![]() |
|
أدولف درويش - سهيل عطا الله
ما أروعَها من أسماء عندما تعكس طبيعة مسمَّياتها نصًّا وروحًا. مشكلتنا نحن عرب هذه الأيام الغريبة العجيبة أننا نُوطّف اسماءنا ونُطلقها أوسمة كاذبة خادعين بها أنفسنا لتلميع مسالكنا بالزيف وكاذب البلاغ.
دعونا نذكر بعض أسماء الفصائل المتعاركة المتناهشة فوق الاراضي الدمشقية لنجدها تعبث بفكرنا وبمصداقية أصحابها. يزعمون أنهم في ساحات الوغى رغبةً في الاصلاح والصلاح فيطلقون مليشياتٍ تحمل اسماء اسلامية دينية لتدمير ديار الاسلام وقتل المسلمين قبل غيرهم من غير المسلمين. يطلقون مسمّيات اسلامية على حركاتهم الارهابية والاسلام السمح الكريم بريء منهم.. من أقوالهم ومن أفعالهم. لنُمعن النظر في هذه الاسماء: جبهة النصرة، جيش الاسلام، أحرار الشام، صقور الشام، أنصار الشام، جيش المهاجرين والانصار، الجيش الحر، احفاد الرسول وغيرها وغيرها من أخوات القاعدة وداعش ومن هذه مجموعة نور الدين زنكي: هذه المجموعة التي أخرجت مؤخرًا طفلا مريضًا من مشفاه ليذبحه الجزارون العتاة بجريرة تعاونه مع مناصري الأسد الذين يقاتلون ويستشهدون لإبقاء بلاد الشام موقعًا للتآخي ورغد العيش بين أهلها على اختلاف انتماءاتهم. ألا يخجلون من سيرة النبي الكريم ومسالك صحبِهِ الاتقياء الانقياء؟! ألا يخجلون بزعمهم أنهم يقاتلون تحت راية القائد المسلم العظيم نور الدين زنكي؟! بأسمائهم التي تنثر حروفها طيبًا وتاريخًا متألقًا يتسترون على عورات وموبقات ستلطّخ اذا ما استمرت تاريخنا الى أبد الآبدين. في قتلهم للابرياء وتدمير التاريخ ونبش قبور الادباء والاولياء يلطخون أسماء اختاروها خدعة لخداع الناس في ديار العرب المسلمين! عجبي ان لعبة الاسماء الكاذبة تدخل بِلَغْوها ولعنتها أفئدتنا وأذهاننا كأفراد فنقرأ بعد إخفاق الانقلاب في تركيا عن مواطن من فلسطينيي الداخل وآخر من غزة هاشم يسميان وليدَيهما تيمنا باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. أتساءل أولا هل جاءت هذه التسميات التركية العربية بعد ما قرأناه عن القائد العثماني المعاصر الذي أغلق مؤخرًا آلاف المدارس وعشرات الجامعات ومكاتب الجمعيات الانسانية اضافة الى قمع واعتقال وسجن آلاف الاطباء والعسكريين والعمال وعمداء الكليات ومئات الصحافيين والصحافيات؟! والسؤال الثاني: بماذا يختلف عشاق التسميات الكاذبة هذه عن وزير أمن دولة اسرائيل الذي حوّل اسم (محمود) الى (ادولف) و (درويش) الى (هتلر) ليصبح شاعرنا الفلسطيني العظيم نازيًّا كارهًا للشعوب والانسانية جمعاء؟! عن موقع الجبهة 23/8/2016 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |