فلتخرس أصوات الحكم العسكري!

هذا كلام ليس موجهًا فقط الى مسؤولين رسميين اسرائيليين يريدون إعادة جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في وطنها، الى تلك الفترة الظلامية المظلمة؛ بل يوجّه أيضًا وبالقدر نفسه الى أصوات عربية (قليلة) تحاول إعادتنا الى هناك من خلال تسويق التوجه الانهزامي الواطئ القائل: علينا الاهتمام بمصالحنا المادية والابتعاد عن الانخراط النضالي الاحتجاجي دفاعا عن حياة وحقوق وكرامة أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني.

تلك الأصوات الذليلة تقوم بالكذب لغرض تكريس توجهاتها التي تخدم السلطات الاسرائيلية، فيما يشبه عمالة مجانيّة. فهي تقول عمليًا إن من يشعل احتجاجاتنا السلمية بالنار والتخريب والعنف هم شبابنا – بدلا من النظر ببساطة وشجاعة الى المعادلة المنهجية: في كل مرة وقع فيها عنف تلاه تخريب، كان من فجّر الأمر عنف الشرطة الاسرائيلية المبيّت والمقصود. ففي كل مرة ظلّت العقلية والقوة البوليسية بعيدة عن مواقع احتجاج جماهيرنا، كانت تنتهي الأمور بهدوء ونظام ليبقى الاحتجاج سلميًا كما أُريدَ له. ولكن حين تعمي الغطرسة الرؤوس البوليسية وسادتها، تنفجر الأمور.

ونشدد هنا: نحن نرفض أي تخريب يطال ممتلكات أهلنا الخاصة والعامة. نرفض هذا تمامًا. ولكن هل هذه هي سمة الاحتجاجات فعلا، أم سلوك لأفراد قلائل؟ فلماذا التشويه وصبغ كل احتجاجات جماهيرنا بهذه الممارسات الفردية السلبية، كما تروّج الأمر ألسِنة من تحوّلوا الى مدجَّني سلطة متزعّمين في غفلة الزمن والوعي (وأحيانًا بسبب أخطاء شركاء في النضال أيضًا!)؟

ليكن واضحًا ومفهومًا ومعلومًا: إن جماهيرنا العربية الفلسطينية تحرّرت بالنضال والتضحيات من نفسيّة وعقلية الحكم العسكري البغيض؛ ورمت محاولات تكريسها ومكرّسيها وراء ظهرها، بل تحت أحذيتها.. ومن سيحاول إعادة جماهيرنا الى هناك سوف تعامله بالمثل. فأبواب الحوار والنقاش والاختلاف يجب أن تظل مشرّعة على أفسح مساحة ممكنة، بكل جدية وعمق واحترام، ولكن هذا لا يمكن أن يعني أبدًا الكذب والنفاق والتذلّل للظالم وتشويه نضال جماهيرنا وهويتها وأخلاقها ومصالحها الحقيقية.

مَن يريد خدمة السلطان فلينقلع وحيدًا الى ذاك العار، لكن جماهيرنا لن تسمح له ولا لأسياده بجرّها معه الى تلك المزبلة!

عن موقع الجبهة
19/10/2015





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com