بسبب إدمان الغطرسة إياها!


وصف محللون عسكريون عملية الاجتياح الاسرائيلية التخريبية والإرهابية الى خان يونس داخل قطاع غزة المحاصر، بأنها "عملانية اعتيادية جارية"، لم تستهدف الاغتيال ولا الخطف، بل هدفها استخباراتي فقط، ولكنها انكشفت وتعقدت خلافا للمخطط، لا غير... وهناك تلميحات بأن رئيس الحكومة أيضا لم يكن على علم بها لكن انكشافها ومواجهتها وإفشالها (من قبل المقاومة الفلسطينية) هو ما اجبره على قطع زيارته الى باريس والعودة للبلاد.

ما يمكن قوله، لو صحت هذه التقديرات والمعلومات والمزاعم، هو أن الغطرسة واستباحة حقوق وسيادة وأراضي الغير، تقع في خانة الثمل بالقوة، وهذا ما يجعل تعريف تلك الاجتياحات باللغة الرسمية، "عادية اعتيادية". لذلك فنتائج هذه العملية العدوانية هي ما يصح تسميته ثمن الغطرسة والغرور والاستعلاء والاستهتار بالخصم.. ويجب هنا التذكير بما قيل عن أن اسرائيل "تستغل الفوضى السائدة في العالم العربي لمراكمة عملياتها الاستخباراتية الناجحة" كما نقل أحد المحللين العسكريين..

أهناك أوضح وأعلى من هكذا نفير إيقاظ للفلسطينيين وسائر العرب، من هكذا صراحة؟! فما يعصف بالعديد من الدول العربية من انقسامات هو ماء عكر يصطاد فيه أعداء الشعوب، بشتى الأدوات والآليات. لا يعني هذا أبدا القبول بالواقع القاتم كأنه قدر يجب على الشعوب الانصياع له. بالعكس تماما. لكن المعارضين والثوار مطالبون بالحذر واليقظة، وعدم التعاون مع والاتكال على نفس القوى التي تصنع بواسطتهم نفس الثغرات التي ستتسلل منها لاحقا.

يمكن القول حاليا إن عملية متغطرسة عدوانية قادت الى اشعال نار حربية عالية اللهَب وقد تتفاقم الى أخطر من ذلك، وهذا بعد بضعة أيام فقط على تصريحات نتنياهو حول أهمية التهدئة ومضار أي حرب غير ضرورية.. هذه المصيدة السياسية والعسكرية أدخل نفسه فيها بنفسه، بسبب إدمان الغطرسة إياها! ما يعني أنه يجب الشفاء من إدمان هذا السم، وحتى بأدوات موجعة مثلما يظهر الآن من خلال الجاري في الجنوب!

عن موقع الجبهة
14/11/2018







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com