عودة الى أدب وفن

ذكرى رحيل محمود درويش… شاعر القضيّة والإنسانيّة
في التاسع من آب عام 2008، ودّعت فلسطين شاعرها محمود درويش. 12 سنة على غياب «شاعر المنفى» وصوت الفلسطينيّين في الداخل والشتات.

مرت أول من أمس الذكرى الــ 12 على رحيل صاحب «لاعب النرد» و»أثر الفراشة» ومديح الظل العالي»، الذي يعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.

وتقول الدراسات التي أجريت حول دوريش وتاريخه الشعري والنضالي، إنه كان واحداً من «أهم الشعراء العرب ذوي الشهرة العالمية، ومن الشعراء القلائل الذين لا يمكن الفصل بين حياتهم، وشعرهم، وقضيتهم؛ هذه القضية التي ساهم في نقلها من قضية وطنية إلى قضية إنسانية عالمية».

ويؤكد عارفوه أنه تميز بشخصيته الخجولة وخفّة الظل واللباقة في التعاطي مع الآخرين وحب العزلة، التي لم تكن تعني انقطاعاً عن الحياة والواقع والناس.

وأصدر درويش ديوانه الأول عام 1960 بعنوان: «عصافير بلا أجنحة»، ثم 25 ديواناً شعرياً، و11 عملاً نثرياً.

وتُرجمت أعمال ابن بلدة البروة الذي كان يحب سماع الموسيقى ولعب طاولة الزهر وتحضير القهوة لأصدقائه، ترجمت إلى أكثر من 22 لغة وحظي بتقدير عالمي كبير ونال عشرات الجوائز والأوسمة، ومنها «جائزة لينين»، و»وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي» و»جائزة الأمير كلاوس» الهولندية، و»جائزة القاهرة للإبداع الشعري العربي»، فضلاً عن «وسام القدس للثقافة والفنون والآداب».

توفي درويش في الولايات المتحدة بعد إجراء عملية قلب في مركز تكساس الطبي في هيوستن.

ونقل جثمانه إلى مدينة رام الله، حيث شيّعه عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ووري جثمانه، في 13 آب، في قطعة أرض مقابل قصر رام الله الثقافي خصصت لدفنه.

وأعلن الحداد على رحيله 3 أيام في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسط حزن الفلسطينيين على «عاشق فلسطين» وأحد أبرز رموز المشروع الثقافي الحديث.

واليوم، يضمّ المكان الذي يحوي ضريح درويش «متحف محمود درويش» و»حديقة البروة» تيمّناً بالبلدة التي هُجِّر منها.

وهنا بعض قصائده:

«أحن إلى خبز أمي

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ،

أخجل من دمع أُمي» !

***

غريبان

«يرنو إلى أَعلى

فيبصر نجمةً

ترنو إليهْ !

يرنو إلى الوادي

فيبصر قبرَهُ

يرنو إليهْ

يرنو إلى امرأةٍ،

تعذِّبُهُ وتعجبُهُ

ولا ترنو إليه

يرنو إلى مرآتِهِ

فيرى غريباً مثله

يرنو إليه»!

عن جريدة البناء
11/8/2020






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com