![]() |
|
عودة الى أدب وفن
الذين يخافون الله - سهيل عطاالله
لا أنسى قصة تلك المرأة التي جاءت الى معاوية فأعطاها ما شاءت وزادها ثم سألها:
"أولو كان عليّ حيا، أكان يعطيك هكذا؟ فقالت المرأة: "لا.. لأن عليّا كان يخشى الله." حديث هذه المرأة التي لم تخش جبروت معاوية بل سجدت خاشعة امام ذكر الله عز وجل تذكرني بالمتجبر معاوية الذي اعتاد ان يستر بشاعة مكره ودهائه لابسا عباءة الحملان! في الحديث عن الداهية معاوية اذكر الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري الذي قضى فقيرا منفيا بعد رفضه الصلاة وراء معاوية. قصة الصحابي الجليل تعيدني الى حكاية الاحنف بن قيس: كان الاحنف سيد قبيلة تميم وكان يُضرب له المثل في الحلم عند العرب.. لقد حضر التميمي الحليم مجلس معاوية حيث تكلم الكثيرون وهو ساكت فسأله ابن ابي سفيان: "ما لك لا تتكلم يا أبا بحر؟ فقال ابن قيس: "اخشى الله إن كذبت، واخشاكم ان صدقت." عندما نخشى الله نعتمر القيم مترجمين وصاياه تعالى.. عندما نخشاه لا ننحني اما الظالمين بل امام جلاله جل جلاله. عندما نخشى الله نرفض الجلوس في محراب مَن يحرمنا الحرية.. سارق حريتنا يحرمنا الدمقراطية لأنه بدمه ولحمه وشحمه غير دمقراطي! نخشى الله عندما نرفض متدينا كاذبا يطالبنا بالصلاة ولا تعرف قدماه مسجدا او كنيسة لأنه على خلاف مع المترددين الى بيوت العبادة!! نخشى الله عندما نحارب الفساد في البيت والمؤسسة وفي كل مكان! نخاف الله برفضنا الركوع على منصات الجلادين الذين ينكرون الله. قال احد الحكماء: مَن خاف شيئا هرب منه، ومن خاف الله هرب اليه. سألوا سيدة تقية عشية انتخاب احد الرؤساء وكانت متحمسة منادية داعمة انتخابه.. سألوها لماذا تؤثرين هذا المرشح على ذاك؟ قالت: في مرشحي تجتمع ثلاث خصال: 1. يخاف الله 2. ابن عائلة محبوبة يحترمها الناس 3. شبعان.. لا يستجدي.. يحارب الفساد والابتزاز سألوا المعلم كمال جنبلاط: لأي حزب تنصحنا ان ننتمي؟ لحزبك التقدمي الاشتراكي ام لحزب الضمير؟ قال: لا تنتموا لحزبي فهذا لا يدوم.. أحثكم على الانتماء لنادي الضمير فهذا يدوم. طيب الله ثرى المعلم الفيلسوف كمال جنبلاط.. ان الذي ينتمي للضمير الحي ينتمي لنادي خائفي الله.. في قلب من يخشى الله متسع لكل الاخيار الاسوياء. عن الاتحاد 15/12/2020 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |