لمقاومة وتقويض سياسات ترامب وتابعيه!


الرئيس الأمريكي الذي يثير قلق أمريكيين كُثر أيضًا، وبعضهم في وظائف رسمية رفيعة وحساسة!، نفذ تهديده البلطجي بعرقلة الاتفاق النووي الذي وقعته أطراف دولية مركزية في العالم بشأن المشروع النووي (السلمي) الايراني. فقد صرح انه لن يواصل التصديق على هذا الاتفاق وأحال قراره للكونجرس بشأن إعادة فرض عقوبات أمريكية سبق ان رفعت بموجب ذلك الاتفاق.

الأبرز في القضية ان ايران تلتزم تماما بالاتفاق، وهو ما تؤكده كل الاطراف المشاركة فيه، وبعضها لا تتصف بالصداقة الزائدة مع طهران، مثل لندن وبايس وبرلين.. فقد حذر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة في بيان مشترك من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي مع إيران مثل إعادة فرض عقوبات على طهران، واشاروا الى ان قرار ترامب يحمل في طياته أخطارا أمنية. بينما قالت وزارة الخارجية الروسية إن الدبلوماسية الدولية لا مكان فيها للتصريحات العدائية وإن مثل تلك الأساليب مصيرها الفشل. والرسالة واضحة..

وبرزت بالمقابل الجوقة الأوتوماتيكية التي اصطفت تحت حوافر الثور الأمريكي الهائج الأهوج.. وكلها أنظمة شهيرة باشعال الصراعات والحروب وصب الوقود على النيران! فزعيم اليمين الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على الفور بالزعم ان ترامب "واجه بجرأة نظام إيران الإرهابي وخلق فرصة لإصلاح هذا الاتفاق السيئ والتصدي لعدوان إيران ومواجهة دعمها الإجرامي للإرهاب“.

ورحب نظام السعودية الرجعي (الدموي في محاولات تفتيت اليمن والعر اق وسوريا) بما وصفه بأنه ”استراتيجية حازمة“ من الولايات المتحدة تجاه إيران وزعم ان "إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها للإرهاب في المنطقة بما في ذلـك حزب الله والميليشيات الحوثية“.

أما نظام الإمارات فأعلن "دعمه الكامل لاستراتيجية ترامب للتعامل مع السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار“" حسب وصفه. وأعلن نظام البحرين أيضا ترحيبه "بالتغير في السياسة الأمريكية حيال إيران بسبب برامجها النووية والصاروخية الباليستية ودعمها لجماعات متشددة في الشرق الأوسط" كما يتبجح.

إن هؤلاء الساسة في منطقتنا التابعون لسياسات واشنطن بصيغتها الأكثر تشددا وتطرفا وعدوانية، هم الوحيدون الذين سارعوا فورا لزيادة ضجيج قرع طبول الحرب، وهم مع ترامب، الثور المنفلت الأهوج الذي يشكل خطرا على السلام العالمي، يشكلون نفس الثلاثي الخطير إياه: الامبريالي-الصهيوني-الرجعي الذي لطالما جلب الويلات على هذه المنطقة وشعوبها، ولذلك فإن مقاومة سياساته ومشاريعه ومخططاته هي ضرورة حيوية من الدرجة الأولى!


عن موقع الجبهة
15/10/2017





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com