عودة الى مقالات - بقلم صاحب الموقع


الكلمة التي القيت: في يوم التضامن العالمي
مع اللاجئين الفلسطينيين

باسم جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين أحيّيكم

تحية العودة...

في ذكرى مذبحة دير ياسين، وكل المذابح التي ارتكبت بحق شعبنا على ايدي العصابات الصهيونية، وعلى ايدي الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة نلتقي اليوم السابع من نيسان على ارض مدينة الناصرة قلعة الصمود وعاصمة جماهيرنا العربية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين.

إن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين دعت الى هذه المسيرة النضالية، ملتحمة بذلك مع عشرات المسيرات والفعاليات في مختلف عواصم العالم وذلك نصرة لحق اللاجئين والمهجرين في العودة الى وطنهم، الى اراضيهم وديارهم.

وبهذه المناسبة، نرفع اليوم صوتنا عاليا تضامنا مع شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من جمر الاحتلال... لاكثر من نصف عام وهو يقوم بانتفاضته المباركة ويتصدّى ببسالة لضراوة المحتلين ورصاصهم الموجه الى الصدور والقلوب.. قدّم خلالها مئات الشهداء منها 13 شهيدا من جماهيرنا العربية في الداخل، والالوف من الجرحى والمعاقين والمعتقلين.. هذه الانتفاضة التي اندلعت من اجل كنس الاحتلال وازالة المستوطنات، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف... وتحمل في طياتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إن حكام اسرائيل اوغلوا في ممارساتهم الهمجية والعنصرية في محاولة لقمع هذه الانتفاضة تمثّلت بقتل الفلسطينيين واغتيالهم، وتدمير بيوتهم ومزارعهم، وحصارهم وتجويعهم، ولقطع الطريق على شعبنا العربي الفلسطيني بحقه في تقرير المصير وعودة لاجئيه. ولكن شعبنا الجسور، سيبقى يمارس صموده الاسطوري في وجه المحتلين الغاصبين، حتى الحرية والاستقلال وعودة كامل حقوقه اليه..

أيها الأخوة والأخوات،

منذ النكبة 1948، هذا العام المحفور في القلوب وعلى جدران التاريخ وشعبنا العربي الفلسطيني يتعلق بأهدابه بحق العودة الى ارضه التي شُرّد عنها قسرًا تحت تهديد السلاح والقتل والمجازر، ولاقى خلالها من العذابات الوانا.. هُدمت قراه وصودرت املاكه واراضيه وحطّ رغما عنه في مخيمات اللجوء وديار الغربة او بقي مهجرا قسرا في الوطن.. لاجئون ومهجرون من 530 قرية ومدينة وتجمع تحولوا من شعب بأرض الى شعب بدون أرض.. يحملون آلامهم وآمالهم طيلة كل هذه العقود، يناضلون بصلابة ويقدّمون التضحيات الجسام من اجل العودة الى الوطن، الى اراضيهم وديارهم وحقولهم وكرومهم وبيّاراتهم..

لقد راهن الصهاينة منذ البداية ومن لفّ لفـّهم من الامبرياليين على:

"أن الكبار يموتوت والصغار ينسوْن"

وتذوب قضية فلسطين.. حسبوا اننا كالهنود الحمر يمكن ان نتلاشى ويطوي الزمن قضيتنا الى الابد.. ولكنهم فوجئوا ان الراية الفلسطينية تنتقل من جيل الى جيل، وان هذا الشبل من ذاك الاسد.. يتقن النضال، ويقدّم أمثولة تثير الاعجاب في البطولة والتضحية من اجل العودة، ومن اجل كرامته القومية والوطنية والانسانية..

وفي عمق الوطن، يبلغ عددنا اليوم نحن المهجرين ما ينوف عن ربع مليون مهجّر، نُمنع من حق العودة بالرغم من اننا نحمل الجنسية الاسرائيلية. نقيم مؤقتا في حوالي 80 قرية ومدينة بعيدين عن هواء وشمس مواطننا الاصلية، حيث يرقد الآباء والاجداد. لقد دمروا قرانا، وصادروا املاكنا واراضينا.. قلعوا التين والزيتون ودنّسوا بيوت الله من جوامع وكنائس وعاثوا فيها فسادا وحوّلوا العديد منها الى مقاهي ومواخير... كما وداسوا على حرمة المقابر وجعلوها مراتع للماشية.. وسنّوا ضدنا شتى القوانين العنصرية كقانون "الحاضر - غائب" لمنعنا من حق العودة. بنوا المستوطنات على اراضينا والباقي منها يحتفظون به مدًى حيويًا لأطماعهم. يلملمون المهاجرين من شتى زوايا الدنيا ويأتون بهم اليها، وأما نحن ابناؤها فتغدو امامنا أضيق من خرم ابرة. ان كل من يزور قرانا المهجرة يرى بأم عينيه عمق الجريمة التي حلت بنا نحن الفلسطينيين.

اننا نتمسك بحقنا في العودة، وحرماننا من هذا الحق يعتبر اعتداءً على المبادئ الاساسية للعدالة، ويُبقي الجرح نازفا.

واخيرا ايها الاخوة والاخوات، اننا نحذّر من التآمر والالتفاف على قضية اللاجئين والمهجرين من قبل حكام اسرائيل والقوى الامبريالية العالمية والرجعية، ورسالتنا بهذا الخصوص واضحة، فنحن ابناء الوطن الاصليين.. ولم نأتِ اليه من خلف البحار او نهبط عليه من السماء.. او نرطن بلغة جديدة.. وسنبقى ندق على جدران الخزّان كي يسمعنا العالم كله وتستفيق الشرعية الدولية حتى تطبيق القرار 194 الذي ينص على العودة والتعويض، والذي بدون تنفيذه وتنفيذ بقية القرارات الدولية ذات الصلة لن يكون هناك سلام..

اننا عشاق حرية، ومحبّو وطن.. وننشد تحقيق السلام العادل والشامل كي تعيش بظله بأمان وطمأنينة اجيالنا القادمة على هذه الارض الطيبة...

بصمودنا وايماننا الذي لا يتزعزع بقضيتنا، سننتزع الفجر من عتمة الليل. ولنا بذلك خير سند بشعبنا وكافة هيئاته السياسية وأطره الوطنية والاهلية، وبالقوى الدمقراطية التي تؤمن بحقنا وبكل قوى الخير وأصحاب الضمير في العالم الأوسع...

* نعم لزوال الاحتلال.

* نعم لحق تقرير المصير لشعبنا العربي الفلسطيني.

* نعم لعودة كافة اللاجئين والمهجرين الى بيوتهم وديارهم..

ومعًا على درب النضال من أجل العودة



(وجيه سمعان)
7 نيسان 2001





® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com