كاسترو، إرث بطل خالد

* فيدل كاسترو كان قائدا في الحركة الشيوعية العالمية، نموذجا للقائد الثائر المقاوم الذي أحبه شعبه والشعوب المضطهدة

* قاد شعبه لمواجهة أخطبوط الامبريالية الأميركية ورفض المساومة والتهاون رغم أبشع حصار لم تشهده أي دولة في العالم

حيفا – مكاتب "الاتحاد" - ينعى الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائد الشيوعي الكوبي الأممي فيدل كاسترو، الذي رحل عنا بهامة مرفوعة أمس السبت، عن عمر ناهز 90 عاما، أمضاه ثائرا، في خدمة شعبه، وخدمة حركات التحرر والتقدم في العالم. قائدا في الصف الاول للحركة الشيوعية والعمالية العالمية، انتشل وطنه كوبا من أنياب الوحش الامبريالي الذي جعل من كوبا مرتعا لموبقاته، وبنى دولة يعتز بها شعبها، وتعتز بها كل الشعوب التي تتوق للحرية، وقوى التحرر العالمية.

لقد ربطت علاقات وثيقة حزبنا الشيوعي بالحزب الشيوعي الكوبي على مر عقود، وما زالت، قائمة على اسس النهج الماركسي اللينيني الثوري. وعقدت على مر السنين سلسلة من اللقاءات بين قادة حزبنا الأوائل والرفيق كاسترو وقيادة الحزب الشيوعي الكوبي.

قاد فيدل كاسترو مع عدد من رفاقه، أبرزهم الرفيق تشي جيفارا الثورة الكوبية، ضد الطغيان والاستبداد الامبريالي، وانتصرت الثورة في العام 1959، لتواجه أبشع حصار اقتصادي على مر أكثر من خمسة عقود، لم تشهده أي دولة في العالم.

ورفض كاسترو مدعوما من الدول الاشتراكية، وأولها الاتحاد السوفييتي، المساومة والتهاون أمام الأخطبوط الامبريالي الاميركي وحلفائه، وتمسك كليا بالخط والنهج الثوري، الذي رفع من مستوى كرامة الشعب الكوبي، ونجح بجعل الموارد الطبيعية المتواضعة في كوبا، مصدرا للانتاج، ولكن الانتاج الأكبر، هو العلم، بحيث باتت كوبا مركزا لدراسة الطب، وتخريج الأطباء لينتشروا في القارة الأميركية اللاتينية، التي واجهت الويلات من أطماع الامبريالية الأميركية.

تمسك فيدل كاسترو بأسس الفكر الماركسي اللينيني، وتصدى لتيارات انحرافية وانتهازية، شهدتها بعض الدول الاشتراكية والأحزاب الشيوعية في العالم، ولم يتراجع عن هذه الأسس رغم ما واجهته كوبا من حصار.

كان كاسترو بصفته قائدا للحزب الشيوعي الكوبي الشقيق، نصيرا للشعوب المضطهدة، والتي تتوق للتحرر، ولكافة قوى التحرر في العالم، وكان بمثابة بوصلة لثورات تلك الشعوب. وكان للشعب الفلسطيني وثورته منزلة خاصة في أجندة كاسترو الثورية، يعتز بها الشعب الفلسطيني على التاريخ.

إننا نودع رفيقنا الثائر العزيز فيدل كاسترو، ونحن نحني هاماتنا اجلالا لتاريخه وميراثه الثوري، ونحن على يقين أن الشعب الكوبي والشعوب الرافضة للاضطهاد ستخلد ذكراه، كما يليق بالأبطال الثائرين.

عن الأتحاد
27/11/2016





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com