![]() |
|
تحية الى كوبا وشعبها وقيادتها
تملك الإدارة الأمريكية كامل الصفاقة ومنتهى الوقاحة كي تنتقد الأمم المتحدة لأنها تطالبها برفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي عن كوبا. هذا الحصار الممتد منذما يزيد عن نصف قرن، لا هدف له سوى تقويض جزيرة الحرية وشعبها وحكومتها لأن هؤلاء جميعا، كوحدة عضوية واحدة، يرفضون الانصياع الى إملاءات واشنطن، ويصرون على حقهم الكامل بممارسة شكل الحياة الذي اختاروه.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت للمرة الـ27 قرارا بإنهاء الحصار الأمريكي على كوبا، وأيدته 189 دولة فيما عارضته كالمتوقع الولايات المتحدة وإسرائيل فقط! هنا وجبَ القول: لم تحتل كوبا اراضي جاراتها ومنها أراضي دولة بأكملها، بعد جرائم تهجير واستيطان وحصار وخنق مستمرة، ولم تعتدِ بآلتها الحربية بمعدل مرة كل بضع سنوات على جاراتها كما يفعل حكام اسرائيل. لكن لم يخطر ببال واشنطن حتى انتقاد هؤلاء أو تسجيل موقف متحفظ واحد من ممارساتهم، لا بل تنحاز الى هذه الأفعال وتوفر لها الغطاء بالسلاح والعتاد والمال والفيتوهات أيضًا.. كذلك، لم تقم كوبا بالعدوان الوحشي على دولة مجاورة حتى أوصلت نحو نصف سكانها الى حافة المجاعة المرعبة، كما فعل نظام السعودية وما زال في اليمن. لكن هذه الوحشية لا تقلق سادة واشنطن الرسميين؛ لا يدفع هذا الإجرم المتواصل على مدى سنين المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي للتباكي على حقوق الإنسان، كما تفعل بلؤم ودجل حقير، نحو كوبا.. إن الوحشية الأمريكية المنتهجة ضد شعب كوبا مردّها في العمق استمرار هذا الشعب بالتمسك بنهج ونظام حياته الاشتراكي المستقى والمستوحى من الشيوعية. ربما أن هذا هو "الشبح" الذي يرعب سادة واشنطن، رغم كافة أسلحتهم وهيمنتهم وأموالهم وعتادهم.. فكل التفاهات عن موت الايديولوجيات والتخلص من أفكار العدالة الاجتماعية والاشتراكية، تقلبها كوبا رأسًا على عقب يوميًا بمجرد صمودها! وها هي إجابتها لواشنطن واضحة: لقد أعلنت كوبا أن العقوبات الجديدة التي تعتزم الولايات المتحدة فرضها عليها محاولة عقيمة لتغيير سياساتها ولن تؤدي إلا إلى زيادة عزلة واشنطن على الصعيد الدولي. وقالت وزارة الخارجية الكوبية: "إجراءات الولايات المتحدة ستفشل. ولن تكسر إرادة الكوبيين". فتَحيّة الى كوبا وشعبها وقيادتها، وتسقط الإدارة الأمريكية وسياساتها العدوانية. عن موقع الجبهة 5/11/2018 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |