رغما عن التهديدات الامريكية والتحركات الاسرائيلية
انتصار مجلجل لفلسطين في الامم المتحدة وصفعة مدوية لترامب ونتنياهو


نيويورك - حققت دولة فلسطين، مساء أمس الخميس، انتصارا دبلوماسيا كبيرا بدعم من دولة عدم الانحياز والدول الإسلامية والعربية، والصديقة، بإقرار قرار بالأغلبية الكبيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "متحدون من أجل السلام"؛ يرفض أي تغيير على الوضع القانوني للقدس.

وقد حظي مشروع القرار بدعم 128 دولة، ومعارضة تسع دول فقط، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت.

وعقدت الجلسة بناء على طلب تركيا واليمن، تداعيات إعلان ترمب، ومشروع قرار يرفض أي تغيير على الوضع القانوني للقدس، وبخاصة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن وأفشلت خلاله مشروع قرار يخص مدينة القدس في ضوء إعلان ترمب.

وقد شكر السفير خالد اليماني المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، ممثل المجموعة العربية في الجمعية العامة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مستهل الاجتماع على عقد هذه الجلسة الطارئة في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا، وفي ضوء ما يترتب على إعلان ترمب من تهديد للأمن والسلم الدوليين.

وأضاف: نعرب عن أسفنا لقيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقد الدولي الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته مصر نيابة عن المجموعة العربية لحماية مدينة القدس، ورفض أي محاولة لتغيير وضعها القانوني، ونعرب عن استيائنا من نهج الولايات المتحدة في مواجهة 14 صوتا في مجلس الأمن، كانت تمثل بشكل قاطع الاجتماع الدولي في مدينة القدس الشريف امتثالا للقانون الدولي.

وأردف المندوب اليمني: إن قرار الإدارة الأميركية بشأن مدينة القدس يعد انتهاكا صريحا لحقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.

وشدد على أن هذا القرار يهدد السلم والاستقرار بالمنطقة والعالم ويقويض فرص السلام ويسهم في تعزيز العنف والتطرف.

المالكي: هناك إجماع دولي على خطورة القرار الأميركي بشأن القدس

من جانبه، قال وزير خارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن طلب عقد الجلسة هو إعلاء لصوت المجتمع الدولي الذي جسدته ردود فعل الشعوب ومواقف الحكومات في جميع شعوب العالم كما الأغلبية الساحقة في مجلس الأمن التي تطالب بثبات الوضع القانوني في القدس وبطلان كل المحاولات لتغيير هذا الوضع.

وشكر المجموعة العربية والدول الأعضاء في منظمة العالم الاسلامي وحركة عدم الانحياز بدعوتها لعقد هذه الجلسة الطارئة بعد أن عرقل "الفيتو" الأميركي قدرة المجلس في حفظ الأمن والسلم الدوليين، مضيفا: ومن هنا بات من صلاحية الجمعية العامة تحمل هذه المسؤولية بموجب متحدون من أجل السلام.

وقال: وتأتي الجلسة تبعا لقرارات المجلس العربي الوزاري الذي عقد في القاهرة بطلب من الأردن وفلسطين وكذلك الجلسة الاستثنائية للقمة الاسلامية التي عقدت في اسطنبول.

وأضاف نجتمع اليوم ليس بسبب أي عداء تجاه الولايات المتحدة، بل بسبب قرارها الذي يعد اعتداء على حق الشعب الفلسطيني الأصيل في مدينة القدس الشريف، وعلى الأمة العربية وجميع مسلمي ومسيحيي العالم.

وشدد المالكي على أن القرار الأميركي لن يؤثر على وضع ومكانة المدينة المقدسة في أي شكل من الاشكال، بل يؤثر على مكانة الولايات المتحدة الأميركية كوسيط للسلام، وقال: فهي فشلت في اختبار القدس رغم تحذيراتنا وتحذيرات العالم أجمع من التهاون بهذا القرار والمساهمة بتحويل صراع سياسي قابل للحل إلى حرب دينية لا حدود لها.

