![]() |
|
المالح في زمن السكّر - سهيل عطاالله
لم يبدأ هذا التهديد الآن، بل بات العنصر "العُضال" في حال هذه الجزء من العالم، حيث لم تتوقف المشاريع الأمريكية الرامية الى تعميق الهيمنة وتوسيع الاستغلال والنهب من ثروات الشعوب، وبتواطؤ الحكّام العملاء لهذه السياسة.
فالنفط الذي كان يفترض أن يشكل مصدر قوة ومورد تطور ودافع استقرار اقتصادي لشعوب المنطقة، يُستغل على امتداد ما يقارب القرن للقيام بما يشكل عكس هذه الغايات تماما، فبات مصدر عدم استقرار وحروب وإفقار، لأن نظام الهيمنة الامبريالية الامريكية يتعامل مع مورد الطاقة هذا كما لو أنه جزء من مزرعته الخاصة؛ تنهب ويوفر الحماية لوكلائه الحكام الذين يخونون شعوبهم وحقوقها ومصائرها. إن جميع الحروب التي فتكت وقتلت ودمرت في منطقتنا، وتتواصل، كانت واشنطن شريكا فيها، سواء بشكل مباشر فاعل مثلما في تدمير العراق، أو بشكل غير مباشر أو خفي مثلما في حربَي إسرائيل المدمرتين ضد لبنان، وحرب عملاء أمريكا المستمرة ضد اليمن. ولا حاجة للتذكير بأن الكوارث التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تتواصل بتورط امريكي كامل بسبب انحيازه الفاعل المتواصل للاحتلال الاسرائيلي وشتى سياساته. والآن تهدد الولايات المتحدة بإشعال حريق هائل جديد بسبب تهديدها بوقف صادرات النفط الإيرانية، ضمن عقوباتها المافيوزية التي تحاول فرضها ببطش وغطرسة بعد انتهاكها "الاتفاق النووي" خلافا لإرادة كل العالم بمن فيه حلفائها.. فطهران تقول بوضوح إنها لن تسمح بتقويض اقتصادها ودب الفوضى فيها، ولن تسكت على خطوات واشنطن المزمعة، وتعلن من خلال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، امكانية إغلاق مضيق هرمز.. وجاء اعلان البنتاغون بأنه "سيوفر حرية الملاحة" ملمحًا الى مواجهة حربية، كخطوة اضافية نحو تصعيد خطير لا حاجة له ولا مصلحة إلا للسياسة الامبريالية المدمرة، التي يجب وهناك ضرورة لمواجهتها ومقاومتها وصدّها! عن موقع الجبهة 10/7/2018 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |