كلمة البداية عن سحماتا بقلم صاحب الموقع من وحي سحماتا شعر وخواطر من اعماق الذاكرة رسائل خرائط أفلام وأغاني نسمات من الوطن سُحماتا.. صدى الفراغ وهاجس الزمان البوم صور مقالات ودراسات أدب وفن ألوان منوعات أغانٍ وطنية وتراثية كلمات عن الراحل وجيه دفتر الزوار English Section Hebrew Section

عودة الى ألوان صفد..من يكتب قصتك؟ من يروي حكايتك؟ - سعاد نصر / مخول كل شيء هنا صامت.. في صفد.. في مدينة الأشباح والأرواح.. الجميع في توحد وتأمل.. لا احد يعرفك ولا احد يسمعك.. الجميع هنا غرباء... لا تقطعوا حبل تأملهم ولا تزعجوا زمام توحدهم.. ولا تقلقوا راحة قلوبهم ليطهروا نفوسهم.. ويغسلوا أرواحهم وضمائرهم.. المدينة خاوية من سكانها.. 66عاما مضت.. ولم يبق احد يحرس الأطلال.. لا مجال للفرح هنا.. والصمت كئيب.. والحسرة موجعة.. لم يعد هنالك باعة في سوق المدينة.. ولا في ساحة السوق ولا في الحوانيت.. مآذن المدينة الخمس صامتة.. وان بقيت المآذن لم تبق المساجد.. عدد كبير من البيوت في البلدة القديمة تحوَّل الى فنادق.. وبيوت للضيافة.. كل فارس استولى على مجموعة من البنايات او العقود.. تتنافس هنا الأسماء :عزبة كارو.. البيت في العتيقة.. قصر دومين... جمل الرمان.. روت رمان.. بيت يعقوب وأسماء عديدة أخرى.. بعضها مستوحى من طابع المكان.. والبعض الآخر من التوراة... البيوت والطرقات مرمَّمة تلبس حلة بيضاء.. على كل بوابة هنا..م علق احد الأسماء.. لا شيء هنا حقيقي.. كل شيء هنا كاذب... قد تكون بعض الأسماء وهمية...وقد تكون بعضها جزءًا من أسطورة..وغربة المكان..كل شيء هنا في غربة ولا علاقة بين الأشياء.. تحضرني قصة احدب نوتردام للكاتب العالمي فكتور هوغو.. والتي استوحى فكرتها من كلمة يونانية تعني "القدر".. رآها منحوتة على احد أبراج الكنيسة.. المحاطة بالتماثيل.. وعندما زارها ثانية بعد عدد من السنين لم يجد الكلمة ولم يجد أثرا لها... اين نحن من كوازيمودو.. وازميرلدا.. وثورة الضعفاء والمساكين.. هل تحولنا إلى أصنام وتماثيل... من يكتب قصة صفد بعد ما تبدلت الكلمات والطقوس فيها؟ ولم يعد لها اي أثر.. وهل هذا قضاء وقدر؟ متى تخرج المدينة من ظلمتها؟ متى نخرج من ظلمتنا.. ومن هذا الظلم المخيف؟ حارس يقف على بوابة احد الفنادق التي تفترش عددا من البيوت والأحواش.. ندخل إلى الفندق.. عدد من الأشخاص يجلسون في أروقة الفندق.. ينتابني شعور بانها أشباح.. ليس هنا أي شيء حقيقي.. من خلف احد الشبابيك يظهر حوش جميل.. محاط بعقود وأقواس.. ماذا تفعل الأشباح في عقر هذه الدار؟ أتقدم إلى موظف الفندق وأسأل عن خريطة المكان.. لعلني اجد شيئا عن حقيقة وتاريخ البناء.. لا اثر للأسماء من ماضي المكان.. ليس هنا أي شيء حقيقي.. أتلمس نفسي واخرج.. الى الفضاء.. كل شيء صامت في مدينة الأشباح... هل هذا هو قدر؟ من يكتب قصة صفد؟ من يروي حكاية صفد؟ *مخططة مدن ورسامة تشكيلية مديرة المركز الهندسي للدراسات والتخطيط- حيفا 7/6/2014 عودة الى ألوان