|
مدينة الرملة في القلب..! - شاكر فريد حسن
في هذه العجالة سأتحدث عن مدينة الرملة، عبق التاريخ والحضارة،التي تعني للفلسطينيين معنى ورمزًا لمأساة النكبة، وحق العودة الذي لن يسقط أبدًا.
تعتبر الرملة من أقدم واعرق المدن الفلسطينية التاريخية، سميت بهذا الاسم نسبة للرمال، التي كانت تحيطها من كل جانب. أسسها الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وشكلت بعد تأسيسها موقعًا استراتيجيًا، وقد ازدهرت فيها الحركة العلمية والثقافية، التي ساهم فيها رهط من أبنائها ومثقفيها. ومن أشهر آثارها قصر سليمان بن عبد الملك، الذي تحول إلى حديقة للبلدية، وكنيسة مار يوحنا المعمدان، التي تحولت إلى مسجد في زمن السلطان العثماني محمد رشاد، والجامع الأبيض (جامع النبي صالح) الواقع في البلد القديم، الذي يعود بناؤه الى العهد الاموي في فلسطين، وأمر ببنائه الخليفة عمر بن عبد العزيز سنة 720هجرية ولم يبق منه سوى مئذنته الكبيرة. بالإضافة إلى بركة العنزية، التي يعود تاريخها الى سنة 172هجرية، ويقال انها بركة الخيزران، التي شيدتها زوجة المهدي، وكذلك ضريح الفضل بن العباس، وقبر بنت جعفر السنداوي. اما أبرز مساجدها وجوامعها على مر العصور والأزمان فهي : جامع حذيقة ابن اليمامة بحي النصارى، وجامع المغاربة، وجامع العمري، ومسجد الرملة / جامع الزيتون، والجامع الكبير. ومن الرملة ومعطفها خرج العديد من المثقفين والمفكرين والمبدعين، ومن ابرز الشخصيات الثقافية التي ولدت وعاشت فيها :كشاجم الرملي، وأبو حسن التهامي،وابن رسلان الرملي، وسليمان التاجي، وعبد الرحمن الكيالي،وعيسى السفري، ويوسف الغصين، والشاعرة سهام داود صاحبة ديوان "هكذا اغني" وغيرهم الكثيرون. أخيرًا تبقى الرملة شاهدًا على النكبة، وخالدة في الذاكرة والوجدان وفي صفحات التاريخ الفلسطيني، ولن يستطيع الزمن محوها أو اقتلاعها من عقل وخيال وقلب الفلسطينيين في كل مكان، وكل زمان. 24/7/2014 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |