والتُّهمَةُ... أنّنا نحِبُّ بعضًا!!? - مارون سامي عزّام


رأتنا إحدى نساء الحي نتكلم على انفراد في أحد الأزقة، وراحت بسرعة تنشر هذا الخبر "السعيد" بين نساء الحي... لا أدري كيف نسبت إلينا تهمة عشقنا لبعض، كل ما هنالك أنها شاهدتنا نتكلّم صدفة، هذا كل ما في الأمر، حتّى لو كنّا نحضّر لولادة حُبّنا سِرًّا، فهذا ليس شأنها... انتشر الخبر بسرعة، كانتشار الجرَاد على المحاصيل، وانقَضَّت نساء الحي على معرفة تفاصيل علاقتنا، ليتلفنها بكلامهن غير المنطقي.

أرضى أن أكُون مُتّهمًا مع سبق الإصرار والترصد، أرضى أن تُقدّم نساء الحي بحقّي "لائحة اتهام دسمة"، تحت بند "تجاوز حدود الجيرة"!!، أو حتّى يرجمنَني بكلامهن الجارح، وسط ساحة الاتّهام الوهمي!!، فهذه أروع تهمة يقدِّمنها بحقي، لأنّ علاقتي بتلك الفتاة، قائمة على الشّفافيّة التّامّة، وتبادُل الأفكار المنطقيّة، لنُزيل عن دربنا عوائق الشّكوك، بعيدًا عن الأسرار، أو التّظاهُر بالحُب، والنّوايا السّيِّئة.

نساء الحي صيادات ماهرات للشائعات، لا يتركن رشاشات ألسنتهن مكتومةً... دائمًا محشوة بالإشاعات المفبركة والمتنوّعة، يطلقنها بشكل متواصل علينا، كي يوقعننا كفَريسَتَين في شباك ظنون الغير... لا أريد أن نبقى أداة اتهام بين أيدي نساء الحي، بدأت أفتّش عنها، فلم أجد إلاّ كتاباتي الغرامية، التي اتّخذها النّساء دليلاً قاطعًا على حبّنا، فأنا أقبل بها، لأنها لن تخون الأمانة، لكن هيئة محكمة نساء الحي، الميدانيّة المفتعلة، لا تعترف بها كدليل، بما أنها تخصّني! دَعوُني أؤكد لكُنّ، أن هذه أشرف "جريمة" حب، بدون أن أتعدى على حُرمة التقاليد والعادات الاجتماعية.

أرفض أن يستغللن صمتنا المنضبط، كأننا غافلَان عن سماع تلفيقات النّاس، الذين جعلوا آذانهم تلتقط ذبذباتهنّ المزعجة!! من الأفضل ألاّ نظهر سويًّا، واحذري منهن، راقبي حركات عيون نساء الحي، وتمتمات شفاههن، التي تلاطمها بقوّة أمواج الأحاديث، لا تتأثّري بها أبدًا، فنحن جيران وأصدقاء. هؤلاء النساء، عقولهن متحجّرة، لا تؤمن بمثل هذه العلاقات المنفتحة، بل تؤمن بزمن كبت حريّة الفتاة.

أنتظر هدوء زوبعة شائعات نساء الحي، تأكدن لن تكون هناك مأساة حب أخرى مثل روميو وجولييت... لن أترك حبيبتي عالقة كالسّمكة بصنّارة الأقاويل، لأنّنا خلال أيّام سنُعلِن عن ولادة حبنا كاملاً، سالمًا من أذى إشاعاتكن غير المعقولة... فاسكتن أيّتها النّسوة عن التداول بمصير حبنا البريء من أي ذنب، لأنّنا أطلقنا مفرقعات أهازيج الفرح في كل أنحاء المدينة.

عن الاتحاد
23/11/2021






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com