ساحة الفاتيكان تزيل الاقنعة عن وجوه السلفيين - تميم منصور


خلافنا هو مع هؤلاء الذين جعلوا من انفسهم اولياء على البشر، باسم الدين وبعض الآيات القرآنية والاحاديث عانقوا الحكام وتمرغوا تحت اقدام الانظمة السياسية وأضافوا الى ظلم الحاكم وفساده الغطاء القدسي ورددوا لكي يقنعوا الشعوب بدهائهم "وأطيعوا أولي الأمر منكم" حتى لو كان اولو الأمر سفاحين وطغاة وجهلة

خلافنا ليس مع شرائع الرسالات السماوية فهدف ولون وطول وعرض وامام وخلف هذه الرسالات واحدة، جميعها تلتقي حول محور واحد وهو الدعاء والمطالبة بتوفير الخير والمحبة والسلام والعدل ومنع الحروب ولأجل الشفاعة للجميع، خلافنا هو مع بعض رجال الدين - خاصة السلفيين - الذين سخروا أنفسهم أو هناك من سخرهم لاستغلال هذه الرسالات لقهر الانسان وتعذيبه، بدلا من اطلاق حريته وخياراته كما تطالب هذه الرسالات.

باسم الله وباسم رسله وشرائعه يستغلون الشعوب ويصنعون من الآيات والاحاديث والرواة والاقوال غطاء لحكم الشعوب والكبت على أنفاسهم، وهم في الحقيقة مرتزقة في افكارهم ونواياهم بعيدة عن الشرائع والحق والاحكام العادلة.

خلافنا مع هؤلاء الذين جعلوا من انفسهم اولياء على البشر، باسم الدين وبعض الآيات القرآنية والاحاديث عانقوا الحكام وتمرغوا تحت اقدام الانظمة السياسية وأضافوا الى ظلم الحاكم وفساده الغطاء القدسي ورددوا لكي يقنعوا الشعوب بدهائهم "وأطيعوا أولي الأمر منكم" حتى لو كان اولو الأمر سفاحين وطغاة وجهلة واعداء التقدم والتطور، ينهبون ثروات شعوبهم ويفتحون الزنازين ويدفنون الأحياء ويدمرون الارض ويزرعون التخلف وغيرها.

هذا ما يفعله رجال الدين الذين يحيطون بحكام السعودية والمغرب والاردن ونعاج الخليج الذين يرونهم وهم يوقعون على مطالب امريكا بذلهم وانبطاحهم وتآمرهم، يريدون ان يكون المواطن كالبعير اذا ربطت رسنه في ذيل قط فأنه يتبعه دون تردد، يريدون من شعوبهم ان يكونوا تابعين وخدم و- بصمجية - ليس من حق أحد منهم ان يستنكر أو يتألم، يريدون ان يقضي المواطن حياته وهو يطوف حول كعبة استبدادهم وسيطرتهم، ولا يترددون في دعم الحاكم ومساعدته في البقاء في استبداده.

قال سارتر "الجحيم هم الآخرون" هؤلاء الآخرون يريدون من السلطة الدينية دائما أن تسبق السلطة المدنية، لا يؤمنون بأنه حان الوقت للفصل بين الدين والسياسة، كما هو متبع في دول الغرب، لأن هدف كل منهما يناقض الآخر، السياسة تكاد أن تساوي بين المواطنين، أما دين هؤلاء السلفيين - السفاحين - فلا يساوي بين المواطنين لأن فتاوى التكفير عندهم جاهزة، ولا يريدوا أن يؤمنوا بأن قضية الخلافة فكرة مستحيلة في عصرنا.

ما يريده هؤلاء ان يبقى الانسان العربي محتلا مثلهم، فيه مناطق احتلها الرعب ومناطق احتلها الجوع ومناطق احتلها اليأس، يريدون ان يبقى المسلم بين خيارين إما الحذاء العسكري واما اللحية والعمامة، الدين بالنسبة لهم لا يعني الحرية المطلقة والعبادة الروحانية، الدين بالنسبة لهم الجهاد ضد الجسد والجهاد ضد المرأة وتعدد الزوجات والجهاد من اجل حصر العقل وحبسه ومنعه من الانطلاق، لقد تنكروا لقول الفيلسوف العربي ابن خلدون (الاسلام كان يحمل دائما بين تعاليمه بذار الحضارة ولقاح المدنية).

اليوم وسوريا مهددة من عدوة البشرية ومهد الارهاب امريكا ورئيسها اوباما رغم وقوف العالم الى جانبها من الفلبين شرقا الى البرازيل غربا،هذا التهديد يذكرنا بما قاله الشاعر اليوناني هوميروس عن بلاد الشام قبلة حضارة الشعوب ومهد الآخاء الديني ومهد الخليفة عمر بن الخطاب ومعاوية وشاعره الاخطل، فقد صرخ هوميروس (من يمسك الشام وبلاد الشام يمسك ثلاثة ارباع العالم).

على ما يبدو بأن السفاح الامريكي الجديد اوباما عرف اهمية هذا القول منذ ان شارك في المؤامرة على سوريا، فأخذ يعيش مع عقدة اسمها سوريا التي تصدت لجميع المشاريع الإستسلامية وكانت دائما حلقة الوصل التي تقرر كثيرا في استقرار المنطقة وبأن سوريا هي مفصل المقاومة، فقد دعمت المقاومة العراقية وهددت امريكا بضربها اكثر من مرة، كما وقفت الى جانب الثورة الايرانية لأن هذه الثورة كانت ولا تزال سكينا في خاصرة امريكا واسرائيل والرجعية العربية، وقفت في وجه الزحف الإخواني الذي حاول اردوغان تصديره من تركيا، كما وقفت ولا تزال الى جانب جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وتوجت مواقفها في دعم المقاومة اللبنانية رغم الضغوط والتهديدات والاستفزازات التي تعرضت لها من الرجعية العربية واسرائيل وامريكا وغيرها، وقفت الى جانب ثورة الثلاثين من يونيو في مصر.

هذه هي سوريا التاريخ والحضارة التي ساندتها غالبية شعوب العالم وقواها الرافضة للعدوان، ربما كانت اول دولة تحظى بهذا الاجماع من التعاطف الروحي السماوي من الحبر الاعظم في روما فخصها بقداس كان بمثابة رسالة تاريخية سياسية الى اوباما وحلفه العدواني الاجرامي، الاشعاع الروحاني الذي انبعث من القداس في حاضرة الفاتيكان هز المشاعر وخفف من الحزن والكآبة والخوف في نفوس الملايين الذين شاهدوه في جميع انحاء العالم وخاصة من ابناء الشعب السوري.

ان احدأ لن ينسى هذه المواقف الانسانية التي قدمها الحبر الاعظم في زمانها ومكانها ولعلها تكون بردا وسلاما على النيران الذي يعدها اوباما لحرق اطفال سوريا.

السؤال الذي يطرح نفسه الم يخجل القرضاوي ومعه كافة شيوخ الفتنة والضلال والى جانبهم مفكرو النيتو عندما شاهدوا القداس واللفتة الروحانية التي خصصها الحبر الاعظم لسوريا ؟ شتان ما بين الحالتين الحبر الأعظم توسل الى الخالق بحماية سوريا بأطفالها ونساءها وممتلكاتها وكل شيء فيها..!! اما القرضاوي وجوقته ممن يسمون انفسهم علماء المسلمين فقد حللوا سفك دماء العراقيين ومن ثم الليبيين والسوريين كما حللوا سفك دماء عناصر الشرطة والقوات المسلحة في مصر لانهم طهروا ارض الكنانة من دنس عملاء امريكا المتطفلين المنافقين.

نقول للقرضاوي ومفكر النيتو القابع في قطر في كنف ابن حمد الجديد والذي كان من اوائل المحرضين على سوريا.. ابشروا.. ها هي حليفتكم امريكا تستجيب لتوسلاتكم وسوف تثلج صدوركم وتشبع غرائزكم بذبح المزيد من الضحايا وتدمير

سوريا التاريخ، وسلطان باشا الاطرش وابراهيم هنانو وعدنان المالكي ومشيل عفلق واكرم الحوراني وشكري القوتلي وغيرهم من رجال ونساء سطروا القيمة الحقيقية للدولة السورية الحديثة.

لقد بالغت امريكا باطاعتكم وتنفيذ رغباتكم أيها المحرضون فهي لم تعد تكتفي بتقديم السلاح للإرهابيين الذين تعتبرونهم ثوارا، فقد قررت ان تقوم بما يقوم به الارهابيون مباشرة وعلى الطبيعة.

يستطيع القرضاوي ان يُحنّي ذقنه بدماء الاطفال، ذلك الاحمر القاني الذي سال كثيرا فوق شوارع وطرقات وساحات ومدارس سوريا، يستطيع مفكر الناتو وسائس سياسة قطر والجزيرة الفاسدة العودة الى استوديوهات عشيقته ويبدا مشوارا جديدا من الثرثرة وابداء الطاعة، سوف تغرقه قطر بالأوسمة وشهادات البراءة، ولا نستبعد ان تصله جائزة من جوائز الملك فيصل كما وصلت الى زميله بالتحريض على سوريا الشيخ رائد صلاح.

سوف يرقص القرضاوي وحليفه الشيخ الامير عزمي بشارة على وقع هدير الطائرات الامريكية في الدوحة، وسوف يرقصون اكثر على اصوات وصراخ وعويل الايتام والثكالى في سوريا، كما رقصوا من قبل على انين ضحايا العدوان على العراق وليبيا.

تبا لكم..!! العدوان على سوريا سوف يقذفكم الى مزابل التاريخ.

14/9/2013







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com