|
كل هذه «السفالة»! - جلال عارف
*بينما كان "الإخوان" يتاجرون فى العملة ويعلنون أن الاشتراكية كفر، ويتحالفون مع الحكم اليميني الفاسد لانتزاع الأرض من الفلاحين، ولبيع مصانع القطاع العام بتراب الفلوس! لذلك كرهوه حيًّا، ثم كانت شماتتهم المنحطة وهو يمضى -راضيًا مرضيًّا- إلى رحاب الله*.
الأرض التى مشى عليها شاعرنا الجميل الراحل أحمد فؤاد نجم، أطهر بكثير من هذه «الحثالة» التى لم تخشَ الله، ولم تراع حُرمة الموت، وهى تبدى الشماتة لأن مصر قد فقدت هذا المبدع العظيم، الذي لم يترك مكانه في قلب الثورة منذ كانت حلمًا يبشر به، وحتى تفتح الورد فى جناين مصر، ليسقط الحكم الفاسد ثم يقضى على فاشية الإخوان وإرهابهم. يصيبك «القرف» وأنت تطالع ما تقيأته ميليشيات الإخوان على صفحات التواصل الإلكتروني، ومن كمّ الكذب والانحطاط الذي لا يعرف حدًّا، لكنك تدرك فى النهاية أنه لا جديد فى هذا السلوك ولا اندهاش مما يفعلون! كان «أبو النجوم» عاشقًا لتراب هذا الوطن الذى لا يعرفه الإخوان ولا يحبونه!! عاش مبشرًا بالثورة طوال حياته، بينما كان غيره يعقد الصفقات مع كل سلطة حتى ولو كانت سلطة جلاد الشعب إسماعيل صدقى! ظل «أبو النجوم» يناضل من أجل الغلابة، ويدفع الثمن، بينما كان الإخوان يتاجرون فى العملة ويعلنون أن الاشتراكية كفر، ويتحالفون مع الحكم اليميني الفاسد لانتزاع الأرض من الفلاحين، ولبيع مصانع القطاع العام بتراب الفلوس! لذلك كرهوه حيًّا، ثم كانت شماتتهم المنحطة وهو يمضى -راضيًا مرضيًّا- إلى رحاب الله. لم أندهش من الشماتة، ولكن من السفالة والعياذ بالله، من شبَّ على شيء شابَ عليه، الذين صلوا شكرًا لله على هزيمة مصر فى 67 سيفرحون فى كل مصاب للوطن، الذين ابتدعوا سياسة «طز فى مصر» لا بد أن يكرهوا كل جميل فى الدنيا، الذين لم يبدعوا إلا فى «فنون» القتل والاغتيال و«إني أرى رؤوسًا قد أينعت»، لا بد أن يكونوا أعداء لكل إبداع جميل، ولا بد أن يكشفوا عن هذا الحجم من الانحطاط والتدني ومصر تبكي رحيل شاعرها الكبير. بالصدفة.. تزامن رحيل «أبو النجوم» مع ذكرى أحداث الاتحادية، فإذا بنا أمام نفس الانحطاط، وإذا بالجماعة تتهم شباب الثورة بأنهم هم الذين اعتدوا على «الإخوان» بالتعاون مع البلطجية! وبأن المتظاهرين هم الذين ذهبوا للاشتباك مع «الإخوان» الذين وجدوا فى خيام المعتصمين أمام القصر مواد مخدرة ومواد حارقة! كنت هناك عندما بدأ التظاهر أمام القصر احتجاجًا على الإعلان الاستبدادي الذى أصدره المعزول مرسى، مئات الألوف أحاطوا بالقصر وقدموا مثالا رائعًا فى الرقى والتحضر والالتزام بالسلمية، لو أرادوا اقتحام القصر لفعلوا، لكنهم التزموا بالقانون وتمسكوا بتجنب الصدام واكتفوا بأن يقولوا كلمتهم ويعلنوا رفضهم لاستبداد الحكم الذى أدرك أن هذه بداية النهاية، فاستدعى الميليشيات في اليوم التالي وخطط للمذبحة وأشرف عليها. يومها دخلت ميليشيات الإخوان إلى محيط القصر وهى تهتف بأن «رجالة مرسى فى الميدان» لتبدأ بعد ذلك المذبحة التى راح ضحيتها عديد من الشباب، وكان من بينهم فقيد الصحافة الحسيني أبو ضيف الذي دفع حياته لأنهم عرفوا أنه مسجل جريمتهم بعدسات الكاميرا، ويومها اكتملت الفضيحة بأن يتحول قصر الرئاسة نفسه إلى «سلخانة» لتعذيب شباب الثورة تحت إشراف المسؤولين فى الرئاسة! يومها كتبت أن نظام الإخوان قد سقط، وأن الباقي هو استخراج شهادة الوفاة.. وقد تم استخراجها فى 30 يونيو وذهب الحكم الفاشي إلى غير رجعة. واليوم، وبعد عام من أحداث الاتحادية، يقف المعزول مرسى أمام القضاء للحساب على دماء الشهداء التي سالت بأوامره، ويتوزع زعماء الإرهاب بين السجون فى مصر والفنادق الفاخرة فى الدوحة وإسطنبول ليتقاضوا ثمن خيانة الوطن، بينما مصر تمضي في طريقها لبناء الدولة الجديدة بخطى ثابتة رغم الإرهاب والتآمر. رحم الله شهيدنا الحسينى أبو ضيف وكل الشهداء الذين لن نرتاح إلا بعد القصاص لهم. ورحم الله شاعرنا الكبير أحمد فؤاد نجم الذى سيبقى شعره دائمًا فى قلوب الملايين وعقولهم كما كل المبدعين العظام، بينما لن يبقى فى سجل الإخوان إلا القتل والإرهاب وخيانة الوطن، وهذا الانحطاط الذى لا يعرف أن للحياة قدسية، وهذه الشماتة فى لحظة وداع مصر لابنها العاشق لترابها المعبر عن روحها الحقيقية. رحم الله أبو النجوم، والمجد للشعر وللثورة. عن التحرير المصرية 08/12/2013 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |