![]() |
|
الشهداء الأبطال: في ذكرى إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي - صديق صديق
* قال نوري السعيد لقد قضينا نهائيا على الحزب الشيوعي وكذلك قال السفير البريطاني لقد قضينا على الحزب الشيوعي ولن تقوم له قائمة لأكثر من عشر سنوات.. ولكن خابت آمالهم!*
صادف يوم الـ 14-15 شباط الذكرى السنوية لإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي على يد حكومة نوري السعيد المجرمة عميلة الاستعمار البريطاني، فقد ارتكبت هذه الحكومة اكبر مجزرة بحق القادة الأبطال الرفيق يوسف سلمان (فهد) سكرتير الحزب والرفيق حسين الشبيبي وزكي بسيم ويهودا صديق وساسون دلال، وكان ذلك بأوامر وإشراف السفير البريطاني ونوري السعيد شخصيًا.
ارتكبت هذه الجريمة بموجب قانون طوارئ سن من اجل ذلك أعلنه نوري السعيد وعلى اثر هذا القانون أعيدت محاكمتهم ثانية بعد ان كانوا في السجن اثر حكم سابق صدر ضدهم في سنة 1947. ان إعلان حالة الطوارئ كان الغاية منه القضاء على الحزب الشيوعي لقد شعرت الحكومة ان الحزب الشيوعي أصبح يشكل خطرًا على كيانها أولا ثم انتقاما منه على قيادته الوثبة الجبارة في سنة 1948 ضد معاهدت (بورتسموث) الاستعمارية التي كانت حكومة صالح جبر العميلة تنوي التوقيع عليها آنذاك، وعلى اثر هذه الانتفاضة تم إسقاط الحكومة وإلغاء المعاهدة بعد ان سقط الكثير من الشهداء من أبناء الشعب في المظاهرات التي استمرت ليلا ونهارًا في كل المدن العراقية وقوبلت برصاص شرطة نوري السعيد. بعد جريمة إعدام قادة الحزب شنت حكومة نوري السعيد حملة جنونية على الحزب وعلى كل الوطنيين من الاعتقالات ومداهمات البيوت على يد رجال المخابرات والشرطة، وزجت مئات الرفاق في السجون وفي مقر المخابرات الرهيب (التحقيقات الجنائية) وفي سجني "نفرة السلمان" الصحراوي و"أبو غريب" الفظيع. وقال نوري السعيد لقد قضينا نهائيا على الحزب الشيوعي وكذلك قال السفير البريطاني لقد قضينا على الحزب الشيوعي ولن تقوم له قائمة لأكثر من عشر سنوات. ولكن خابت آمالهم. ففي يوم إعدام الرفاق وزع الحزب بيان يستنكر هذه الجريمة البشعة وقد كتب يدويًا لعدم وجود مطبعة بعد ان اكتشف رجال المخابرات مكان المطبعة والاستيلاء عليها. فطلب الحزب من الرفاق ان يكتبوا يدويًا هذا البيان على ورق خفيف مع ورق الكاربون أكثر ما يتمكن كل واحد ويوزع في الليل. وبذلك برهن الحزب انه لا يمكن القضاء على حزب شيوعي مهما كانت الاعتقالات والإعدامات. وهذا ما أكده الرفيق فهد عند اعتلائه حبل المشنقة قائلا (ان الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق). واستمر الحزب في النضال وتجنيد الشعب العراقي بعد ذلك الى حين ثورة 14 تموز 1958 على يد عبد الكريم قاسم حيث تم القضاء على الملكية في العراق وإعلان الجمهورية العراقية. كانت هذه الثورة التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة العقيد عبد الكريم قاسم وبتنسيق واتفاق مع الحزب الشيوعي بفضل نفوذ الحزب في الجيش العراقي وفي منظمة الضباط الأحرار. واتفقا على ان يقوم الجيش بالاستيلاء على مقرات الحكومة وعلى دار الإذاعة في بغداد وعلى المطارات والأماكن المهمة. وان يجند الحزب الشيوعي الشعب للنزول إلى الشوارع في الوقت المتفق عليه تمامًا. وتم ذلك بدقة كاملة وانتصر الشعب على الملَكية وهكذا انتهى النفوذ الاستعماري في العراق. المجد لقادة الحزب الشيوعي الأبطال؛ المجد لشهداء الحزب الشيوعي وشهداء قوى الشعب العراقي؛ عاش الحزب الشيوعي العراقي. 14/3/2014 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |