يوم الأرض، بإصرار وامل


تحيي جماهيرنا العربية وسائر الشعب الفلسطيني ومعهم أحرار العرب والعالم كله الذكرى الاربعين ليوم الارض الخالد، مأثرة هذا الجزء الفلسطيني الحيّ الباقي في وطنه، والمصرّ على التجذّر والتقدّم بكرامة وجبهة مرفوعة.

النظرة الى 30 اذار 1976 تترك في العقل والقلب حزنًا وفخرًا معًا؛ الحزن على الشهداء والجرحى وأهلهم – وكل جماهيرنا أهل لهم – والفخر بأن ذلك الجزء من شعبنا الذي تعرّض لبطش المؤسسة الصهيونية الحاكمة ولجور كثيرين من "ذوي القربى" ممن نسوه أو خوّنوه، كان من طلائع الذين انتفضوا، ليس على وحش المصادرة والنهب فقط، ولا على سياسة الترهيب والتمييز العنصري فحسْب، بل على نفسيّة الهزيمة التي لحقت بالشعوب العربية منذ 1967 وقبله.

لقد ارتفع منسوب الغطرسة والاستعلاء لدى حكام اسرائيل وأذرعهم السلطوية، فظنوا ان هذه الجماهير انكسرت شوكتها وانحنى ظهرها. رفضوا الاصغاء الى الرسائل الواضحة التي أطلقتها هذه الجماهير على مدى شهور طويلة قبل يوم الأرض، بقيادة وتنظيم الحزب الشيوعي؛ واعتقدوا ان اوامر المصادرة لا تحتاج سوى الى أختام سيكون بمقدورها كم أفواه المواطنين العرب! ظنوا واعتقدوا ولكنهم توهموا وفشلت حساباتهم؛ أفشلتها شجاعة وصمود وإصرار وإباء الجماهير العربية الفلسطينية التي قرّرت وفعلت: بالمواجهة نذود عن الأرض وعن الكرامة القومية والانسانية.

هذه السنة تعود ذكرى يوم الأرض بعد أربعة عقود وجماهيرنا تقف في خط المواجهة لصد مشاريع نهب أرض النقب، لوقف مواصلة السلطة محاصرة بلداتنا قي مخططات ومسطحات تحوّلها الى معازل خانقة، لمواجهة ودحر العنصرية المتفشية كسرطان رسميًا وشعبيًا، ولتشديد القبضة على تراب الوطن وعلى أفق التطوّر والأمل في أرض الوطن الذي لا وطن لها سواه.

عاش يوم الأرض الخالد، أبهى وأسمى ملامح نضال جماهيرنا العربية الفلسطينية.

عن موقع الجبهة
30/3/2016




® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com