|
في الحادي عشر من شهر اذار الجاري, التأم جمع من المهجرين العرب داخل الوطن منذ عام 1948, بدعوة من لجنة المبادرة للدفاع عن حقوق المهجرين في "اسرائيل",
وانتخبت لجنة متابعة لجمع شملهم والنهوض بقضيتهم والسير بها في دروب الكفاح والأمل, من اجل حقهم في العودة الى قراهم واراضيهم.
في الحقيقة, وخلال هذه الفترة الطويلة عاشت قضية هؤلاء المهجرين الفلسطينيين في ضمائرهم, وفي لب وجدانهم... وما جرى لهم لا يزال حيا قويا في الذاكرة, لم يستطع مرور الزمن ان يمحو اي خط من تلك الخطوط التي تعود بهم الى مرابع الطفولة والصبا, الى ارض الآباء والأجداد... وينتقل هذا الحب, وهذا الوجد من الأب للولد, والى ولد الولد ...ولم تخل هذه الفترة من محاولات, وكفاحات عدة دقت باب العودة ان كان باندفاعات فردية او بواسطة لجان محلية, تنم كلها عن مطالبة بحق, ورغبة جامحة في الرجوع الى احضان الوطن...لكن الباب ظل موصوداَ... ظلم وطغيان... نُجلى عن قرانا بالقوة, وتهدم بيوتنا وتصادر اراضينا, تنتهك مقدساتنا ونفرق أيدي سبأ, احيانا بحجة من الأرض واخرى بحجة من السماء ...قانون هنا واسطورة هناك... أملاكنا, تعتبر ملكاً للدولة وغيرنا يرتع فيها...تتسع للغير, ولنا تغدو أضيق من خرم إبرة؟ وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لا زالت معلقة على مشجب, ان العدل لا يقبل هذا, ولا المنطق...اننا بحقوقنا نتمسك, واوطاننا ستبقى معلقة في قلوبنا الى اخر الزمان. من منا نحن المهجرين, لا يذكر بلده كل يوم مائة مرة, ويحلم بها الف مرة؟ من منا لا تنتابه الغصة كل ما مر قرب بلده ولم يستطع الوصول اليها؟ من منا لا يحن الى حبة تراب او الى حفنة ماء من نبعة ماء؟ او الى حبة زيتون؟ من منا لا يود ان يلمس حجرا هنا وصخرة هناك؟ من منا لا يحسد عصفوراً يتفيأ في حضن شجرة ونسيماً يلاطف خد غصن؟ من منا لا يتمنى ان يكون له ولو مرقد عنزة في بلده او يدور دورة على بيدر؟ من منا لا يتلوع لصوت الناي او رنة المعول؟ وماذا عن العتابا والاوف تخرج من طي الصدور وتنقلها شفاه الاثير لتعانق كل شيئ هناك؟ ان كلا منا يود لو يكحل عينيه بثرى بلده. انه يحق لنا, نحن ابناء هذا الوطن, ان نرجع الى قرانا و "نعمرها" , والجمر الذي في القلوب يدفعنا الى هذا الهدف الحق, السامي النبيل. فما من شيئ أنبل و أثمن من التشبث بالوطن والدفاع عما تركه الاباء والاجداد امانة في اعناقنا , ولن ننسى, ان العديد من والداتنا ووالدينا اطبقوا الجفنين وحنين العودة يرقد في قلوبهم. ولنا في وحدتنا قوة, ومشعل يهدينا في الطريق , ومع اللجنة , والى جانبها وبالالتفاف حولها , وبنصرة اهلنا في الوطن وكل قوى الخير, خير حافز لنا للسير على هذا الدرب نحو هذا الهدف الإنساني النبيل. وستبقى قضيتنا في اللب من القلب, وفي قبضة الجفن, حتى يتمكن اخيراً ان يرجع كل حسون الى وطنه... وجيه سمعان ابن سحماتا 29/3/1995 نشر في صحيفة الاتحاد include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |