![]() |
|
الآلاف شاركوا بمسيرة العودة الى قرية خبيزة: نجدد العهد مع ارضنا فلسطين
![]()
شارك اليوم الخميس الآلاف في مسيرة العودة الثانية والعشرين الى قرية خبيزة المهرجة في قضاء حيفا، والتي تقع جنوب شرق حيفا. ورفع المشاركون من كافة الأطياف السياسية الأعلام الفلسطينية مؤكدين على حق العودة وحق اللاجئين وأن "لا رجوع عن حق العودة"، مشددين على أن الجيل المقبل سيواصل حمل الراية، فقد برز مشاركة الأطفال والجيل الشاب في هذه المسيرة، والتي رغم أنها كانت قصيرة هذه المرة، بسبب الموقع، الا أنها شهدت مشاركة واسعة من كافة أنحاء البلاد ومجتمعنا العربي.
![]() وأكد عريف البرنامج – سليمان فحماوي، "اليوم نلتقي لنجدد عهدنا مع ارضنا فلسطين، ارض الشهداء والبطولات لنؤكد للقاصي والداني اننا قصرا لعائدون، اليوم نعود بمسيرة رمزية وغدا سنعود بمسيرة العودة، شاء من شاء وأباء من أباء، ومهما طال الزمان فاننا حسمًا عائدون" ووجه تحية لغزة العزة. كما حيى الأسرى الفلسطينيين، أحمد سعدات ومروان البرغوثي، وباسل غطاس، وماهر يونس وكريم يونس ووليد دقة وغيرهم، اضافة الى الأسير المحرر أمير مخول. وأكدت عريفة الحفل هناء ظاهر من الناصرة ومهجرة من صفورية: "حكا بن غوريون أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، اعتقد أن هذا رد لبن غوريون ولكل القادة الصهاينة". ![]() فيصل - ابن قرية خبيزة المهجرة فقال بكلام من ضرب الشعر الذي زوّج بين العامية والفصحى: "طلعت من بلدنا صغير السن أبكيها مريت ع كفر قرع وعارة وعرعرة وقلت يا رب خليها. رحنا على زيتا وباقة وعلى عين السهلة وطورا ويعبد وشفنا اراضيها، ورجعت ع ام الفحم ولقيت الحب والحنان والأهل فيها وناديت بأعلى صوت يا رب تحميها.. من هنا جاءت فلسطين، لن ننساكي لا يفلسطين. كيف ننساكي ونسيمك العليل ورباك الجميل يذكرنا بكل الحلم واليقظة فأنت مدار أفكارنا ومنتهى أحلامنا. يا بلادنا العزيزة عدا عليك الغاصب، أين حيفا على رؤوس البحار وكرملها الفتان وأين يافا تتهادى بين أشجار البرتقال، وأين عكا قاهرة نابليون وطبريا ببحيرتها الهادئة. يا بلادنا العزيزة هل نظل نبكي كما بكى أمير الأندلس؟ لا وربي فالبكاء لا يفيد"! وختم "بجاه الرب نرجع عهالديرة وتبقى أرض بلادي وأجدادي"! وأكد محمد كيال – في كلمة لجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين المنظمة للمسيرة "اليوم موعدنا على هذه الأرض الطيبة نجتمع على تراب خبيزة لنؤكد للقاسي والداني بأن حقنا في العودة لن يضيع وأنه حق شرعي وانساني وحق فردي لا مساومة عليه. أي قرار دولي بقضية اللاجئين يقر قرار العودة والمساومة عليه مرفوض. لا أبو مازن ولا غيره يقررون بالنسبة لحق العودة"! ![]() وقال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في كلمته في مسيرة ومهرجان العودة الذي أقيم اليوم الخميس على أراضي قرية خبيزة، في منطقة الروحة، إننا لا نحيي ذكرى النكبة، بل نحن نشهر موقفنا بأننا عازمون على محو آثار النكبة بالعودة وتقرير المصير، لشعبنا عامة وفي كافة أماكن تواجده. وقال إن شعبنا سيدوس على الصفقات الأميركية، لأنه صاحب حق في وطنه. لمواجهة العنف وتوقف بركة في مستهل كلمته، عند ما يعانيه مجتمعنا من مظاهر الجريمة والعنف. وقال، نحن في أيام الشهر الفضيل، رمضان المبارك، والصوم هو ليس عن الطعام فقط، بل هو تدريب النفس على الصوم عن الرذيلة والأذى والجريمة. فنحن نريد لمجتمعنا أن يكون معافى، خاليا من أضرار العنف والجريمة، ونريد لأطفالنا وأولادنا أن يكبروا كما يكبر أطفال وأولاد العالم. وتابع، نحن لسنا شعبنا عنيفا وكل الحديث الذي يجري هنا وهناك، وكأننا مجتمعا متهالكا، لا يتعلق بالحقيقة بشيء، بل نحن مجتمع متطور على الرغم من كل الظروف وسياسة التمييز، فقبل يومين نشرت قائمة الأطباء الأبرز في البلاد، وكانت نسبة الأطباء العرب المبدعين البارزين، أكثر من نسبتنا من بين السكان. أنتم مجتمع شريف ذو كرامة، ولكن هناك فئة ضالة، لربما لا تشكل اكثر من 1% تعيث فسادا، وتحظى بدعم السلطة الحاكمة في هذه البلاد. وقال بركة، نوابنا في الكنيست يتعرضون للاعتداء من خلال الاستهتار بحصانتهم، بينما عصابات الاجرام والمجرمون يحظون بحصانة من الدولة، هذه الدولة التي ارتكبت جرائم التهجير في العام 1948، هذه الدولة التي شردت شعبا بأكمله وسلبت حقوقه، هذه الدولة التي ارتكبت جريمة قانون القومية، وارتكبت جرائم مصادرة الأرض، هي حامية الجريمة المنظمة في مجتمعنا العربي. ولذلك نحن نحمّل دولة إسرائيل بكل مؤسساتها مسؤولية الانفلات والمس بالأمان والأمن الشخصي لمجتمعنا. ![]() وجدد بركة دعوته للتصدي وتحدي العنف، ومواجهة مرتكبي العنف، فقد يكلفنا هذا ضحايا هنا وهناك في مواجهة عناصر الاجرام؛ ولكن هذه رسالة لهم أيضا، أن يعودوا الى شعبهم، وإلا فإن شعبهم سيواجههم فردا فردا. نحن نعرف أننا لن نخرج سالمين، ولكن علينا ان نقوم بذلك من أجل أولادنا، من أجل مستقبلنا، ولا يمكن أن نسمح لهذه الفئة الضالة أن تعيث بمجتمعنا فسادا. وقال بركة، نحن في هذه الأيام، أنهينا مشروعا استراتيجيا شارك في اعداده 153 شخصا من المختصين والمهنيين في المجالات المختلفة، وهذا ليس بحثا أكاديميا وليس تشخيصيا وليس تتبعا لأسباب الجريمة، بل هو خطة عمل لمواجهة هذه الظاهرة. في مواجهة الظلم والاضطهاد حيّا بركة في كلمته، السجين الأمني المحرر أمير مخول المتواجد في المهرجان، واعلن أنه في 16 الشهر الجاري، سيتم اطلاق سراح الشيخ المناضل حامي الأرض والعراقيب، الشيخ صيّاح الطوري، ونحييه من هنا وندعو لاستقباله بما يليق. وفي 27 الشهر الجاري سيتم اطلاق سراح الأخ النائب السابق باسل غطاس، وعلينا ان نستقبله بما يليق. ولكل أبناء شعبنا، نقول، نحن لا نبحث في أسباب ودواعي الاعتقال والسجن، ولكننا نعرف أن كل واحد موجود وراء القضبان، هو موجود بفعل الظلم والاضطهاد والملاحقة التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية. ![]() شعبنا في غزة والشتات وقال بركة، من خلال هذا الحشد الكبير، نوجه تحية المحبة، والاحتضان والاعتزاز لشعبنا في غزة البطلة المحاصرة، التي تعصى الطغيان والحصار، ونقول لأبناء شعبنا أنتم لن تكونوا وحدكم فكل شعبكم معكم. وقال، إن الاضطهاد والاذلال يطال شعبنا في الضفة، وشعبنا عامة، وآن الأوان لتهب انتفاضة شعبية حقيقية على الاحتلال، هذا هو مطلب كي يفهم صناع مؤامرة "صفقة القرن" أن هناك شعب يحمي رموزه، ويحمي ثوابته ويحمه قدسه، يحمي غزة، يحمي الاستقلال، ويحمي حق العودة. نرسل من هنا رسالة باسم شعبنا كله، إلى البيت الأبيض وكل من يؤيده: اعملوا مئة صفقة بمئة قرن، فكل صفقاتكم تحت أقدامنا سندوسها لأننا أصحاب حق في هذا الوطن. وقال بركة، إن أميركا هي الطاعون، والطاعون هي أميركا، هذا ما قاله محمود درويش، وأنا اليوم بمناسبة العهد على العودة، أرسل من هنا بتحياتي الى شعبنا في الشتات. وأنا أبن لقرية مهجرة كما تعلمون، وأنا ابن لعائلة تقسم افرادها بين الوطن والمنفى، نقول لمن يتصل بنا لصلة القرابة، ومن يتصلون بنا لصلة الدم، ولصلة الانتماء للشعب الواحد، نقول لهم، هإن ذا الجزء من الشعب الفلسطيني الباقي في وطنه، المرابط عند حقه، يحرس الأرض والبيت، ويحرس الكرمل، ويحرس النقب، ويحرس الجليل ومنطقة الروحة، حتى تعودوا جميعا الى قراكم وبيوتكم سالمين غانمين. وختم بركة موجها كلامه الى شعبنا الفلسطيني كله، كما قال الشاعر والمعلم توفيق زياد، الذي احتفلنا قبل أيام بذكرى ميلاده الـ 90، يا شعبي يا عود الند يا أغلى من روحي عندي، إنا باقون على العهد. وقدمت الفنانة لما أبو غانم فقرة فنية ملتزمة بمرافقة عازفين اسمهما عنان عواد. ![]() راحيل بيت أرييه: حق العودة لا يهددنا بل يشكل فرصة لبناء مجتمع أفضل وأكدت راحيل بيت أرييه – مديرة مؤسسة زوخروت – ذاكرات سابقًا، على رؤيتها بأن حق العودة مهم جدًا وهو هوية الشعب الفلسطيني ولا تشكل تهديدًا على اليهود الذين يعيشون في البلاد. بل هي "حق لا مساومة عليه"، كما أنه يشكل أملًا لكل سكان البلاد ويخلق فرصة لبناء مجتمع أفضل وأكثر عدلُا لنا جميعًا. ندعو مؤسسات حقوق الانسان في البلاد والعالم كي تطرح حق العودة كحق أساسي على رأس اجنداتهم لأجل تحقيق العدالة. وأن تحارب العنصية المتفشية في مجتمعنا وتتحدى الأفكار القائمة التي تحدد هوية الدولة في قلب الدولة. هذه المعادلة القائمة اليوم في الدولة لا بد من تغييرها". وأشارت السيدة التي ألقت كلمة إحدى المؤسسات المنظمة ومندوبة الجماهير اليهودية الديمقراطية، الى أنه مع عودة اللاجئين سيؤدي ذلك الى تغيير الى الأفضل، تغيير نظامي يسمح بناء مجتمعا ديمقراطيا يرتكز على المساواة والحرية، مجتمع متعدد الثقافات يمنح الاعتراف لليهود الشرقيين ويتيح اندماج الهوية اليهودية ايضا فيها عندما تتعدى الصهيونية والعنصرية. وختمت بالقول "انا ورفاقي لا نريد أن نرى أنفسنا أسيادا محتلين بعد اليوم، بل نريد أن نكون متساويين في هذا المكان. لذلك من هنا نتعهد من أراضي خبيزة بالعمل لاعتراف أبناء شعبنا بمسؤوليته على تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، والاعتراف بحق العودة، والعمل لتصحيح الغبن التاريخي ولبناء شراكة حقيقية لكل أبناء هذه البلاد"! ![]() مخول: عودتي الصغيرة من السجن لأواصل معكم مسيرة عودتنا الكبرى الكلمة الختامية كانت للأسير المحرر ابن قرية البقيعة - أمير مخول، الذي أكد في كلمته "خبيزة ترحب بنا جميعًا، وهي ملتقانا، هي البداية وهي النهاية. أيها الاخوة والأخوات سأبدأ كلامي بما أنهى به الأخ محمد بركةكلمته بتلك المقولة التي تشكل البداية والنهاية، يا شعبي يا عود الند يا أغلى من روحي عندي، انا باقون على العهد. هذه معادلة شعب لا تخضع لسجن ولا سجان ولا لدولة احتلال ونظام فصل عنصري. هذه تخضع فقط لارادتنا الحرة وفيها نبدأ وفيها ننهي". وأكد مخول الذي أفرج عنه بعد تسعة أعوام في سجون الاحتلال بعد أن لفقت له تهم أمنية "عودتي الصغيرة من السجن لأواصل معكم وبكم وبينكم مسيرة عودتنا الكبرى، عودة اللاجئ واللاجئة الى الوطن، عودة المهجرين الى البيت والى الأرض والى المكان، عودة المكان الى أهله وعودة الأهل الى المكان، هذه هي المسيرة المنطلقة التي لن تتوقف حتى تحقيق الحلم الذي لا بد أن يصبح حقيقة لهذا الجزء الخاص المتميز من شعبنا الفلسطيني الذي يكون أول من يستجيب لكل نداء، نداء غزة ونداء اللاجئين ونداء الأسرى، ونداء القدس والضفة والشتات، ونداء النقب والجليل والمثلث. هذا الجزء الحي الذي تجاوز التجزأة والانقسامات واتحدى بمقولته الأولى أننا عائدون واننا باقون، فالعودة تأتي على مدماك هذا البقاء الذي نحن فيه". كما نقل تحيات أسرى الحرية لشعبنا الفلسطيني، الى هذه المسيرة التي تشكل نهرًا من الأمل المتدفق والزاخر. هنا يكون الأمل على أرض خبيزة وأخواتها وهنا يتحول الأمل لمشروع حياة نواجه به ونقاوم به حتى عودة آخر لاجئة ولاجئ وآخر مهجر الى البيت والأرض. ![]() عن الاتحاد 9/5/2019 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |