المؤسسة الحاكمة البريطانية متهمة أيضًا

الاتحاد

بكل استنكار وإدانة يجب النظر الى الجرائم الارهابية التي اقترفها تكفيريون منتمون الى داعش في لندن، وراح ضحيتها مدنيون بين قتلى وجرحى. وكل التضامن مع ذوي الضحايا. في الوقت نفسه، دون انتقاص من ذلك، يجب تذكير من أعشت عينيه أضواءُ الشاشات المهيمنة التي تركّز على الجرائم حين تحدث في الغرب فقط، بأن جرائم أفظع من هذه بكثير تقترف يوميا بل كل ساعة في مدن العراق وسوريا وغيرهما، ومنذ سنوات، بأيدي نفس المجرم.

لذلك، من المهم المصارحة والقول إن هذه الجرائم متوقعة للأسف. وما زالت متوقعة أيضًا. لقد كان واضحا، والأمر كذلك اليوم، أن ترك عصابات ومنظمات الإرهاب تجرم في الشرق، سيجعلها تضرب بالضرورة في الغرب أيضًا. وفي الحالتين مَن يدفع ثمن السياسات الاجرامية لعدد من الحكومات، هم المواطنون، الشعوب، في الشرق والغرب، والذين تجمعهم حقوق ومصالح مشتركة ومصير انساني واحد، مهما اختلفت انتماءاتهم وقومياتهم ومعتقداتهم.

هناك باحثون شجعان يقولون بوضوح "بالانجليزية الفصيحة": لقد تفشى اجرام الارهاب التكفيري المنظم على مرحلتين أساسيتين. الأولى عند التدمير الأمريكي لأفغانستان تحت مسمى محاربة الشيوعية، حيث خرجت أفواج التكفير المسلحة المنظمة الأولى متجسدة بآباء القاعدة. والثانية عند التدمير الأمريكي البريطاني المنظم المنهجي المخطط للعراق حيث خرج وتبلور تنظيم داعش الدموي العدمي. وفي الحالتين كانت أرضية ايديولوجية جاهزة أعدتها المؤسسة السعودية الحاكمة ومرجعيتها الوهابية.

ازدواجية المعايير لدى الرجعيين في الغرب ممن صادقوا الرجعيات العربية، هي سبب مركزي في قتل ابرياء لندن. من نظر بلامبالاة الى الدم المسفوك في سوريا يتحمل مسؤولية الدم المسفوك في بريطانيا.. وكم كان مرشح رئاسة الحكومة البريطاني جيرمي كوربين شجاعا ودقيقا بالقول: "نحتاج لإجراء محادثات صعبة بدءا بالسعودية ودول الخليج العربي ودول خليجية مولت وأججت الفكر المتطرف"!

عن موقع الجبهة
6/6/2017






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com