وأردف لا يمكن أن نسأل من يخدم هذا القرار؟، فهو يخدم قوى التطرف والحكومة الاسرائيلية في تنفيذ أجندتها الاستعمارية، ومن يتخيل أن تكون هناك مصداقية لخطة سلام تستثنى منها القدس.

واستذكر ردات فعل الدول والتجمعات الاقليمية والبرلمانات، والأمين العام للأمم المتحدة، والمرجعيات الإسلامية والمسيحية، مضيفا: آلا تسأل الولايات المتحدة نفسها لماذا تقف معزولة في موقفها هذا، ولماذا لم يستطع أقرب حلفائها غض النظر عن قرارها.

وقال: الإجابة واضحة القدس هي بوابة السلام ومدينة القيامة والأقصى وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفيين عصية على التزوير والتشويه ولن تستسلم لأي حصار، وهي مفتاح الحرب والسلم في الشرق الأوسط والعالم أجمع. البقية على 2

تركيا: الأمم المتحدة لا يمكنها أن تقبل التنمر ولن نخذل القدس وفلسطين

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن للفلسطينيين الحق في العيش بحرية وأمان كما كل دول العالم، وهذا ما قلناه من على هذا المنبر مرارا وتكرارا، إلا أن كلماتنا لم تؤدي إلى أية تغيير، بل استمر الاحتلال غير القانوني، ولم يتمكن الفلسطينيون من التمتع بحقوقهم الأساسية، وأجيالا من الفلسطينيين تتعرض لعنف ممنهج ولتمييز.

وبين أن التصويت اليوم ليتذكر الفلسطينيون أنهم ليسوا بمفردهم يواجهون الاحتلال.

وأشار إلى رفض القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في اسطنبول مؤخرا رفضت القرار الأميركي وطالبت بالتراجع عنه.

وأضاف أن التصويت لصالح الشعب الفلسطيني سيضعنا في الجهة الصحيحة من التاريخ، وقد حدث ذلك عندما اعترفنا بفلسطين دولة عضو في الأمم المتحدة.

مندوب فنزويلا: العالم ليس للبيع

من جانبه، قال مندوب فنزيلا في الأمم المتحدة، في كلمته نيابة عن دول منظمة عدم الانحياز، إن دول المنظمة تعبر عن قلقها مما ترتكبه إسرائيل، القوة المحتلة، في الأراضي الفلسطينية، ومحاولات تغيير شخصية مدينة القدس وتركيبتها السكانية، وتدين كل انتهاك يحصل في تلك المدينة ومن يرتكبه.

وأضاف أن القرار الأخير بشأن مدينة القدس من الإدارة الأميركية قرار لاغ وباطل، ويشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، والتي تعتبر القدس جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.

وعبر عن القلق من تصريحات ترامب ونيته نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وإدانة أي إجراءات إضافية من شأنها أن تمكن القبضة الإسرائيلية على مدينة القدس. وقال "اسمحوا لي أن أقرع الجرس وأقول إن مثل هذه الاستفزازات والانتهاكات يؤدي إلى انتشار التوتر، ويكون لها تداعيات خطيرة على الأرض، ونطالب حكومة الولايات المتحدة بوقف انتهاكاتها واستفزازاتها".

وقال إن حركة عدم الانحياز تؤكد على قرار مجلس الأمن 2334 الذي لا يعترف بأية تغيرات ضمن حدود عام 1967 وبما في ذلك القدس الشرقية، ما لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين عبر المفاوضات. ودعا كافة الاطراف

وقال إنه علينا الحفاظ على إمكانية حل الدولتين وفق شروط القانون الدولي واتفاقيات السلام المقرة من المجتمع الدولي.

وأكد أن حركة عدم الانحياز عبر دولها تؤكد دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني البطل في تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة والعيش بدولته والقدس الشرقية عاصمة لها.

وبصفته ممثلا لفنزويلا، وجه رسالة للإدارة الأميركية مفادها أن العالم ليس للبيع، فالعالم لا يبيع نفسه، فهذا التهديدات الأميركية هي تهديدات للسلام العالمي.

ممثل إندونيسيا: مجلس الأمن رفض نقل أية سفارة للقدس المحتلة

من جانبه، قال ممثل أندونيسيا لدى الأمم المتحدة: إن فشل مجلس الأمن في تنبي قرار لصالح القدس يشعرنا بالأسف، فنحن نؤكد أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر مرفوض؛ لأنه يجرح مشاعر العالم ومؤيدي العدالة.

وتابع: إن مثل هذا القرار يبعدنا عن حل الدولتين ويجعل إمكانية حل القضية الفلسطينية أمر مستحيل، ونذكر أن مجلس الأمن اتخذ قرارا عام 1980 برفض نقل السفارات إلى القدس؛ لأنها مدينة محتلة.

مندوبة أميركا: قرارنا بشأن القدس هو الصواب!

بدورها قالت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي إن إسرائيل اختارت البقاء في الأمم المتحدة لتدافع عن نفسها، وأن تدافع عن مبادئ الحرية والكرامة الإنسانية، على حد زعمها.

واضافت: مضطرة للدفاع عن مصداقية بلادي التي هي أكبر دولة مساهمة في الأمم المتحدة ووكالاتها، فنحن نوفر التعليم والرعاية للبؤساء كذلك نحاسب الأنظمة المارقة؛ لأن هذا يمثلنا فنحن نساهم أكثر من غيرنا ونخضع لمساءلة شعبنا، على حد قولها.

وتابعت: قرار ترمب هو قرار الشعب الامريكي اعتمده ممثلو الشعب أكثر من مرة منذ سنة 1995م.

وادعت السفيرة هالي أن إعلان ترمب بشأن القدس لا يمس جهود السلام، مضيفة: نحن نمارس حقنا كدولة ذات سيادة، وسنضع سفارتنا بالقدس هذا قرار شعبنا وهو الصواب.

الرئاسة الفلسطينية ترحب بالقرار

رحبت الرئاسة الفلسطينية، بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتعلق بمدينة القدس المحتلة.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، "إن هذا القرار يعبر مجددا عن وقوف المجتمع الدولي الى جانب الحق الفلسطيني، ولم يمنعه التهديد والابتزاز من مخالفة قرارات الشرعية الدولية" .

وأضاف، "هذا القرار يؤكد مرة أخرى أن القضية الفلسطينية العادلة تحظى بدعم الشرعية الدولية، ولا يمكن لأي قرارات صادرة عن اي جهة كانت ان تغير من الواقع شيئا، وأن القدس هي ارض محتلة ينطبق عليها القانون الدولي" .

وتابع ابو ردينة، "سنواصل جهودنا في الامم المتحدة وكل المحافل الدولية حتى نضع حدا لهذا الاحتلال، ونقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ."

وقال، نتوجه بالشكر لكل الدول التي دعمت القرار والتي عبرت عن ارادة سياسية حرة رغم كل الضغوط التي مورست عليها، مؤكدة دعمها الكامل للشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

ترامب يهدد بوقف المساعدات للدول التي تصوت ضد قراره بشأن القدس

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بوقف المساعدات المالية للدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إلى سحب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسنا، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك"!!

نتنياهو: القدس عاصمة اسرائيل والامم المتحدة "بيتا للكذب"!!

اعرب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عن رفضه تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على مشروع قرار عربي إسلامي بشأن مدينة القدس المحتلة لابطال قرار ترامب، واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف نتنياهو وفق المواقع الاسرائيلية: "ان دولة اسرائيل ترفض هذا التصويت صراحة حتى قبل التصويت عليه وسنواصل البناء هناك وسوف تنتقل سفارات الدول، برئاسة الولايات المتحدة، إلى القدس"!!

وقال نتنياهو في حفل افتتاح مستشفى في مدينة اسدود أمس ان "القدس عاصمة لاسرائيل سواء اعترفت بها الامم المتحدة ام لا. استغرق الأمر 70 عاما حتى اعترفت الولايات المتحدة رسميا وسوف يستغرق سنوات حتى تعترف الأمم المتحدة أيضا بذلك واصفا اياها ببيت الاكاذيب".

عن موقع الجبهة
22/12/2017





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com