|
عودة الى أدب وفن
أهل الإبداع… ماذا قالوا عن بيروت! - جهاد أيوب
بيروت عروس المتوسط، وحكاية ألم الشعوب، لها في أعناقنا حكايات الوجود…
نحبّها فنعذّبها، نعشقها فندمّرها، ندمنها فنختنق معها، وفجأة تعاود هي النهوض، وتخلع ثوباً شوّهناه بأحقادنا… ذهبنا إلى أحباب يرون فيها الأمل، سألناهم عنها، وعن عشقهم، وعن وجودهم فيها، وكيف اكتشفوها، وماذا تعني لهم، فكانت ردودهم أشبه بكتاب حروفه من وجع الحلم الذي تاه في العيش والحياة: بائع الصحف الفنان أحمد الزين قال عن بيروت: اكتشفت بيروت من أول ما طلعت من بطن أمي ووعيت على الدنيا. أنا من مواليد بيروت، البسطة الفوقا، شارع المأمون، وجمعية عباد الرحمن مدرستي، والحاج محمد عمر الداعوق هو استاذي، ومعلمي، أنا ابن بيروت، وكل حرف بكلامي هو بيروت، وكل زاوية في بيروت عشت فيها، ونمت فيها، وبعتُ فيها، وسنة 1958 كنت أبيع الصحف منها «السياسة» و»بيروت المسا» و»صوت العروبة»! بيروت هي أمي، ولبنان هو أبي، والمفسد في لبنان يتّمني، ويتّم ولاد البلد ونقطة على السطر! لقد أتعبتني الشاعرة هدى ميقاتي تقول عن اكتشافها لبيروت: مدينة تموت فيي كل يوم، وتولد فيي مع كل نفس… لم أكتشف بيروت بعد، بيروت في طفولتي غيرها في شبابي، وبيروت في شبابي غير بيروت اليوم… لقد أتعبتني ولكنها أذهلتني وهي تحت النار، فلم أكن أعرف مدى صلابة قلبها الحريري الناعم قبل اليوم! وبيروت عند اشتعال الأصيل تضيءُ الشموع وما فتيل تُرى رد فيها الزمان الزمان إلى مطلق الماء قبل العليل أوان الجمال ابتداع الجمال لصعب هو السهل في المستحيل ببيروت صخر عصيٍّ عنيد وخمر الهوى فوق ثغر جميل وبيروت أعراس وردٍ ونار وبيروت لما تنادي السماء تراتيل حب ودروب دليل… ###بخاطرك يا حجّة الفنان رفيق علي أحمد يقول: بيروت… من المدن التي تسمع عنها قبل أن تراها، فتجذبك أخبارها لتصبح الحلم والمقصد والمرتجى. هكذا كانت بالنسبة لي، مذ كنت يافعاً في قريتي، وقد دوّنت علاقتي الحميمة بها في مشهد من مسرحيتي «جرصة» عام 2007، حيث أقول على لسان والدتي: اسمعلك هالسمعة يا حاج. – «بده ينزل عبيروت، وشوبده يعمل؟ ممثل. – الله بس يغضب ع النملة يا حجة بيركب لها جوانح، بتطير عن ربعها وعن أهلها بياكلها الطير، غسلي إيديك منه. هذا غضب. –بخاطرك يا حجة.(صرخت راحلاً) –لا والله مش بخاطري، بدك تروح روح، الله والنبي معك. انشالله إذا مسكت التراب بيقلب بإيدك ذهب يا رفيق، بس دير بالك يا ميمتي، قرش بيروت ما بيطلعش منها، بدك تقضي حياتك جوعة شبعة. آلله يرد عنك ولاد الحرام يا ابو جبران». بيروت، مدينة لا تشبه المدن، مدينة حنونة وقاسية، مزيج من الواقع والخيال، مدينة التناقضات، كل التناقضات. بيروت حاضنة، عطوفة على تاريخها وتراثها، جموحة، تواقة للاطلاع على كل مستحدث وجديد. ليس فيها لعابر السبيل مكان، فكل من زارها وهبته مبتغاه، فكافأها رجال الأعمال باستثماراتهم، والمبدعون العرب ردّوا لها جميل استقبالها لاحتضانها لهم بهامش الحرية الذي افتقدوه في بلادهم، ووجدوه في مقاهي شارع الحمرا والدولتشي فيتا، على الروشة. بيروت ومرفئها، بحكم الجغرافيا ودماثة وأخلاق ناسها، كانت ولا تزال عروس المتوسط، كانت ولا تزال، نقطة وصل بين الشرق والغرب، ولكن للأسف الشديد، فإن سياسييّ هذا الوطن، حوّلوها إلى ساحة صراع بين الشرق والغرب، وقودها أجسادنا وزيت نارها دمنا وحرقتنا حين يقضي الأب والأم أواخر أيامهم شوقاً وحزناً في انتظار أولادهم ومن هم أعز من أولادهم ليشتمّوا منهم رائحة الحياة. بيروت… مالي عين أقول لك «سامحينا». ذاكرتي البديلة الكاتبة والشاعرة السورية غادا فؤاد السمّان قالت عن بيروت: بيروت اللؤلؤة التي نخرها السوس، بيروت وطني المستعار، ذاكرتي البديلة، شبابي المزمن، حيويتي المضطربة، حياتي التي تراوح ما بين موت وموت. بيروت أنا بكامل تناقضاتي، بيروت وجع روحي الذي لا يبرحني كسرطان متفشٍّ! وتضيف: عرفتها منذ أدركت أن دمشق ليست للدمشقيين، وأن غربتي في بيروت أقل وجعاً بكثير من وجع غربتي في دمشق التي ينهشها الاغراب، ويمتصون خصوصيتها وجمالها كالعلق. الفراشة الممثل السوري سلوم حداد قال: إلى الآن لم أكتشفها… لكنها فراشة المتوسط»!!!. شحّ النور الممثلة رندة كعدي: ولدت في ضاحية بيروت «عين الرمانة»، هناك أبصرت النور حتى تصدّع برصاصات الحرب الأهلية، شحّ النور في صمت الملجأ… يومها لملم والدي خيوط النور وهرب بنا ع ضيعتنا البقاعية «قوسايا». – تعني لي بيروت…أه من بيروت…أه من وطني…بيروت الطفولة، العشق لساحاتها العبقة بالثقافة، بالمسرح، بالسينما، وبيكاديلي الرحابنة، ومعارض الكتب، والأجنحة المتكسرة… بيروت حلمي المكسور». عن جريدة البناء 10/9/2020 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |