|
جولات التطبيع، والمخاطر المستترة!
زيارة رئيس حكومة اليمين الاسرائيلي الى قصر سلطان دولة عمان، تزامنت مع زيارة مصوّرة وشبه احتفالية لوزيرة الرقابة ميري ريغف الى "دواوين" نظام دولة الإمارات؛ اذ ترأست وفدا رياضيا الى هناك لكن العنوان والغاية والبلاغات، كانت كلها سياسية. بموازاتهما كان وفد إسرائيلي رياضي آخر قد وصل الى ضيافة نظام امارة قطر. في الحالتين الأخيرتين: الرياضة ليست حقلا قائما بحدوده وذاته، بل هي أداة بيد صانعي السياسة ومصالحهم.
include ('facebookshare.php'); ?>
سنشير هنا باستهجان واستغراب وبعض الظن: لماذا خفتت لدرجة شبه الغياب أصوات كثيرة عادة ما تعلو بإدانة التطبيع وكسر معايير المقاطعة؟ لماذا تصخب الأصوات أمام فنان فرد، مثلا، وتصمت بشكل معيب أمام التطبيع العلني الرسمي السافر من قبل أنظمة الثراء وشراء الذمم والآراء؟ وليس في هذا أبدا نقد لحركة المقاطعة ورفض التطبيع على مواقفها، لا بل على الانعدام المعيب للموقف المسموع الواضح النشط، في حضرة أمراء الرجعية؟ إن هذه الجولات الإسرائيلية المتزامنة في ضيافة أصدقاء، بل أتباع، أمريكا العرب، تثير الريبة في أنها طرف جبل الثلج من بنية تحتية سياسية يجري تشييدها، تحضيرا لمشروع كبير خطير قادم على شاكلة المجهول المسمى بـ صفقة العصر.. والعلامات المرافقة المنذرة بهذا الشؤم كثيرة، أهمها تسويق "ساخن" لخطاب ما يسمى بـ "دول الاعتدال السني"، وشيطنة "ايران الشيعية"؛ ومؤخرا توسيع هامش الحضور والتأثير والتمويل القطري في قطاع غزة، والمجاهرة بالخدمات التكنولوجية الاستخباراتية التي تبيعها إسرائيل للإمارات، وتصوير نظام السعودية كحليف استراتيجي لحكام اسرائيل.. هذا كله يشدد من إلحاحيّة الموقف الذي طرحناه مرارًا هنا، عن وجوب إعلان حالة طوارئ سياسية فلسطينية، لأن الصواعق المدمرة تضرب في أحيان غير قليلة دون سابق إنذار! عن موقع الجبهة 31/10/2018 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |