![]() |
|
عودة الى أدب وفن
ماتوا شبا - سهيل عطاالله
![]()
ماتوا في ريعان الشباب.. لم يتح لهم الموت ان يبدعوا اكثر.. لم يتح لهم الموت ان يحلقوا أبعد!
اولئك هم جماعة المبدعين المتنورين.. قتلتهم الجريمة الارهابية التي طالتهم بسبب آرائهم وألقت بهم في ظلام السجون.. جريرتهم انهم كفّروا التكفير.. اثمهم انهم قبِلوا الرأي الآخر وحاربوا الأنوية فقُطعت رؤوسهم ومسمرت هياكلهم على اخشاب الصلبان وترنحت اجسادهم على حبال واعواد المشانق.. لقد تركهم العتاة المتجبرون يتساقطون امام فوهات البنادق ونصال السكاكين. ذنبهم انهم حاربوا الفساد والفاسدين في اوطانهم فنحرهم السلطان وطغم سيافيه جثثا للاكفان.. اضافة الى سطوة وسواطير الحكام جاءتهم اسقام الابدان فقطفتهم يد المنون باكرا ضحايا لَلوثات الجراثيم. كان فتى العرب وتحديدا ابن تونس – ابو القاسم الشابي ابن خمسة وعشرين من العمر عندما توقف خفقان قلبه تاركا ابناء امّته يرددون: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخّر في جوها واندثر اما الفلسطيني ابن جبل النار فكان الذي علق ايقونة الوطن على صدورنا في قصيدة موطني – رحم الله ابراهيم طوقان الذي ارتقى الى جنات الخلد وعمره في السادسة والثلاثين. في مثل عمر ابراهيم كان المبدع الشهيد غسان كنفاني الفلسطيني ابن عكا عندما قتلته غيلة مخابرات بني صهيون. الشابي وطوقان والكنفاني اسماء ثلاثة من كثيرين تجرعوا مرارة الموت مرضا واغتيالا.. تجرعوا النهاية المبكرة لحيواتهم ثمنا لمواقفهم وسموّ افكارهم. مع ذكر هؤلاء الفرسان الثلاثة دعوني احول مثلثهم الى مربع ذاكرا قامة عالمية اسبانية مشيرا الى مصرع فردريكو غارسيا لوركا الشاعر الاسباني العظيم الذي قتل في عنفوانه إبان الحرب الاهلية.. طيّب الله ثرى الوطنيين المبدعين عربا وغير عرب وحمانا جميعا من عبث العابثين البغاة المستكبرين. عن الاتحاد 1/12/2020 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |