عودة الى أدب وفن

"رمانك يا حبيبي"… احتفالية تراثية فلسطينية في كوبنهاغن
الباحثة نائلة لبس تواصل جولاتها مع "المهاهاة" والأورغ


الناصرة ـ ‘القدس العربي’ : حتى عندما ينقطع عن الوطن عميقا في المهجر لا يجد المغترب أفضل من التراث لإطفاء حنينه لمسقط الرأس والأهل ولعلاقتهم الاجتماعية التي شّب عليها. هذا ما تؤكده باحثة التراث نائلة لبس ابنة مدينة الناصرة في الداخل لـ ‘القدس العربي’ فور عودتها من زيارة للدانمارك بعدما شاركت في ندوة نظمها ‘البيت الفلسطيني’ في كوبينهاغن.

نائلة لبس (62 عاما) الخبيرة بالتراث الفلسطيني الغنائي عبرت عن فرحتها الكبيرة بنجاحها في إيصال رسالة جميلة ومفهومة عن التراث الفلسطيني الشعبي للجاليات العربية في كوبنهاغن، رغم فوارق اللهجات والعادات.

وتابعت ‘كان العراقيون والجزائريون قد ابتهجوا كالفلسطينيين واللبنانيين والسوريين لسماعهم مقطوعات ومعطيات عن تراث الغناء الفلسطيني في المناسات الاجتماعية المختلفة حتى دوت القاعة بالتصفيق فور سماعهم مقطوعة غناء بمرافقة عزف على الأورغ’.

ونوهت لبس الى أن الجمهور العربي الواسع المشارك في الندوة قد ردد معها الأغاني الشعبية التي أدتها خاصة الأغاني الشامية المعروفة في فلسطين بـ ‘النصراويات’ مثل ‘على الروزنة’ ‘ورمانك يا حبيبي’ وغيرها.

وتشير لبس إلى أنها ركزّت في محاضرتها، التي امتدت حتى منتصف الليل في كوبنهاغن،على نماذج ‘المهاهاة’ لإنها تحمل الكثير من المعاني والصور وتلائم مختلف المناسبات الاجتماعية مثلما تناسب أنواع الناس المشاركين فيها خاصة الأفراح.

والمهاهاة أغنية شعبية تتكون من أربع شطرات وتعرف بـ’الزغرودة’ وتقولها النساء في المناسبات.

وتحفظ لبس المئات من هذه الأغاني القصيرة (المهاهاة) عن ظهر قلب وتدونها بعد سماعها من الأمهات والجدات في الأرياف والمدن الفلسطينية منذ عقود.

ومن هذه المهاهاة المتميزة ببساطة وسلاسة كلماتها على سبيل المثال ما تغنيه النساء الفلسطينيات للشقيق الذي يكون الذكر الوحيد في العائلة بين عدة بنات:

خيّ كلمة خيّ ما أحلاها

ربي ما يحرم حدا إياها

ويا ربيّ تخليلنا شمعتنا

وتخلي لكل عين رجاها.

ولكونها ابنة الناصرة اهتمت نائلة لبس بتقديم أغان الناصرة ومنها مهاهاة تعبر فيها عن اعتداد صبايا الناصرة بأنفسهن:

احنا النصراويات غيّتنا جلالينا( أي الثوب النصراوي القديم)

نلبس الثوب ونطلع ع علالينا

يا حسرتك يا عزب يوم تلاقينا

بنهد حيلك وما تقدر تحاكينا.

كما قدمت مهاهاة ومردودات عربية منها مردودة:

ومن نين اعرفوا… حبي مارق خيّال’المعروفة في بر الشام وتغنى في الدبكات النسائية.

وتذكّر نائلة أنها كانت تقدم هذه المهاهاة بصوتها برفقة عزف على الأورغ وسط تفاعل كبير من المشاركين في الاحتفالية التراثية ومنهم سفير فلسطين في كوبنهاغن عمرو حوراني، سفير الجزائر عبد الحميد بو بازين وسفير العراق البرت عيسى ومندوب عن السفيرة المغربية رجاء غانم. وهناك تم تكريمها من قبل جهات فلسطينية وعربية مختلفة.

ونائلة هي ابنة عائلة موسيقية اشتهر والدها بالعزف على العود وكذلك بقية أشقائها ومنهم العازف الشهير د. نبيل عزام مدير فرقة ‘ميستو’ في الولايات المتحدة.

يشار الى أن نائلة لبس سبق ووضعت مؤلفات تراثية منها كتاب

أغاني الفولكلورية النسائية لمناسبة الخطبة والزواج، وقد طبع مرتين وتشمل الطبعة الثانية الصادرة في 2006 على 200 مردودة و360 زغرودة.

وكتاب ‘شامية وجاية من الشام’، وهو عبارة عن الأغاني النصراوية. وكتاب ‘يا ستي ويا ستي’ حول الأمومة والطفولة في الفولكلور الفلسطيني. كما ألفت كتاب ‘يا قريمشة ويا قريمشة’ وهو أغان للأطفال بطعم الفولكلور ويشمل 16 أغنية من تأليف نائلة لبس نفسها.

كذلك وضعت كتابا حول عين السوء بعنوان ‘ من معتقداتنا الشعبية في صيبة العين’، وكل من هذه الكتب يرفق بأسطوانات بالأغاني بصوتها.

8/4/2014






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com