عودة الى أدب وفن

سنعــــود
للشاعر الفلسطيني : أبو سلمى عبد الكريم الكرمي


لعلها القصيدة الأشهر في الشعر الفلسطيني الذي ارتبطت ذاكرته بضياع فلسطين ، فاسم القصيدة الذي يوحي بحتمية الانتصار بعودة الغريب إلى أرضه ووطنه ، هذا التصميم لا يوحي به للوهلة الأولى ذلك التوجع اللامحدود للفراق ، بل ذلك الخيال السكن في فضاء فلسطين ، يحلق عند زيتونها ويجلس عند سهولها ، أسئلة الرفاق والاصحاب واحتراق الأيام في الشتات لا يثني من عزيمته بل يظل مبشرا بالعودة ، عودة كريمة تٌفتح فيها الأبواب ، وتٌذاب فيها القيود.


خَلعتُ على ملاعبها شـــــَبابي وأحلامي على خُضــرِ الرَّوابي
ولي فــي كُلِّ مُنعَطَفٍ لـــقاءُ مُوَشّي بالســَّلام وبالعِتــاب
وما رَوَت المروجُ ســوى غنائي وما رَوّى الكرومَ سـوى شرابي
سلي الأفـُقَ المُعَطَّرَ عن جَناحــي شذاَ وصباً يرفُّ على السـحاب
ولي في غوطتيك هــوى قــديم تَغلـغل في أمــانيّ العــِذاب
وفـــي ((برداك)) تاريخ الليـالي كأني كنت أقــرأ في كــتابي
درجت على ثراك وملء نفســـي عبير الخـالـدين من الــتراب
ألمـلم من دروبـــك كل نــجم وأنثرة , أضــيء به رحـابي
وعدت إلى حــماك خيال شـعب يطوف على الطلول وفي الشعاب
أتنكرني دمشـق؟‍..وكان عــهدي بـها أن لا تـلوح بالســراب
أتنـــكرني ؟‍.. وفي قلبي سـناها وأعراف العــروبة في إهابي
أمالي في ظــلال الديار حــب شفيع صـــبابتي عند الحساب
فلســـطين الحــبيبة كيف أغفو وفي عيني أطيــاف العــذاب
أطهـر باســــمك الدنيا ولو لم يـبرح بي الهوى لكتمت ما بي
تمر قـوافل الأيــام تـــروي مؤامـــرة الأعادي والصحاب
فلســطين الحبيبة ‍.. كيف أحــيا بعيداً عن ســهولك والهضاب
تناديني الســـــفوح مخضبات وفي الآفــاق آثار الخضــاب
تناديني الشـــــواطىء باكيات وفي سـمع الزمان صدى انتحاب
تناديني الجداول شـــــاردات تســــير غريبة دون اغتراب
تنادينــي مدائــنك اليتــامى تنـــــاديني قراك مع القباب
ويســــــألني الرفاق ألا لقاء وهل من عــودة بعد الغيــاب
أجل ‍.. ســــنقبل الترب المندى وفوق شـــفاهنا حمر الرغاب
غداً ســنعود والأجيال تصــغي إلى وقع الخـطى عــند الإياب
نعود مع العواصــف داويــات مـع البرق المقدس و الشـهاب
مع الأمل المجنح والأغــــاني مع النســــر المحلق والعقاب
مع الفجر الضحوك على الصحاري نعود مع الصــباح على العباب
مع الرايات دامية الحواشــــي على وهج الأســــنة والحراب
ونحن الــــثائرين بكل أرض ســـنصهر باللظى نير الرقاب
تذيب الـــقلب رنـــة كل قيد ويجرح في الجوانـــح كل ناب
أجل !.. سـتعود آلاف الضـ حايا ضحايــا الظلم تفتح كل بـاب


المركز الفلسطيني للإعلام
18/9/2014







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com