صفوف معسكر من اليمين، هذه الصفقة التي شارك فيها ويسعى لتطبيقها على أرض الواقع بعض أنظمة وزعماء الخيانة العرب الموالين للإدارة الأمريكية. على ارض القدس العربية، عاصمة الدولة العتيدة فلسطين، ، ما يستحق النضال والتضحية والفداء، مثلما يستحق التراب الفلسطيني وما عليه من ماء وهواء ونبات وكنوز وجبال وسهول ووديان وأزهار وورود، وما يحوي هذا الوطن من تاريخ ومسارات وبدايات وديانات ومقدسات، يؤكد على عروبة المكان والتاريخ والشعب في الزمان والمكان، وأن المقدسيين ومعهم جموع الشعب الفلسطيني والعربي والدولي عامة، يؤكد للمرة المليون، أن الدفاع عن الحق المتوارث تاريخيًا بالسيادة الوطنية على كل أجزاء وأحياء وأقسام القدس العربية وما حولها، وباقي الأرض الفلسطينية، ما هي إلا ملك خاص وسيادة غير قابلة لتوارث، تعود بالأصل للشعب الفلسطيني المحروم من أرضه ووطنه، وما عليها وما بداخلها من مراجع ورموز دينية ووطنية وتاريخية تعود لأهلها الاصليين أصحاب الارض والوطن . فالمعركة التي خاضها أهلنا في القدس بباب العمود هي معركة وطنية تحررية نيابة عن مجموع الشعب، في مسألة السيادة السياسية والوطنية ،على أهمية إنهاء الاحتلال وطرده مع قطعانه الاستيطانية التي تعيث فسادًا وهمجًا وعنصرية في القدس وبقية المناطق المحتلة، لتغير المعالم العربية وتهويد الأرض والمقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك، وترحيل وتشريد المواطن المقدسي والفلسطيني عامة، خارج دائرة جغرافية الأرض والوطن، تمهيًا للاستيلاء عليها وإخراج الشعب الفلسطيني خارج سيرورة التاريخ والوجود الانساني ومحو الذاكرة الفلسطينية، من الأرض واللغة والانتماء، وكأن الشعب الفلسطيني لم يولد وغير موجود على هذه الأرض، وهو المتفاعل والمحرك الاساسي قديمًا قبل مئات السنين وهو الأصل في الاستقرار في صنع المستقبل المنظور لهذه الأرض الطيبة، ولهذه المنطقة التي يصعب الاستقرار فيها بدون تقرير المصير للشعب الأصلي الفلسطيني، في الحرية والاستقلال والتطور والازدهار. إذا كانت إجراءات حكومة نتنياهو الأخيرة في باب العمود ، تشكل استفزازًا للمقدسيين لقياس حرارة الانتماء والمقاومة، ومدى استعداد الأهالي وغيرهم للمواجهة والصدام مع قوات الاحتلال وسوائب المستوطنين، دفاعًا عن القدس والأقصى والمقدسات والانتماء، فإن الجواب قد زلزل تحت أقدام المحتلين، وكان حازمًا وصارمًا ومشرفًا بدرجة البطولة ، بمعنى الاقرار بالمواجهة المباشرة بالتصدي حتي لو جوبهوا بالموت نفسه، ولسان حالهم يقول: لم يقفل باب مدينتهم، ولم يسمحوا لا لشرطة الاحتلال ولا لأوباش المستوطنين بالعربدة كما يحلو لهم، في الاستيلاء وفرض سياساتهم، كما تملي عليهم صفقه القرن التصفوية في تجريد الفلسطينيين وأبناء القدس من مدينتهم التاريخية والوطنيةـ عاصمة لدولتهم العتيدة . نعرف حق المعرفة أن الاحتلال لن يسمح بإجرائها في القدس، لأن ميزان القوى مازال بيد المحتل، وقادر على فرض سياساته، في ظل واقع عربي مؤلم غير قادر على فرض نفسه على الرأي العام الدولي، وهو يزحف لتطبيع العلني والسري. فكيف سيتم تجريدة من وسائل القوة والتحكم طالما على الساحة السياسية والدبلوماسية وفي المحافل الدولية، هو المؤثر والحاسم، ومجرورات التطبيع وضعت القدس والشعب الفلسطيني في خانة الهوامش وخارج الحسابات، وسلطة محمود عباس، رغم الألم والمعاناة لأهالي القدس وغزة والشعب الفلسطيني عامة ،إلا أن التنسيق الأمني مع الاحتلال جار على قدم وساق، وكل ذلك على حساب الكرامة والموقف الوطني وحشر الاحتلال في زاويه التنازل والتسليم وضرورة الاعتراف والانصياع للإرادة الدولية، أن لا سلام ولا استسلام، ولا أمن وأمان دون استرداد الحقوق السياسية والتحررية في القدس الشرقية عاصمه لفلسطين. عن الاتحاد 5/5/2021 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |