وداعاً وجيه سمعان المناضل الوطني المسكون بقلق العودة الى سحماتا ،
والذي ربى أجيالا من الشيوعيين الشباب !


رحل مساء اليوم الأحد ، في مدينة حيفا المناضل وجيه سمعان متمما واجباته الوطنية . ووجيه سمعان ابن قرية سحماتا المهجرة ، الذي ما انفك يحمل هاجس الوطن والعودة اليها، ويحمل هم النضال الوطني والتقدمي والثوري منذ سنوات شبابه الاولى .

إبان النكبة، واحتلال سحماتا وهدمها وترحيل أهلها استقر وجيه سمعان مع عائلته في مهجره الاول في قرية فسوطة في أعالي الجليل.

انتقل وجيه في ستينيات القرن الماضي ، للعيش والعمل في مدينة حيفا، والتحق هناك بالشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي ، وما لبث أن برز قائداً في الشبيبة الشيوعية وفي منطقة حيفا للحزب الشيوعي . وكان وجيه سمعان من أوائل الشباب الشيوعيين الذين التحقوا بجامعات الدول الاشتراكية حيث درس العلوم الاجتماعية في جامعات تشيكوسلوفاكيا . وبرز خلال سنوات طويلة من نشاطه بالالتصاق بالجماهير الشعبية وهموم الناس وقضاياهم اليومية والقومية، في عملية تثوير وحثًّ على أهمية تنظيم النضال الطبقي والوطني المشرّف وأسهم وجيه في توجيه أجيال من الشيوعيين الشباب في حيفا ومنطقتها . وحتى عندما افترقت طريق وجيه مع الحزب الشيوعي ، بقي أمينا على الفكر الشيوعي , مسكونا به ، ملتزما بالمعارك الوطنية والطبقية ، معادياً لثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وصديقا للحزب الشيوعي . ومات ناشطاً ثابتا وقويا في اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية منذ الأيام للعدوان الارهابي على سوريا .

وبقي هاجس المعركة على حق العودة - عودته الشخصية ، وعودة شعبه الفلسطيني اللاجئ المهجر الى وطنه الذي لا وطن له سواه يسكنه حتى لحظات حياته الاخيرة ، التي انتهت بعد أيام قليلة من مسيرة العودة الجبارة الى عتليت.

أسهم وجيه سمعان في تأسيس وتوطيد جمعية أبناء سحماتا المهجرين ، وأسهم في تأسيس جمعية المهجرين القطرية وفي انطلاقة مسيرات العودة في كل عام، وترسيخ مفهوم النضال من أجل العودة في وقت اشتدت المؤامرات على حق العودة وعلى القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال في دولته المستقلة .

وستجري مراسم جناز وتشييع جثمان الشخصية الوطنية وابن سحماتا البار وجيه مبدا سمعان ، غدا الاثنين 22.4.2018 في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ، من كنيسة مار الياس في قرية فسوطة ، بلده الثاني ومهجره الاول بعد التهجير من سحماتا !

ستبقى ذكرى وجيه سمعان حية مطلة على أطلال سحماتا التي عاشت في وجدانه وعاش في ذاكرتها !

عن موقع الجبهة
23/4/2018






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com