![]() |
|
الأثمان الخفيّة للحرب على سوريا - بثينة شعبان
![]()
قالت مايا ذات الثمانية أعوام لأختها فرح ذات الأعوام الستة، هل علمت أن أخانا سعد بدأ يمشي ويحكي؟ سعد ذو العام الواحد الذي غادرتاه منذ عدة أسابيع فقط هو الآن في بيت عمته. بينما انضمت الطفلتان إلى أسرة بنات الشهداء، ومن شوقهما لأخيهما الصغير بدأتا تحلمان بأنه يمشي ويتكلم.
include ('facebookshare.php'); ?>
![]() على هؤلاء الذين يجلسون في بروجهم السياسية العالية أن يتذكروا حجم المعاناة والآلام التي يتسببون بها لشعوبنا وأهلينا، وعليهم وقبل كل شيء، أن يتذكروا أو أن يحاولوا أن يؤمنوا أن جميع البشر إخوة في الإنسانية، وأنّ حياة طفل فلسطيني أو سوري أو يمنيّ أو عراقي تساوي حياة طفل في لندن ونيويورك وباريس. وعلينا نحن أيضاً أن نؤدي واجبنا من خلال مراجعة آليات عملنا، والبحث عن الثغر التي سمحت للأعداء بالتمكّن من استهداف حياتنا وبلداننا ومجتمعاتنا. فمع كل القصص التي هي جديرة بأن تمثّل ملحمة لمعاناة العرب في هذه المرحلة التاريخية الصعبة من حياتهم، علينا أن نتعالى على الجراح، وأن ننطلق لنعمل ما يتعيّن علينا عمله كي لا تبقى ناصية أرضنا وبلداننا مكشوفة لمن يخطط لاستهدافنا. في عيد الأم قبلة حارة لأمهات الشهداء والجرحى والأسرى والمخطوفين ولكلّ الأمهات الصامدات اللواتي قدّمن أولادهن جنوداً يحمون الأهل والوطن لأنهم وضعن الوطن فوق كل اعتبار، ولأنهن يحلمن بغد أفضل لأحفادهن. من أجل هؤلاء وأولئك علينا أن نكفكف دموعنا وأن نضمّد جراحنا وأن نعمل ونعمل ونعمل، ولكن وفق خطط منهجية مدروسة كي نكون أقوى وكي نثبت أننا جديرون بتضحياتهم وأننا جديرون بهذه الأرض الطاهرة التي ورثناها عن الآباء والأجداد، وأن ديارنا تزهو بنا وتزدهر وتخضرّ بعد قسوة الشتاء وجليده. من خلال إرادتنا وتصميمنا وتخطيطنا الذكي والنوعي، يجب أن نضمن مجيء الربيع بعد هذا الشتاء العربي الدامي. إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الميادين وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً عن موقع الميادين 20/3/2017 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |