|
الناصرة ـ «القدس العربي»: طيلة عقود كثيرة اعتاد الأديب الفلسطيني حنا أبو حنا على البحث بـ»فتلة وسراج» عن خير جليس في الزمان فيقرأ ويغني به مكتبته الخاصة حتى باتت عامرة وتضاهي المكتبات العامة.
أبو حنا(87) المقيم في مدينة حيفا ما زال يرى بالكتاب خير جليس وصديق رغم مشاكل النظر بطبيعة الحال لكنه يسعى منذ سنوات كثيرة للترويج لقيمة القراءة في مجتمعه ولدى أمة إقرأ. بعمل ذلك من خلال مجمل محاضراته وفعالياته الثقافية الواسعة التي توّجها بتأليف كتاب «جحا يعلّم حماره القراءة» المعد للطلاب ويهدف لتشجيع القراءة. ويوضح أبو حنا لـ «القدس العربي» أنه يسعى لتشجيع الجيل الصاعد على القراءة بأسلوب رشيق وظريف مستعينا بالنكات والنوادر والنهفات المستمدة من التراث وبعضها من نتاجه وتطويره. في واحدة من هذه النكات يقول أبو حنا إن طفلا احتفل بعيد ميلاده وردا على أسئلة شقيقه حول هدايا أترابه له بهذه المناسبة قال: تلقت من فلان كذا ومن فلان كذا أما صديقي سعيد فأهداني كتابا جميلا. شقيقه الذي أخذته الدهشة دعا شقيقه لـ «الانتقام بواسطة» خازوق « كبير لصديقه هادي الكتاب»: «في عيد ميلاده أهديه له قاموسا»! ويشكو أبو حنا من عزوف مجتمع اليوم عن قراءة الكتب بخلاف «أيام زمان» ويستذكر حصة المطالعة الأسبوعية الإلزامية في الكلية الأورثوذوكسية في حيفا التي عمل بها معلما ومديرا في الفترة 1959 حتى 1987. وردا على سؤال حول تنازل المرء عن مئات من الكتب وأكثر جمعها طيلة عقود وسدد ثمنها يقول أبو حنا إن مكتبته رأس ماله لكن الأيام تتقدم به فوجد من المناسب التبرع بها للكلية الأورثوذوكسية في حيفا وقد مهرت كل الكتب التي تبرعت بها بتوقيعي. وكان أبو حنا يحتفظ بكل الكتب الصادرة في فلسطين في الفترة بين 1848 و 1948 وهي الأخرى تبرع بها وأهداها لمركز «مدى الكرمل» للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا. أبو حنا الذي شرع بمهمة التعليم في مدارس فلسطين 1947 استجمع آلاف الكتب بعد «فترة قحط» أعقبت النكبة وفيها سرقت وصادرت السلطات الإسرائيلية بالخميسينيات من القرن الماضي الكتب العربية. أبو حنا الذي وضع سلسلة كتب (مذكرات: ظل الغيمة، خميرة الرماد ومهر البومة) في السيرة والأدب والتراث واللغة العربية شخصيا ثمن هذا الحصار السياسي والثقافي وهو يستذكر اليوم تلك الأيام «وقتها شهدنا مرحلة قاسية جراء محاصرتنا وقطعنا عن حضن الوطن العربي وصادروا الكتب العربية من المكتبات والمنازل المتبقية وكان بعض المثقفين الناجين من التهجير يستعيرون الكتب مني وبعضها لم يعد لأحضاني بعد». لكن أبو حنا احتفظ بعشرات الكتب وأبقاها قريبة من اليد والقلب وهي كتب تلقاها كهدية وموقعة بأسماء أصحابها ومنها على سبيل المثال كتب الراحل محمود درويش موقعة بخط يده ومذكرات شخصيات سياسية وثقافية عربية. كما يحتفظ بأمهات الكتب العربية والمراجع ربما يستعين فيها لإنجاز دراسة بين يديه الآن حول الشعر الفلسطيني». ومع ذلك أهدى أيضا بعض هذه الكتب الهدايا مشترطا على المكتبة العامة في الكلية الأورثوذوكسية أن تقرأ في المكتبة وعدم إعارتها. 28/11/2014 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |