السلطات تحمي ميليشيات "شارة الثمن" - كلمة الاتّحاد


مرة أخرى شنت عصابات بل ميليشيات الفاشيين والاستيطانيين المسماة "شارة الثمن"، تحت جنح الظلام، هجمة جبانة ومجرمة، في آنٍ واحد، على قرية الجش العربية في الشمال.

مرة أخرى ستفشل الشرطة - كما يُفترض بل يُستنتج - في القبض على المجرمين مثلما فشلت في السابق. لأن ما ينقصها ليس القدرة وليس الأدوات وليس المعلومات، بل تنقصها الارادة والمسؤولية. بالضبط مثلما تنقصها هذه كلها مقابل واقع الجريمة المنظمة التي تفتك بنا في مدننا وقرانا العربية.

إن أجهزة الأمن والجيش والشرطة الاسرائيليية تشكّل الحارس والحامي الرسمي والفعلي لمشروع الاستيطان ولشتّى مجموعات ومركبات المستوطنين. ومن السّخف أن يتخيّل أحد قيام هذه الأجهزة بالعمل على صدّ الافرازات الفاشية الخارجة من هذه المجموعة الكولونيالية المدللة والمحمية. هذه العصابات هي جزء من مشروع الاحتلال، ومشروع الاحتلال هو جزء أساسي من سياسة وعقلية وأيديولوجية الحكومة الحالية، وجميع الحكومات بشتى مسمّياتها وصفاتها التي كرست مشروع الاحتلال والاستيطان، وتلك الحكومات المحتملة القادمة طالما لم تحزِم وتجزِم موقفها ضد هذا المشروع المجرم والسرطاني.

إن الهجمات المتتالية لعصابات تدفيع الثمن والفاشية على قرى عربية فلسطينية من طرفَي الخط الاخضر، تضع الأمور، لشدة السخرية السوداء، في نصابها. أمام كل من يزعم أننا لسنا جزءًا من القضية السياسية الكبرى ومن مسألة السلم والحرب في هذه البلاد ، وكأننا نعيش في دفيئة أو غيتو، تأتي هذه الجرائم لتثبت انه لا يمكن فصل مصير جماهيرنا ولا تغيير واقعها بمعزِل عن حل قضية شعبها بشكل سلمي وعادل.

إن التصدي لهذه العصابات هو جزء من النضال الشامل ضد الاحتلال وجميع افرازاته، ومن اجل المساواة بمختلف مستوياتها وهو ما يستدعي تعميق وتعزيز التنظّم السياسي والعمل الكفاحي بشكل موحد ومثابر ومتفائل. هذا يرتبط بشكل مباشر بتغيير الهرم الحاكم السياسي والخطوة الأولى هي إسقاط وتقويض هذه الحكومة وسياستها العنصرية والعنيفة.

عن موقع الاتحاد
12/2/2020




® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com